من يسيطر على معبر رفح

من يسيطر على معبر رفح؟

من يسيطر على معبر رفح؟

 العرب اليوم -

من يسيطر على معبر رفح

بقلم - عماد الدين حسين

سؤال قد يبدو بديهياً، ولكنه مهم جداً حتى تكون الصورة واضحة للجميع، ووقتها سنعرف من هو الصادق ومن هو الكاذب، فيما يتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي مستمر منذ وقوع عملية «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر الماضي، وحتى هذه اللحظة.

 

لماذا هذا السؤال الآن؟!

الإجابة لأن فريق الدفاع الإسرائيلي الذي ترافع في «12 يناير» أمام محكمة العدل الدولية، ضد الشكوى التي تقدمت بها دولة جنوب أفريقيا متهمة إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، هذا الفريق زعم أن إسرائيل لم تمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وأن السبب هو مصر التي تسيطر على معبر رفح.

يفترض أن معبر رفح يخضع للسيطرة المصرية الفلسطينية. مصر تسيطر على الجانب المصري من المعبر، في حين تسيطر حكومة حماس على الجانب الفلسطيني. لكن هذه الإجابة كانت صحيحة حتى يوم 7 أكتوبر الماضي، ومع بداية العدوان الإسرائيلي على مجمل قطاع غزة، فقد استهدف كل البشر والحجر، وهكذا فإن معبر رفح من الجانب الفلسطيني صار تحت رحمة القصف الإسرائيلي المستمر، في حين ظلت مصر مسيطرة على المعبر في حدودها فقط.

نتذكر أن إسرائيل أعلنت أكثر من مرة منذ بداية العدوان أنها لن تسمح بإدخال أي شيء لغزة سواء كان ماء أوغذاء أودواء أو كهرباء أو وقوداً، ونتذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعهد بوضوح في اليوم الأول للعدوان أن قطاع غزة سيختلف تماماً، ولن يعرفه سكانه بعد الآن.

ابتداء من 7 أكتوبر، صارت إسرائيل هي المسيطرة الفعلية على كامل قطاع غزة، وتحاصره من البر والبحر والجو، ومنعت دخول المساعدات الإغاثية الإنسانية من الجانب المصري كأحد أسلحة الضغط على المقاومة الفلسطينية.

نتذكر أيضاً أن إسرائيل ماطلت كثيراً في إدخال المواد والمساعدات الإنسانية إلى القطاع قبل أن تخضع للضغط العربي والدولي، لكنها رغم ذلك ظلت «تتلكك» في تقليل المواد الإغاثية وإدخالها بالقطارة، كنوع من الضغط على الفلسطينيين كي يغادروا القطاع تماماً ويصبح جاهزاً للتهويد، وبالتالي التخلص من «صداع قطاع غزة للأبد».

وحسب البيان المصري الذي أصدره ضياء رشوان رئيس هيئة الاستعلامات المصرية مساء يوم الجمعة الماضي للرد على الادعاءات الإسرائيلية، فإن إسرائيل لو كانت صادقة فعلاً في إدخال المساعدات فيمكنها أن تفعل ذلك عبر 6 معابر تربط قطاع غزة مع إسرائيل بخلاف معبر رفح مع مصر.

لكن ربما كان من المهم العودة للوراء قليلاً حتى نفهم حكاية معبر رفح، كما هي على أرض الواقع بعيداً عن الأكاذيب والادعاءات والأوهام.

مصر كانت تدير قطاع غزة حتى احتلاله عام 1967، وفي عام 2005 انسحبت إسرائيل من القطاع، وسيطرت السلطة الفلسطينية عليه، ووقتها تم توقيع ما سمي باتفاق فيلادلفيا، وهو ملحق أمني لاتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، وبموجبه صار المعبر يدار بواسطة مصر والسلطة الفلسطينية مع وجود أوروبي.

وفى عام 2007 انقلبت حركة حماس على السلطة الفلسطينية وسيطرت على قطاع غزة، وبالتالي صارت حماس هي التي تسيطر على الجانب الفلسطيني من المعبر، ومع عمليات العنف والإرهاب والصدام بين حماس والسلطة الفلسطينية انسحب المراقبون الأوروبيون. وظل المعبر يدار عبر مصر وحركة حماس، حتى بدأت الحرب في 7 أكتوبر الماضي لتصبح إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال. وليس سراً أن إدخال المساعدات المصرية والدولية لقطاع غزة يخضع لتفاهمات مصرية إسرائيلية أمريكية.

والبيان المصري قال بوضوح يوم الجمعة الماضي إن شاحنات المساعدات التي تدخل من الجانب المصري تذهب إلى الجانب الإسرائيلي لتفتيشها أولاً، قبل إدخالها للقطاع، وهو ما يعني ببساطة أن إسرائيل هي التي تتحكم في كل ما يتعلق بغزة، من أول المساعدات الشحيحة نهاية بتدمير القطاع على رأس سكانه، والنتيجة هي 30 ألف شهيد ومفقود وأكثر من 60 ألف مصاب وتدمير مبانٍ ومنشآت القطاع وتحويل 1.3 من سكانه إلى نازحين.

تلك هي حكاية معبر رفح.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يسيطر على معبر رفح من يسيطر على معبر رفح



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab