علامة تعجب صداقات وعداوات الدول ليست أبدية

علامة تعجب صداقات وعداوات الدول.. ليست أبدية

علامة تعجب صداقات وعداوات الدول.. ليست أبدية

 العرب اليوم -

علامة تعجب صداقات وعداوات الدول ليست أبدية

بقلم - عماد الدين حسين

هل حالة العداء أو الصداقة بين الدول ثابتة وأبدية أم متغيرة ونسبية؟!
أطرح هذا السؤال بمناسبة استغراب البعض من المصافحة الشهيرة التى جمعت بين الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره التركى رجب طيب أردوغان، على هامش حفل افتتاح بطولة كأس العالم لكرة القدم فى العاصمة القطرية الدوحة الأحد الماضى برعاية من أمين قطر تميم بن حمد.
تحدثت فى الأيام السابقة عن أن المصالح العليا هى التى تحكم علاقات الدول وليست العواطف، وفى مقال آخر تحدثت عن المستفيدين والمتضررين من التقارب المصرى التركى إذا تم بالصورة الصحيحة.
واليوم أتحدث عن تفكير بعض الفئات بصورة عاطفية.
هذه الفئات غارقة فى المثالية وتعتقد أن الصداقات أو العداوات بين الدول أبدية، ولا حل لحالة العداء إلا بأن يقضى طرف على آخر ويهزمه هزيمة ساحقة. وهذا أمر مستحيل فى علاقات الدول. وهناك دول بكل جبروتها العسكرى وترسانتها النووية، لم تستطع أن تقضى على شعب أعزل يؤمن بعدالة قضيته.
حينما اختلفت مصر مع تركيا وقطر فقد كان ذلك بسبب انحياز حكومتى البلدين لجماعة الإخوان بعد ثورة المصريين فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣. لكن إذا قررت الدولتان فعليا تغيير هذه السياسة والإقرار بثورة ٣٠ يونيو وشرعيتها، فما المانع من تحسين العلاقات لمصلحة البلدين؟
أقول فى هذا المكان دائما إن علاقات الدول والأنظمة تحكمها المصالح، وليس العواطف الجامدة، كما يظن البعض معتقدا أن الخصومة أو الصداقة بين الدول هى حالة ثابتة.
لكن المثال الأبرز على خطأ هذا التفكير هو العلاقات المصرية والعربية مع إسرائيل.
يدرك معظمنا ــ وأنا منهم ــ أن إسرائيل كيان استيطانى غاصب زرعته القوى الاستعمارية عنوة فى المنطقة العربية من أجل ضمان استمرار تفرقها وانقسامها. وصراعنا كعرب معهم صراع وجود وليس صراع حدود كما قال جمال عبدالناصر.
وخضنا معهم ٤ حروب كانت سببا أساسيا فى سلبيات كثيرة نعانى منها حتى اليوم. ورغم ذلك وقّعت حكومتا البلدين اتفاق سلام فى ٢٦ مارس ١٩٧٩. وصارت هناك علاقات دبلوماسية واقتصادية. الأمر نفسه حدث بين إسرائيل وكل من الأردن والمغرب والإمارات والبحرين والسودان، بل وتوقيع اتفاقيات مع الجانب الفلسطينى عام ١٩٩٣ لكن إسرائيل لم تحترمها.
شخصيا لا أقبل أى سلام مع هذا العدو حتى تعود كل حقوقنا العربية كاملة، لكن صرت أتفهم أحيانا قبول البعض لـ«ضرورات الحكومات»، فإذا كان الأمر كذلك مع هذا العدو الوجودى، فيمكن لكل منا أن يتقبل ويتفهم التقارب مع أى دولة أخرى سواء كانت قطر وتركيا الآن، وربما إيران فى المستقبل، طالما أن هذا التقارب سيصب فى صالح مصالحنا الوطنية والقومية.
«عامل المصلحة» ينبغى أن يكون واضحا طوال الوقت فى أذهان «المندهشين» من مثل هذا النوع من التقارب.
وبالتالى فإن تطبيق قاعدة «لا عداوات أو صداقات دائمة فى السياسة» سوف يمنع إصابة كثير من الناس بصدمات متنوعة.
هذه الفئة من الناس تجد نفسها فى حالة من الصدمة حينما تتفاجأ بتقارب مع هذه الدولة أو تلك، خصوصا إذا عاش عشر سنوات كاملة وهو لا يتلقى إلا كل الأخبار السلبية عنها.
وفى هذا الصدد فإن على هذا المواطن سواء كان مواطنا عاديا أو إعلاميا أو ناشطا سياسيا ألا يتعامل مع أى قضية باعتبارها أمرا ثابتا جامدا، بل يمكن أن تتغير الأمور مع تغير الظروف المحيطة بهذه القضية.
مرة أخرى أنا هنا لا أعظ أو أعطى دروسا فى السياسة، لكن أحاول أن أتحدث عن الواقع السياسى الموجود عالميا.
فى الدول الغربية فإن النظرة البراجماتية هى السائدة، لكن لدينا فى المنطقة العربية فإن العواطف هى التى تسود سواء لدى الجماهير أو الإعلاميين والناشطين.
وإذا طبقنا نظرية المصلحة، فالسؤال البسيط هو: هل هناك ما يمنع أن نتقارب مع تركيا أو قطر إذا بادرتا إلى تحقيق الأهداف والمطالب المصرية العادلة، خصوصا إبعاد الأصوات المتطرفة والإرهابية، والتوقف عن دعم الميليشيات المسلحة الليبية واحترام المصالح المصرية؟!!
لا أنكر على أى شخص أن يحتفظ بمشاعره الودية أو السلبية تجاه هذه الدولة أو تلك أو هذا الرئيس أو ذاك الأمير ــ وأنا شخصيا لدى مثل هذا الشعور تجاه حكومات وقيادات فى المنطقة والعالم ــ لكن علينا جميعا أن نقيس الأمور بمقياس أساسى هو مصالحنا الوطنية أولا وأخيرا حتى لو صُدمت مشاعرنا وعواطفنا أحيانا.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علامة تعجب صداقات وعداوات الدول ليست أبدية علامة تعجب صداقات وعداوات الدول ليست أبدية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام
 العرب اليوم - تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab