النقاش المجتمعى قبل تنفيذ المشروعات وليس بعدها

النقاش المجتمعى قبل تنفيذ المشروعات وليس بعدها

النقاش المجتمعى قبل تنفيذ المشروعات وليس بعدها

 العرب اليوم -

النقاش المجتمعى قبل تنفيذ المشروعات وليس بعدها

بقلم:عماد الدين حسين

أيهما أفضل: أن تصارح الحكومة وأجهزتها المحلية الناس بما تنوى أن تنفذه من مشروعات، خصوصا إذا كانت متعلقة بحياة الناس، أم تفاجئهم بهذه المشروعات أثناء أو بعد تنفيذها، وتورط نفسها فى جدال بلا ثمن، وخسائر مجانية كان يمكن تجنبها بثمن أقل؟!
اقتراحى المحدد لبعض هذه الأجهزة الحكومية أن تعيد النظر فى هذه الآلية التى تعتمدها، وسببت لها العديد من المشاكل والخسائر المجانية.
أطرح هذا الاقتراح بمناسبة الشائعات التى تتردد بين لحظة وأخرى وآخرها أن الحكومة تنوى إزالة وتجريف وبيع الحديقة الدولية فى مدينة نصر، وهو الأمر الذى نفته الحكومة، وقالت إنه تطوير للحديقة وليس تجريفا أو بيعا.
الاقتراح الذى أطرحه اليوم أن تطرح الجهات الحكومية المشروعات التى تتعلق بحياة الناس، للنقاش العام المجتمعى خصوصا بين المهتمين والخبراء وذوى المصلحة. قبل تنفيذها حتى توفر على نفسها صداعا متكررا، وخسائر مجانية يمكن تجنبها بكل سهولة.
أتذكر أن عددا كبيرا من أهالى مصر الجديدة غضب لأنه فوجئ بأن الحكومة تنفذ عملية توسيع الشوارع وبناء الجسور والكبارى، ورأيى الشخصى أنه مشروع مهم وساهم فى فك الازدحام الرهيب بالمنطقة وربطها بالمناطق المجاورة، لكنه تضمن بعض العيوب التى كان يمكن تلافيها لو حدث النقاش المسبق.
سيرد البعض على كلامى ويقول وهل نناقش هذه المسألة الهندسية والتخطيطية مع أهالى المنطقة وهم ليسوا على دراية بها؟!
الإجابة أن النقاش يمكن أن يتم مع مهندسى التخطيط من أهالى المنطقة أو المهتمين فى نقابة المهندسين أو كل من لديه خبرة أو فكرة جديدة حتى لو لم يكن مهندسا أو ليس حتى من أبناء المنطقة.
ببساطة شديدة لو أن هذا الأمر تم قبل تنفيذ المشروع فربما كانت الجهة المنفذة ستأخذ فى الحسبان اقتراحات صغيرة جدا ولكنها مهمة مثل إشارات المرور، والملفات أو «اليوتيرن» وغيرها من الأمور التى شكا منها كثيرا أهالى المنطقة.
أتذكر أن الحكومة فعلت ذلك ونظمت لقاء مع أهالى المنطقة فى نادى هليوبوليس ولكن بعد تنفيذ المشروع، وهو أمر غريب جدا لأن أى اقتراحات لن يكون لها معنى، كما أن إجراء تعديلات لاحقة سيكلف الدولة أموالا طائلة ومهدرة.
نفس الأمر تكرر فى تطوير طريق الساحل الشمالى، وشكا كثيرون من طريقة تصميمه التى قد تؤدى إلى حوادث أو توهان وتضييع وقت. وقد يكون تصميم الحكومة هو الأفضل، لكن لماذا لم تطرحه للنقاش مع الخبراء قبل تنفيذه حتى لا نفكر مثلا فى ضرورة التعديل بعد الإنشاء؟
وأذكر أنه عند تنفيد محور الفردوس الذى صار يسمى بمحور «جيهان السادات» فى شارع صلاح سالم بعد نفق الأزهر وقبل العباسية أن نفس الجدل قد حدث بشأن المقابر وهل يتم إزالة بعضها أم لا. الحكومة وقتها نفت الأمر، ثم تبين أن حجم الإزالات كان قليلا جدا، وكان يمكن مصارحة الناس بالحقيقة ويتناقش الجميع وينتهى الأمر.
ثم تكرر الأمر قبل أيام بشأن مقبرة عميد الأدب العربى طه حسين، حيث وضعت عليها الأجهزة المحلية عبارة إزالة ثم علامة «X»، ثم عادت وأعلنت أنها مجرد شائعة بعد أن زاد عدد المنتقدين للخطوة!!!
بالمناسبة شخصيا لست ضد إحداث أى تطوير فى أى مكان طالما كان مفيدا للمنفعة العامة، سواء كانت منفعة معنوية أو اقتصادية أو حتى استثمارية، لكن المهم أن نناقشه قبلها بهدوء وروية وتمعن وتعقل.
على سبيل المثال ما الذى سيضير الحكومة لو أعلنت مسبقا أنها ستبنى محلات تجارية للاستثمار العام بطول أسوار الحديقة الدولية وأن ذلك لن يؤثر كثيرا على مساحة الخضرة بها؟!. أليس ذلك أفضل من تحول الأمر إلى شائعات بالتجريف والبيع؟!
ما يحدث أحيانا أن الحكومة تنفى الأمر، ثم يثبت أنه صحيح كليا أو جزئيا والنتيجة الخطيرة لهذا الأمر أنها تفقد ثقة الناس ولن يصدقوها، حتى فى القضايا التى تكون وجهة نظرها هى الأصح. وبالتالى فالأفضل أن تطرح كل هذه المشروعات للنقاش قبل تنفيذها، لأن أى نقد أو اعتراضات عليها قبل التنفيذ ستكون أفضل مليار مرة من اكتشاف هذه الانتقادات أو العيوب بعد التنفيذ.
ثم إن هذا الأمر لو تم سوف يزيد من منسوب رضا الناس عن الحكومة، وسيسد معظم أبواب الشائعات ويجعل الناس العادية هى التى تبادر بتكذيب الشائعات بدلا من تصديقها حتى ولو كانت خاطئة أو خرافية!

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النقاش المجتمعى قبل تنفيذ المشروعات وليس بعدها النقاش المجتمعى قبل تنفيذ المشروعات وليس بعدها



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام
 العرب اليوم - تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab