جامعات تعلّمك وتوظفك

جامعات تعلّمك وتوظفك

جامعات تعلّمك وتوظفك

 العرب اليوم -

جامعات تعلّمك وتوظفك

بقلم: عماد الدين حسين

السؤال الذى يشغل بيوتا كثيرة فى مصر هذه الأيام، هو: ما هى الكلية الأفضل التى يفترض أن يلتحق بها أبناؤنا الذين اجتازوا بنجاح شهادة الثانوية العامة؟
خلال الأيام الأخيرة حضرت العديد من اللقاءات المتعلقة بالإجابة عن هذا السؤال..
أحد هذه اللقاءات كان عصر الخميس الماضى حينما تلقيت دعوة من الجامعة الألمانية بالقاهرة لحضور احتفالها بتكريم أوائل الثانوية العامة، حيث احتفلت بهم أولا فى مقر جامعة MIU فى العاصمة الإدارية الجديدة، وبعدها فى مقرها الرئيسى بالتجمع الخامس.
كنت جالسا استمع لكلمة الدكتور أشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة، وقبله الدكتور ياسر حجازى رئيس الجامعة، وفوجئت خلال كلمة الدكتور أشرف بأنه يدعونى للحديث للطلاب المكرمين.
لم يكن فى ذهنى أن أتحدث، لكن قبلت الدعوة وبعد أن هنأت الناجحين بتفوقهم، قلت لهم إنهم بصدد اتخاذ أهم قرار فى حياتهم وهو اختيار نوع الدراسة التى ستحدد شكل مستقبلهم إلى حد كبير.
لسنوات طويلة سابقة كان عدد كبير من الناجحين فى الثانوية يدخلون بعض الكليات، لأنها فقط تناسب مجموع درجاتهم، ولكنها لا تناسب اهتماماتهم وهواياتهم وتمنياتهم، والنتيجة هى جيوش من العاطلين فى تخصصات معينة ونقص فادح فى تخصصات أخرى مطلوبة. هذه الظاهرة ما نزال ندفع ثمنها حتى الآن.
آلاف وربما ملايين الخريجين من الكليات النظرية خصوصا الآداب والتجارة والحقوق لا يجدون فرص عمل تناسب أعدادهم، ونقص فادح فى التخصصات المهنية والصناعية، للدرجة التى صرنا نستورد بعض هذه العمالة من الخارج، لأن تعليمنا بصفة عامة أخفق فى أن يلبى حاجة سوق العمل الفعلية.
أحد أهم معايير نجاح التعليم فى أى مجتمع هو قدرته على أن يقدم خريجين يلبون حاجة سوق العمل، بدلا من زيادة عدد العاطلين سنويا.
الطالب وأسرته عليهم أن يفكروا كثيرا قبل الإقدام على الالتحاق بكلية معينة. السؤال الرئيسى الذى يجب أن يسأله الطالب لنفسه هو: هل أحب هذا النوع من الدراسة أم لا، وهل بعد تخرجى سأجد فرصة عمل أم لا، خصوصا فى ظل أن وظائف كثيرة بدأت تنقرض، وأخرى حديثة بدأت تظهر، وبالتالى صار مطلوبا الاتجاه إلى الدراسة التى توفر فرص العمل الجديدة مثل تلك المرتبطة بتكنولوجيا العصر والذكاء الاصطناعى.
وأظن أن هناك بعض الجامعات والكليات الحكومية والأهلية والخاصة فى مصر عبر برامجها الدراسية المتطورة، صارت توفر فرصا حقيقية لسوق العمل فى البلاد، والجامعة الألمانية فى مصر من بين هذه الجامعات.
أقول ذلك لأننى تناقشت كثيرا وعلى مدى سنوات مع الدكتور أشرف منصور، وزرت مقر الجامعة فى القاهرة كثيرا، ومقرها فى برلين، والأهم أننى قابلت قبل سنوات قليلة خريجين من الجامعة فى مدينة شتوتجارت بولاية بادن فورتنبرج، التحقوا بالعديد من كبريات الشركات الألمانية نفسها وصاروا سفراء لمصر هناك. الجامعة الألمانية التى احتفلت قبل أسابيع بمرور عشرين عاما على افتتاحها بالقاهرة وعشر سنوات على افتتاح فرعها فى برلين، صارت أكبر مركز للتبادل الثقافى والعلمى الألمانى خارج حدود ألمانيا. هى تمثل ٤٠٪ من إجمالى حجم التبادل العلمى والتعليمى لألمانيا مع العالم كله، وهى ربما الأكثر تقديما للمنح للمتفوقين فى مصر.
كل التوفيق للمتفوقين فى الثانوية العامة، والحظ الأفضل لمن خانهم التوفيق هذا العام. وفى الأيام المقبلة سأحاول إن شاء الله مناقشة بعض التحديات التى تواجه العملية التعليمية، ومنها مثلا كيف أن الجامعات الأهلية لعبت دورا فى خفض الرسوم الجامعية. وهل أثّر ذلك على بعض الجامعات الخاصة؟
لكن الأهم أن نجيب جميعا عن السؤال المهم وهو: كيف نعظّم من نوعية التعليم المتميز لدينا، ونصلح من الثغرات والمشاكل الكثيرة التى تواجهنا؟!

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جامعات تعلّمك وتوظفك جامعات تعلّمك وتوظفك



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab