حريق كنيسة أبو سيفين ملاحظات أولية

حريق كنيسة أبو سيفين.. ملاحظات أولية

حريق كنيسة أبو سيفين.. ملاحظات أولية

 العرب اليوم -

حريق كنيسة أبو سيفين ملاحظات أولية

بقلم: عماد الدين حسين

صباح الأحد الماضى كنت بصحبة النائبين د. فخرى الفقى وعماد خليل ضيوفا على برنامج «صباحك مصرى» مع الإعلامى هشام عاصى بقناة «إم بى سى مصر» للحديث عن التعديل الوزارى.

قبل الدخول للأستوديو بدأت الأخبار العاجلة بوقوع حريق فى كنيسة أبوسيفين فى المنيرة الغربية بإمبابة.
أول خاطر تبادر إلى ذهنى وربما أذهان كثيرين هو ما سبب الحادث، مع الابتهال إلى الله أن يكون حادثا عاديا، وألا يكون ناتجا عن عمل إرهابى، خصوصا أن اليوم يوافق ١٤ أغسطس وهو ذكرى فض أجهزة الأمن لاعتصام أنصار جماعة الإخوان فى ميدانى رابعة العدوية بالقاهرة والنهضة بالجيزة، فى مثل هذا اليوم من عام 2013، وأعقبه هجمات واسعة من أنصار الجماعة أحرقت ودمرت وهاجمت نحو 75 كنيسة فى مدن كثيرة خصوصا بالصعيد.
سألت عماد خليل، عن معلوماته فقال إن الإشارات الأولية تشير إلى أنه حادث عادى. اطمأن قلبى قليلا. ودخلنا الأستوديو لنتحدث عن التعديل الوزارى، فوجدنا أنفسنا نتحدث معظم الوقت عن هذا الحادث المفجع.
بيان وزارة الداخلية كان سريعا إلى حد ما وحاسما حينما قال إن التحقيقات الأولية تشير لوجود خلل كهربائى فى أحد أجهزة التكييف أدى إلى الحريق.
قبله قال بعض المتواجدين بالكنيسة إن التيار الكهربائى انقطع عن الكنيسة، وجرى تشغيل المولد الاحتياطى، وبعد تشغيله بحوالى ١٥ دقيقة حدث عطل فى أحد أجهزة التكييف فانطلقت منه بعض الشرارات قادت إلى اشتعال الحريق، ثم حسمت النيابة العامة الامر بقولها ان التحقيقات اكدت عدم وجود شبهة جنائية وراء الحريق.
طبقا للتصورات الأولية فإن الحريق الذى وقع بالطابق الثانى قاد إلى انبعاث كميات ضخمة من الدخان سببت بدورها حالة من الاختناق للمتواجدين بالكنيسة.
من سوء الحظ أن الحادث وقع يوم الأحد وهو يوم صلاة أساسى بالكنيسة، ثم إن هناك حضانة تواجد بها بعض أبناء المصلين، وحينما حدث الحريق كان هناك تدافع قاد مع الدخان الشديد وضيق المكان إلى ارتفاع عدد الضحايا إلى 41 متوفيا و16 مصابا.
مثل هذا النوع من الحوادث يقع فى كل بلاد العالم، لكن الفوضى والإهمال والبناء العشوائى هو الذى يقود إلى ارتفاع عدد الضحايا عندنا مقارنة ببقية بلدان العالم.
هذا الحادث المحزن يذكرنا مرة أخرى بالثمن الذى ندفعه للبناء العشوائى الذى انتشر فى مصر، ودفع أجهزة حكومية للقول إن ٥٠٪ من المبانى فى مصر عشوائية.
منذ منتصف السبعينيات تقريبا وعقب تدشين سياسة الانفتاح الاقتصادى بعد حرب أكتوبر المجيدة، شهدنا توسعا كبيرا فى البناء العشوائى فى العديد من أنحاء الجمهورية خصوصا الحزام المحيط بالقاهرة الكبرى.
فى بعض هذه المناطق يستطيع الجار أن يسلم على جاره المقابل له باليد، لأن عرض الشارع قد لا يزيد على متر ونصف المتر. وبالتالى لا تستطيع أى سيارة إسعاف أو مطافئ أو شرطة أن تدخل لمثل هذه المناطق ناهيك عن سيارات المواطنين.
الكنيسة كانت فى الأساس بيتا، وتحولت لكنيسة لعدم وجود تراخيص وجرى تقنين وضعها عام 2019.. والبيت مبنى بصورة عشوائية أيضا، سلالمه ضيقة ومنافذه قليلة كما اتضح من الصور المنشورة، وبالتالى فإن انبعاث الدخان بشدة مع ضيق المكان كان سببا فى زيادة عدد الوفيات إضافة لتقارير غير مؤكدة بأن المطافى وصلت متأخرة.
الكنيسة ليست حالة فردية فى هذا البناء العشوائى، فلدينا زوايا ومساجد غير رسمية مخالفة أيضا، ولدينا ملايين البيوت الأهلية التى بنيت بطريقة عشوائية، وحتى بعض المبانى المرخصة داخل المناطق العشوائية تعانى بشدة بسبب ذلك.
وهناك تقارير بأن عملية تقنين الكنائس الجارية منذ صدور قانون التقنين عام ٢٠١٦ تعانى أحيانا من صعوبات، لأن بعضها يفتقد إلى الشروط البيئية والحماية المدنية المطلوبة.
نحن ندفع الآن ثمن هذه العشوائية التى بلغت حدودا غير مسبوقة. وبالتالى تظهر أهمية ضرورة القرار المهم للحكومة فى السنوات الأخيرة بإصدار اشتراطات حاسمة للبناء وأن يكون مخططا ومطابقا للمواصفات.
ومن المؤسف أن هذا الحادث قد يتكرر فى مناطق أخرى مماثلة، ما دامت الظروف موجودة والتربة مهيأة. ومن المستحيل إزالة كل هذه المناطق العشوائية لأن أصحابها لا يملكون مالا لإعادة بنائها من جديد بصورة سليمة والحكومة لا تملك مالا لتعويضهم إذا قامت بإزالتها. وتلك هى المعضلة التى سنظل ندفع ثمنها لسنوات قادمة.
خالص العزاء لكل أسر الضحايا وكل التمنيات الطيبة بسرعة شفاء المصابين.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حريق كنيسة أبو سيفين ملاحظات أولية حريق كنيسة أبو سيفين ملاحظات أولية



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab