من يدفع الثمن حينما يتصارع الكبار

من يدفع الثمن حينما يتصارع الكبار؟

من يدفع الثمن حينما يتصارع الكبار؟

 العرب اليوم -

من يدفع الثمن حينما يتصارع الكبار

بقلم - عماد الدين حسين

الأطراف المتضررة من الأزمة الأوكرانية كثيرة ومتعددة فى الصراع بين الكبار عسكريا أى روسيا وأمريكا، لكن البلدان الفقيرة والنامية، وغير المنتجة هى التى سوف تدفع الثمن الأكبر لهذه الأزمة، خصوصا غالبية البلدان العربية، وإذا أضفنا هذه الأزمة إلى التداعيات الناجمة عن فيروس كورونا، فسوف تكون الخسائر مضاعفة.

روسيا وأوكرانيا فى مقدمة الدول المنتجة للحبوب عموما، والقمح والذرة خصوصا، ومع اندلاع الحرب فعليا صباح الخميس الماضى فإنها سوف تؤثر على إنتاج البلدين من الحبوب وبالتالى زيادة أسعاره بصورة قد تصل إلى ٥٠٪، علما أن القمح زاد عالميا بنسبة وصلت إلى ٦٠٪ خلال العام الماضى ثم زاد ٦٪؜ قبل بدء العملية العسكرية الروسية بيومين على وقع التهديدات الروسى.

 والمتضرر الأول من هذه الزيادة هى مصر، لأنها المستورد الأكبر للقمح عالميا بحوالى ١٣ مليون طن سنويا.

كثير من الناس لا يرون إلا الجوانب السياسية والعسكرية لمثل هذا النوع من الأزمات، لكن هؤلاء لا يدركون أن التداعيات الاقتصادية لا تقل خطورة. على سبيل المثال فإنه وبمجرد إعلان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الاعتراف باستقلال جمهوريتى دونتيسيك ولوجانسك فى شرق أوكرانيا مساء الإثنين الماضى قفزت أسعار البترول إلى معدلات قياسية لم تبلغها منذ سنوات طويلة حيث بلغت عقود خام برنت العاجلة ٩٩٫٣ دولار للبرميل ثم وصلت إلى ١٠٣ دولارات بمجرد بدء العملية العسكرية. والسبب هو أن الأسواق تتخوف من تعثر إمدادات النفط والغاز من روسيا إذا فرض عليها الغرب عقوبات يقول إنها آتية لا محالة. ونعلم أيضا أن هذه الأزمة ومعها تداعيات كورونا وتعطل وبطء سلاسل الإمدادات العالمية وتأثير التغيرات المناخية رفعت أسعار الغاز إلى أسعار قياسية زادت عن ١٠٠٪ فى بعض الأسواق الأوروبية، وانخفضت مخزونات الغاز الأوروبية إلى ٢٢٪ مقارنة بـ٤٠٪ قبل عام.

وزادت أسعار الغاز فى أوروبا مع بدء القصف الروسى لأوكرانيا صباح الخميس بنسبة ٢٥٪؜. لكن التأثير الأكبر هو ارتفاع أسعار العديد من السلع الأساسية عالميا خصوصا القمح، ومعه الذرة والبن والزيوت، وجميعها قفزت لأسعار زادت عن ٥٠٪ خلال العام الماضى.

الولايات المتحدة وأوروبا قالتا إنه سيتم توقيع عقوبات على روسيا وبدايتها أن الرئيس الأمريكى جو بايدن أصدر أمرا تنفيذيا يحظر على الأمريكيين الاستثمار أو التجارة أو التمويل فى المناطق التى أعلنت استقلالها عن أوكرانيا، وهذا الأمر كررته المفوضية الأوروبية إضافة إلى تجميد أصول العديد من المؤسسات الروسية. تقديرات الخبراء والمحللين أن أسعار النفط وإذا استمرت الأزمة سوف تظل فوق حاجز الـ١٠٠ دولار لفترة طويلة خصوصا إذا استمر انتعاش الطلب بسبب عودة الأسواق إلى الحياة الطبيعية بعد طول معاناة بسبب كورونا.

وكرد فعل طبيعى على تطورات الأزمة الأوكرانية شهدت البورصة المصرية يوم الثلاثاء الماضى، هبوطا جماعيا لمؤشراتها، كما هبطت الأسهم الأوروبية فى التعاملات المبكرة فى اليوم نفسه إلى أدنى مستوياتها فى ٧ شهور، والسبب قلق المستثمرين من فرض عقوبات غربية على روسيا.

 فى هذا اليوم تراجع مؤشر منطقة اليورو بنسبة ٢٫١٪ فى حين هبط مؤشر فايننشال تايمز البريطانى بنسبة ١٫٢٪.

فى هذا اليوم أيضا هوى الروبل الروسى إلى أدنى مستوى له فى ١٥ شهرا منذ نوفمبر عام ٢٠٢٠ بنسبة ١٪ كما تراجعت الأسهم الروسية بنسبة ١٪، كما تراجع مؤشر «آر تى إس» للأسهم الروسية المقومة بالدولار، بصورة كبيرة، وكان هو الأسوأ أداء عالميا بين كل مؤشرات البورصة.

تراجع الأسهم محليا وعربيا وعالميا، يدفع ثمنه فى الغالب المستثمرون الصغار، إلى أن تستعيد البورصات عافيتها إذا هدأت الأزمة لكن ارتفاع أسعار البترول ومعه أسعار السلع الأساسية عالميا سوف تدفع ثمنه بالأساس الدول غير المنتجة للنفط أو الدول التى تستورد غذاءها ودواءها من الخارج وتحت هذا العنوان فإن غالبية الدول العربية تستورد معظم غذائها ودوائها وسلاحها وصناعاتها من الخارج، وبالتالى فهى المرشحة الأولى لدفع ثمن هذه الأزمة، إضافة لجهات أخرى مثل أوكرانيا وأوروبا.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يدفع الثمن حينما يتصارع الكبار من يدفع الثمن حينما يتصارع الكبار



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 00:21 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

مشروب طبيعي يقوي المناعة ويحمي من أمراض قاتلة
 العرب اليوم - مشروب طبيعي يقوي المناعة ويحمي من أمراض قاتلة

GMT 14:11 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
 العرب اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الكتاتيب ودور الأزهر!

GMT 10:15 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النصر يعلن رسميا رحيل الإيفواي فوفانا إلى رين الفرنسي

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

حنبعل المجبري يتلقى أسوأ بطاقة حمراء في 2025

GMT 21:51 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

انفجار سيارة أمام فندق ترامب في لاس فيغاس

GMT 22:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

27 شهيدا في غزة ومياه الأمطار تغمر 1500 خيمة للنازحين

GMT 19:32 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صاعقة تضرب مبنى الكونغرس الأميركي ليلة رأس السنة

GMT 10:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صلاح 9 أم 10 من 10؟

GMT 08:43 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

باكايوكو بديل مُحتمل لـ محمد صلاح في ليفربول
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab