هل نتوقف عن الغناء أثناء العدوان

هل نتوقف عن الغناء أثناء العدوان؟

هل نتوقف عن الغناء أثناء العدوان؟

 العرب اليوم -

هل نتوقف عن الغناء أثناء العدوان

بقلم : عماد الدين حسين

هل يجوز أن تقيم فى مصر مهرجانات للموسيقى العربية فى حين أن الأشقاء فى فلسطين ولبنان يتعرضون لحرب إبادة صهيونية؟!

‎هذا السؤال الغريب سمعته وقرأته من البعض ومنهم شخصيات يفترض أنها مثقفة بل وتعمل فى مجالات الإبداع؟

‎الإجابة على هذا السؤال من وجهة نظرى هى نعم ونعم ونعم ومليون نعم؛ لأن الموسيقى ومعها سائر أنواع الفنون  هى أسلحة مهمة جدًا لا تقل تأثيرًا عن الأسلحة الحربية ولا ينبغى تحت أى ظرف أن نعطلها أو نعطل نمط حياتنا.

‎مساء الجمعة الماضية حضرت افتتاح مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية رقم ٣٢ بدار الأوبرا، وهو المهرجان الذى أحرص وأسعد على حضوره بقدر المستطاع وكذلك  العديد من أنشطة الأوبرا المتميزة طوال العام.

‎حينما صعد وزير الثقافة د. أحمد فؤاد هنو ورئيس دار الأوبرا د. لمياء زايد على خشبة مسرح النافورة لتكريم عدد من الرواد والمبدعين، كان ملفتا للنظر أن هناك انفتاحا ملحوظا على تكريم أسماء مستقلة مصريًّا وعربيًّا ومنهم مثلاً حازم شاهين مؤسس فرقتى «مسار» و«إسكندريلا»، وزياد الرحبانى ابن المبدعين الكبار فيروز وعاصى الرحبانى.

‎انتهت التكريمات وبدأت الأغانى، وفى برنامج اليوم الأول كانت المطربة السورية لينا شاماميان، وقد غنت لبلدها سوريا وما حدث لهما، ووجهت تحية لكل الموجوعين فى لبنان وفلسطين وسوريا ونالت تصفيقًا كثيرًا.

‎وحينما جاءت فقرة الفنان التونسى لطفى بوشناق فقد كان يرتدى كوفية عليها علم فلسطين وعلم بلاده تونس وأنشد بعض الأشعار قبل أن يبدأ فقرته الغنائية وعنوانها: «خليك صامد يا فلسطينى، إن الحق طريق القوة». كما قال شعرًا وغزلاً فى مصروشعبها ووجه تحية كبيرة للأشقاء فى غزة ولبنان.

‎ غالبية الجمهور الحاضر وحينما كانت تُذكر كلمة فلسطين فإن تصفيقه يكون واضحًا وكبيرًا.

‎ونعرف أنه كان يفترض أن يكون فى جدول الحفلات سهرتان للمطربين اللبنانيين عاصى الحلانى ووائل جسار، وقد اعتذرا بسبب ظروف وتطورات العدوان الاسرائيلى، علما أن حضورهما كان مؤكدًا حتى قبل بدء المهرجان بأيام قليلة.

أعود إلى ما بدأت به من سؤال وأقول لو أننا أجلنا سائر أنواع الفنون بسبب التطورات السياسية، فقد نصل إلى نقطة نحرِّم فيها الفنون جميعها بحجة أننا فى أوقات عصيبة.

‎القضية ليست أن نقيم مهرجانًا أو ننتج أفلامًا ومسرحيات ومسلسلات أم لا، القضية هى ما هو نوع الفن الذى نقدمه فى مثل هذه الأوقات الصعبة التى تمر بها أمتنا.

‎نتذكر أنه بعد هزيمة ٥ يونيو ١٩٦٧ الصعبة والمحزنة جدًا فقد رأينا أم كلثوم والعديد من المطربين يقيمون حفلات غنائية دعمًا للمجهود الحربى تتضمن أغانى وطنية وأخرى عاطفية.

‎فى هذه الفترة لم تتوقف السينما أو المسرح. وكان الفن المصرى بكل أنواعه إحدى أهم أسلحة القوة الناعمة. ونتذكر الأغانى الوطنية العظيمة التى ما نزال نستخدمها حتى الآن فى كل مناسباتنا الوطنية.

‎حينما تكون لدينا أغانٍ وأفلام ومسرحيات جادة حتى لو كانت غير وطنية بالمفهوم الشائع، فهى سلاح مهم حتى فى أوقات الحرب.

‎النظرة الضيقة للتعامل مع الفن باعتبار أنه يكون زاعقا ومباشرا ومركزا فقط على القضية، هو تصور قاصر ويصب فى مصلحة الأعداء فعلاً من دون أن نقصد.

‎نتذكر أن المهرجان تم تأجيله العام الماضى لأن موعده جاء بعد أيام قليلة من بدء العدوان الإسرائيلى الوحشى على قطاع غزة فى ٧ أكتوبر من العام  الماضى. ووجهة نظرى الشخصية كانت ولا تزال أنه لا ينبغى أن نؤجل أى نشاط من الأنشطة الحياتية من أول حفلات الزفاف إلى سائر أنواع الفنون طالما أنها جادة ومحترمة بل وحتى لو كانت عادية، لأنها سلاح مهم يمكن أن يؤدى دورًا كبيرًا فى التصدى للأعداء الأكثر مهارة منا فى الفنون والأدب والإعلام والتكنولوجيا ولا ننسى الدور الذى لعبته الفنون فى انتصار أكتوبر المجيد فى ١٩٧٣ سواء كانت أغانى أو أفلاما أو مسلسلات.

الفلسطينيون يتزوجون ويقيمون الأفراح حتى على أنقاض بيوتهم المدمرة وما يفعلونه هو أحد أنواع النضال والبقاء.

 استمرار نمط حياتنا مهم وهو أحد أرقى أنواع الدفاع عن الهوية.

‎تحية لكل القائمين على مهرجان الموسيقى العربية فى دورته الحالية رقم ٣٢ خصوصا أنهم يواجهون ظروفا صعبة ومنها أن بعض المطربين المصنفين كبارًا يطلبون مبالغ ضخمة وبالدولار وهو موضوع مهم ينبغى أن يخضع للنقاش الجاد بعيدا عن الأحكام المسبقة.

arabstoday

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 03:56 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 03:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 03:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 03:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 03:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 03:37 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين وإسرائيل في وستمنستر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل نتوقف عن الغناء أثناء العدوان هل نتوقف عن الغناء أثناء العدوان



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab