الإعلام المستفيد الأكبر من الحوار

الإعلام المستفيد الأكبر من الحوار

الإعلام المستفيد الأكبر من الحوار

 العرب اليوم -

الإعلام المستفيد الأكبر من الحوار

بقلم - عماد الدين حسين

أحد المستفيدين الكبار من الحوار الوطنى هو الإعلام المصرى، وبالتالى الدولة المصرية والمجتمع بأكمله.
ومنذ أن أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى عن الدعوة للحوار الوطنى، الذى يتضمن حوارا سياسيا، فقد سرت روح جديدة ومختلفة فى الإعلام المصرى بمختلف وسائله سواء كانت مقروءة أو مسموعة أو مرئية، تقليدية أو رقمية وهو استفاد من هذا الحوار حتى قبل أن يبدأ رسميا.
من يتابع هذا الإعلام فسوف يكتشف ظاهرة جديدة، وهى أنه عاد ليتحدث فى السياسة مرة أخرى بصورة أكبر عما كان يحدث طوال السنوات الخمس السبع الماضية.
طبعا كل الموضوعات تصب فى السياسة، لكن ما أقصده هو السياسة بمعناها التقليدى، أى الأحزاب والقوى السياسية والمعارضة والمعارضين.
من خلال متابعتى بحكم عملى، فقد رأيت فى الأيام الماضية وجوها سياسية تدخل استوديوهات الفضائيات، وتظهر فى الصفحات الأولى للصحف، والمواقع الإخبارية وهو ما لم يحدث منذ سنوات.
وشخصيا ظهرت مع الإعلامية الكبيرة لميس الحديدى على قناة «on e» بصحبة ثلاثة سياسيين؛ اثنين منهم لم يظهرا منذ فترة، هما كمال أبوعيطة القيادى الناصرى ووزير القوى العاملة الأسبق، وفريد زهران رئيس الحزب المصرى الاجتماعى الديمقراطى، إضافة لحسام الخولى نائب رئيس حزب مستقبل وطن.
وبعدها بيومين كنت ضيفا لنفس الموضوع على قناة «اكسترا نيوز» فى برنامج «كلام فى السياسة» لأحمد الطاهرى، وخلاله كان هناك كلام مهم وموضوعى وعاقل يمكن أن يمثل أرضية للحوار الوطنى خصوصا ما قاله الخبير الإعلامى الكبير الدكتور ياسر عبدالعزيز والدكتور محمود مسلم.
ما قبل الإعلان عن الحوار الوطنى كانت غالبية البرامج التلفزيونية والمقالات والموضوعات الصحفية موجهة إلى مجالات مختلفة غير السياسة. على سبيل المثال فإن من يتابع برامج التوك شو المعروفة سوف يلاحظ أن معظمها كان يستضيف الفنانين للحديث عن أعمالهم خصوصا فى شهر رمضان الكريم، وأحيانا كانوا ينافسون برامج الرياضة، وفريق ثالث توسع فى برامج الطبخ التى صارت فقرة ثانية فى العديد من الفضائيات، إضافة إلى أن الموضوعات الخفيفة والمنوعة صارت تحتل حيزا كبيرا من شاشات الفضائيات.
بالطبع الفن والرياضة والطبخ والمنوعات مجالات مهمة ولها متابعون كثر، لكن أيضا الطبيعى أن البرامج السياسية الراقية والموضوعية مهمة أيضا، باعتبار أن السياسة هى التى تصنع بقية المجالات أو على الأقل تؤثر فيها.
شخصيا اكتشفت أننى وبعد الإعلان عن الحوار الوطنى صرت أكتب فى الشأن السياسى المباشر العديد من المقالات، مقارنة بالفترة الماضية حينما كنت أركز على الشئون العربية أو الخارجية عموما أو بعض القضايا الاقتصادية، والسبب غياب الأحداث الساخنة على الساحة السياسية الداخلية.
الحوار الوطنى وفى القلب منه الحوار السياسى تطور مهم فى الحياة السياسية المصرية، ينبغى أن يتعامل معه الإعلام بصورة جادة ومهنية وعاقلة حتى يساهم فى نجاحه، وليس عاملا فى إفشاله المبكر.
وسائل الإعلام أو كل صحفى وإعلامى يتصدى لهذا الموضوع ينبغى أن يكون ملما به، ودارسا له، حتى يقدم صورة موضوعية للرأى العام تساهم فى تنويره.
أتمنى من وسائل الإعلام أن تركز على الجوانب الأساسية للحوار، وألا تنجرف إلى الهوامش، وألا تقع أسيرة لبعض الأصوات الصغيرة والشاذة والمغيبة، والتى لا تريد خيرا لهذا البلد، أو حتى لأصوات بعض المراهقين الذين يظنون أنهم يحسنون صنعا.
وسائل الإعلام تتحمل مسئولية كبيرة فى هذه الأيام، هى كانت تتحدث دائما عن الحاجة إلى مساحة أكبر من الحرية والتنوع، والفرصة جاءت إليها، فماذا هى فاعلة؟!
أظن أن الإعلام المصرى أمامه فرصة سانحة كى يستعيد بعضا من تأثيره الذى فقده فى الفترة الماضية.
حفظ الله مصر من كل سوء.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعلام المستفيد الأكبر من الحوار الإعلام المستفيد الأكبر من الحوار



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 11:17 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

محمد إمام يوجّه رسالة إلى محمد سعد وهو يردّ
 العرب اليوم - محمد إمام يوجّه رسالة إلى محمد سعد وهو يردّ

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 15:07 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

كاف يعلن موعد قرعة بطولة أمم أفريقيا للمحليين

GMT 19:03 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيروس جديد ينتشر في الصين وتحذيرات من حدوث جائحة أخرى

GMT 13:20 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

برشلونة يستهدف ضم سون نجم توتنهام بالمجان

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 08:18 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مي عمر تكشف عن مصير فيلمها مع عمرو سعد

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 09:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الصحة العالمية تؤكد أن 7 ٪ من سكان غزة شهداء ومصابين

GMT 08:54 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان

GMT 23:13 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 5.5 درجة على مقياس ريختر يضرب مدينة "ريز" في إيران
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab