الصحة مدخل جديد إلى أفريقيا

الصحة.. مدخل جديد إلى أفريقيا

الصحة.. مدخل جديد إلى أفريقيا

 العرب اليوم -

الصحة مدخل جديد إلى أفريقيا

بقلم - عماد الدين حسين

ظهر يوم الأحد الماضى، قال الرئيس عبدالفتاح السيسى إن مصر سوف تتيح ٣٠ مليون جرعة من لقاحات كورونا للأشقاء فى القارة الأفريقية.
هذه المبادرة شديدة الأهمية، لأسباب متعددة أهمها أن يشعر الأشقاء الأفارقة أننا معهم ومنهم.
صحيح أن الدنيا تغيرت والأفارقة زمن جمال عبدالناصر فى الخسمينيات والستينيات ليسوا هم الأفارقة الآن فى عام ٢٠٢٢، لكن الشىء الثابت الذى لا يتغير هو أن يشعر الأفارقة أننا أشقاء لهم فى همومهم وتطلعاتهم وآمالهم.
نحن لا نملك أموالا طائلة كى نعطيها للأفارقة، ولا نملك مدخرات أو صناديق سيادية كى نستثمرها هناك، كما تفعل بعض الدول الكبرى والغنية، لكن العلاقات مع الأفارقة لا تتعلق بالأموال والتمويل والاستثمار فقط، رغم أهمية هذا العنصر الكبير جدا.
لم نكن نملك أموالا وموارد اقتصادية كثيرة فى الستينيات، لكن العامل الحاسم هو أننا ساعدنا الأفارقة عن اقتناع ووقفنا معهم بمواردنا البسيطة، حتى حصلوا على حريتهم واستقلالهم، ولذلك لم ينسوا لنا هذا الجميل حتى الآن.
فى زمن الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات تغيرت كل القواعد، لكن الذى سيظل ثابتا هو أن نستعيد جوهر علاقتنا مع الأشقاء الأفارقة التى تدهورت كثيرا خصوصا فى العقود الأخيرة لأسباب متعددة، ثم جاءت أزمة سد النهضة الإثيوبى لتزيدها تدهورا، والسبب أن إثيوبيا نجحت للأسف فى إشاعة أكذوبة أننا نريد عرقلة الأفارقة عن التنمية والتقدم، وأننا نمارس على الأفارقة استعلاء وتفوقا، رغم أننا سود فعلا مثلهم.
ما فعله الرئيس يوم الأحد الماضى بالإعلان عن تقديم ٣٠ مليون جرعة لقاح كورونا خطوة مهمة جدا ينبغى البناء عليها.
مرة أخرى التواصل مع أفريقيا لم يعد يتضمن المساعدات فقط، أو حتى الاستثمارات بشكلها المباشر، ولكن هناك عشرات الطرق والوسائل التى يمكنها أن تجعل العلاقات مع الدول الأفريقية خصوصا دول حوض النيل طيبة وثابتة ولا تتأثر بالحملات التى تشنها أبواق وأجهزة أجنبية ليس من مصلحتها أن تكون علاقتنا مع الأفارقة جيدة.
اللغة عامل مهم، والطريقة التى تحدث بها الرئيس السيسى يوم الأحد الماضى أمام عدد كبير من الأفارقة فى المؤتمر الكبير عن «الصحة فى أفريقيا» كانت موفقة خصوصا قوله إن التمويل ليس هو العقبة التى تحول دون تنمية القارة، وأن ٦٥٪ من سكان أفريقيا شباب، وأن كل الإمكانيات المصرية متاحة أمام الأشقاء الأفارقة، وأن الأمن والاستقرار هما مفتاح التقدم فى القارة.
أظن أن هناك مفاتيح كثيرة يمكنها أن تفتح لنا من جديد أبواب القارة الأفريقية، أولها بالطبع التعاون الاقتصادى وتكثيف التعاون فى كل المجالات، مثلما بدأنا نفعل مثلا فى استيراد اللحوم.
ثانيا هناك مجال مهم وهو الصحة حيث لدينا خبرات مهمة فى هذا المجال ويمكن للشركات المصرية تحقيق اختراقات هائلة فى هذا المجال، بل واستقطاب الأفارقة القادرين للعلاج أو بناء مستشفيات مصرية هناك. وبالطبع هناك التجربة المصرية المتميزة فى القضاء على فيروس سى ومبادرة ١٠٠ مليون صحة، وكلها يمكن الاستفادة منها فى أفريقيا التى تعانى أمراضا كثيرة.
يمكن أيضا التوسع فى المنح الدراسية التى تقدمها الجامعات المصرية وخصوصا جامعة الأزهر. وهذا مجال شديد الأهمية فى بناء القوة الناعمة إضافة إلى افتتاح جامعات مصرية هناك أو استقطاب طلاب أفارقة للدراسة فى مصر. هناك أيضا الخبرة المصرية الواسعة فى مجال الاتصالات.
وهناك الاستثمارات فى الشركات الناشئة التى يمكنها تحقيق اختراق فى سوق أفريقية واعدة تضم أكثر من ١٫٢ مليار نسمة.
باختصار المشكلة ليست موارد مالية فقط رغم أهميتها، ولكن وجود رؤية شاملة للتعاون مع أفريقيا فى كل المجالات وأن يكون هذا الأمر ممنهجا ومستمرا وليس مجرد تصريحات موسمية تنتهى بانتهاء المؤتمر أو أحداث معينة.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصحة مدخل جديد إلى أفريقيا الصحة مدخل جديد إلى أفريقيا



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab