من المخطئ فى طريق الساحل

من المخطئ فى طريق الساحل؟!

من المخطئ فى طريق الساحل؟!

 العرب اليوم -

من المخطئ فى طريق الساحل

بقلم: عماد الدين حسين

«أنا مستغرب جدا أن القائمين على طريق الساحل مش قادرين يوصلوا للناس أن الطريق والإرشاد والتخطيط لم ينته، وبالتالى فإن الحكم عليه سيكون غير صحيح».

الكلمات السابقة قالها الرئيس عبدالفتاح السيسى عصر يوم الجمعة الماضى وهو يتفقد الأعمال الإنشائية لتطوير عدد من الطرق والمحاور بالقاهرة الكبرى، ومنها محور ياسر رزق الذى سيربط منطقة وسط البلد وطريق صلاح سالم بهضبة المقطم.
تصريحات الرئيس مهمة جدا فى توقيتها لأنها جاءت عقب انتقادات واسعة النطاق على وسائل التواصل الاجتماعى للتطوير الجارى على طريق الساحل الشمالى والذى أنصب بالأساس على أن تصميم الطريق جعل الملف أو اليوترن على يسار الكوبرى العلوى وليس على يمينه، إضافة إلى ازدواج طريق الخدمات مما قد يؤدى إلى كثرة الحوادث.
لست خبيرا فى تخطيط الطرق كى أحكم على هذا الطريق، لكن فى نفس الوقت لا أستطيع أن أتجاهل حالة الغضب الشديدة التى انتابت كثيرين بسبب تصميم الطريق.
فضلت أن أبدأ باقتباس من كلام الرئيس لأنه أثار نقطة فى غاية الأهمية، حينما قال إنه يستغرب أن القائمين على الطريق لم يتمكنوا أن يوصلوا للناس حقيقة الطريق وأنه لم ينته.
هذا الكلام يعنى ضمنا أن القائمين على الطريق يتحملون المسئولية الأساسية عن حالة الجدل الجارية بشأن الطريق منذ حوالى أسبوعين.
فى يوم الجمعة أيضا وعقب كلام الرئيس، قالت مصادر فى رئاسة الجمهورية إن الرئيس وجّه بتشكيل لجنة من الاستشاريين والخبراء الفنيين لبحث شكاوى وملاحظات المواطنين.
طبعا هذا قرار جيد لأنه يحل جزءا كبيرا من المشكلة ويوقف الجدل.
لكن السؤال الجوهرى هل يعقل أن رئيس الجمهورية ينشغل ويتدخل فى كل قضية حتى لو كانت يوتيرن؟!!.
صحيح أن الرئيس قال إنه يتابع أى شكوى فى المجتمع، لكن أليس من المفترض أن الوزارات والهيئات والمؤسسات تؤدى عملها بطريقة صحيحة، حتى لا تتكرر مثل هذه المشاكل؟!
السؤال المنطقى والطبيعى والبديهى هو:
لو أن الوزارة أو الهيئة أو أى جهة منفذة ناقشت مع الخبراء والمختصين والفنيين كل ما يتعلق بالطريق من البداية وأشركت معها أى ممثل للمجتمع المدنى مثلا، ما وصلنا إلى وجود هذه المشكلة من الأساس.
الدولة بذلت وتبذل جهودا كبيرة جدا وتنفق الكثير من الأموال لإقامة مشروعات قومية كبرى خصوصا فى البنية الأساسية، لكن بعض هذه الجهود يتم إهداره لأسباب بسيطة جدا كان يمكن تداركها بإجراءات بسيطة.
قد تكون وجهة نظر الجهة التى نفذت الطريق هى الصحيحة، وقد يكون العكس، لكن ليس من المعقول أن يدخل المجتمع فى حالة من الجدل والانقسام بعد أن يتم تنفيذ المشروعات مما يعطى المتشككين فرصة لإهالة الغبار والتراب ليس فقط على بعض المشروعات أو الجهات المنفذة، ولكن على البلد بأكملها كما قال الرئيس السيسى يوم الجمعة، وبالتالى فظنى أن المشكلة الأساسية هى عدم قيام بعض الجهات والهيئات والمؤسسات الحكومية بدورها الفاعل فى إجراء نقاش مجتمعى حقيقى للمشروعات قبل تنفيذها.
هذا الأمر تكرر كثيرا فى السابق، ونتذكر أن بعض سكان مصر الجديدة ومدينة نصر انتقد تنفيذ محاور الطرق والكبارى قبل عامين تقريبا، لأسباب بسيطة كان يمكن تلافيها لو أن هذه الجهات أشركت معها بعض الخبراء أو ممثلى السكان والمجتمع المدنى.
معظم انتقادات أهالى مصر الجديدة كانوا يطالبون فقط بيوترن أو إشارة مرور أو كبارى مشاه وهو أمر لو تم وقتها ما شهدنا كل هذا الجدل. هذا الأمر تكرر أيضا فى تنفيذ مشروع محور الفردوس واقتطاع مساحة قليلة جدا من مقابر المنطقة.
لا يعيب الحكومة أبدا أن تناقش مع المواطنين أى مشروع خصوصا لو كان كبيرا وقوميا، لكن يعيبها كثيرا أن يشكك بعض الناس فى هذه المشروعات بعد تنفيذها.
الحمد لله أن الحكومة تحلت بالشجاعة واستمعت لشكاوى الناس وأوقفت تنفيذ مشروع كوبرى أمام كنيسة البازليك أمام قصر البارون امبان أو مشروع العجلة الدوارة فى جزيرة الزمالك.
أتمنى أن تستمع الجهات الحكومية المختلفة لما قاله الرئيس يوم الجمعة، وتشرح للناس وجهة نظرها فى أى مشروع قبل تنفيده، وإما أن تقنعهم بوجهة نظرها فى إطار القواعد والقوانين أو تقتنع بوجهة نظر المجتمع المدنى. لو حدث ذلك فلن تكون هناك أى ثغرة ينفذ منها المشككون والمتربصون وسوف نحرمهم من هذه الهدايا التى يقدمها لهم البعض مجانا.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من المخطئ فى طريق الساحل من المخطئ فى طريق الساحل



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab