بايدن فى فلسطين زيارة سياحية

بايدن فى فلسطين.. زيارة سياحية

بايدن فى فلسطين.. زيارة سياحية

 العرب اليوم -

بايدن فى فلسطين زيارة سياحية

بقلم - عماد الدين حسين

ما هذا العالم الظالم الذى نعيش فيه؟!
جو بايدن رئيس أقوى دولة فى العالم وهى الولايات المتحدة الأمريكية يزور إسرائيل لمدة يومين ويوقع معها «إعلان القدس أو أورشليم» ويتعهد بشراكة أعمق معها فى كل المجالات، ثم يزور الضفة الغربية المحتلة لمدة ٣٣ دقيقة دقيقة فقط وكأنها زيارة سياحية عابرة وسريعة، ويتحدث عن موضوعات غريبة، ليس من بينها إنهاء الاحتلال الصهيونى لفلسطين المستمر منذ يوم ٥ يونية ١٩٦٧.
كتبت بالأمس عن بايدن الصهيونى الذى تفاخر بأنه وعائلته أصحاب نظرية أن «الإنسان لا يحتاج أن يكون يهوديا ليصبح صهيونيا، فهو ليس يهوديا ولكنه صهيونى وتفاخر بأنه الأكثر خدمة وحبا وإخلاصا لإسرائيل والصهيونية.
كنت أتمنى ألا يزور بايدن الضفة الغربية، حتى لا ينخدع البعض ويعتبر ذلك نوعا من التغيير فى الموقف الأمريكى شديد الانحياز لإسرائيل.
صباح الجمعة الماضى زار بايدن مستشفى المطلع فى القدس المحتلة والتقى بالأطباء والممرضين، وتحدث عن معاناته بسبب حادث السير الذى تعرض له هو وأسرته عام ١٩٧٢ وأودى بحياة زوجته وابنته، وكيف أن هذا الحادث جعله ينظر بإجلال وتقدير لمهنة التمريض.
ولا نعرف ما هى العلاقة بين مهنة التمريض السامية ودولة محتلة من قوة غاشمة منذ عام ١٩٦٧؟!!
وحينما تذكر بايدن لاحقا أن الفلسطينيين شعب يقع تحت الاحتلال حكى لهم عن أن أصل عائلته من أيرلندا التى كانت واقعة تحت الاحتلال البريطانى، وبالتالى فهو عاش تاريخا مشابها لما يعيشه الفلسطينيون الآن.
حسنا: وما هى الحكمة التى أراد بايدن أن ينقلها للفلسطينيين من وراء هذه القصة الطريفة»؟
للاسف لا شىء.
الذين تابعوا الزيارة قالوا إنه أراد أن يقول للفلسطينيين: «ليس أمامكم إلا الصبر والتعايش مع واقع الاحتلال».
وباستثناء ١٠٠ مليون دولار أعلن عن تقديمها لمستشفيات الفلسطينيين، لم يقدم بايدن للفلسطينيين سوى الكلمات، وحتى الكلمات كان ضنينا بها فى أكثر من موضع.
نتذكر أن بايدن وعد فى حملته الانتخابية بإصلاح المسار الذى سلكه سلفه دونالد ترامب فيما يتعلق بالفلسطينيين، لكه لم يفعل إلا بعض الكلمات ولم يعيد حصة أمريكا الكاملة فى الأونروا التى ترعى اللاجئين الفلسطينيين أو المساعدات التى كان يقدمها للسلطة الفلسطينية، ولم يلتزم بافتتاح قنصلية لبلاده فى القدس الشرقية المحتلة خوفا من اللوبى الصهيونى ولم رفع منظمة التحرير من الكيانات الداعمة للإرهاب.
خلال مؤتمره الصحفى مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن فى بيت لحم ظهر يوم الجمعة الماضى قال بايدن «إنه من أبرز الداعمين لحل الدولتين، ولكن نعلم أن حل الدولتين قد يكون بعيد المنال، ونستشعر الحزن الذى يشعر به الشعب الفلسطينى».
من أفضل التعليقات على كلام بايدن سمعته من طاهر المصرى رئيس الوزراء الأردنى الأسبق الذى قال: «عن أى دولة فلسطينية يتحدث بايدن، وأين ستكون هذه الدولة».
من طرائف هذه الزيارة أيضا أن وكالات الأنباء قالت: «إن الرئيس الفلسطينى استقبل بايدن فى قصر الرئاسة الفلسطينى فى بيت لحم، وعزف السلامان الفلسطينى والأمريكى وأن حرس الشرف كان فى استقبال بايدن».
كان المرء يتمنى أن يكون لهذا الكلام معنى على أرض الواقع، وليس أن المكان الذى اجتمع فيه بايدن مع عباس خاضع للاحتلال الإسرائيلى، وأن أبومازن نفسه قال أكثر من مرة إنه لا يستطيع أن يذهب إلى أى مكان من دون إذن الموافقة الإسرائيلية.
من يتابع من العرب سلوك كل رئيس أمريكى فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية فقد يكتشف أن ترامب كان أفضلهم لأنه الأكثر وضوحا وسفورا فى مساندة إسرائيل ومعاداة العرب والفلسطينيين، فى حين أن الآخرين وبينهم بايدن يدعمون إسرائيل ويقدمون لها كل شىء من أول الحماية فى مجلس الأمن نهاية بأحدث أنواع الأسلحة، لكن يتحدثون معنا نحن العرب بلغة حريرية ناعمة.
بايدن أرضى بزيارته للأراضى المحتلة جانبا من الجناح اليسارى فى حزبه الديمقراطى وبعض العرب، هو قضى هناك ٣٣ دقيقة فى حين تعهد بشراكة عميقة مع إسرائيل فى كل المجالات خصوصا فى مواجهة ما أسماه الخطر الإيرانى.
مرة أخرى: هل يفترض أن نلوم بايدن وإدارته، أم نلوم أنفسنا كعرب وفلسطين على ما وصلنا إليه؟!

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بايدن فى فلسطين زيارة سياحية بايدن فى فلسطين زيارة سياحية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام
 العرب اليوم - تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab