من الذى سيطبق الترشيد

من الذى سيطبق الترشيد؟

من الذى سيطبق الترشيد؟

 العرب اليوم -

من الذى سيطبق الترشيد

بقلم - عماد الدين حسين

أحسنت الحكومة، حينما قررت اتخاذ إجراءات كثيرة لترشيد استهلاك الكهرباء، حتى يتم توفير الغاز وبالتالى تصديره للخارج والحصول على العملة الصعبة اللازمة لتخفيف فاتورة الاستيراد المتعاظمة.
السؤال الذى طرحته فى مقال الأمس هو: ما هى الآليات الموجودة لدى الحكومة كى تترجم هذا التوجهات والقرارات إلى واقع يلمسه الجميع على الأرض؟
من سوء الحظ أن الجهاز الإدارى للدولة المنوط به تحويل التوجهات والقرارات والإجراءات إلى واقع عملى، ليس فى أفضل حالاته ويعانى أمراضا وأوجاعا وترهلات متعددة بسبب سياسات حكومية متعاقبة عمرها عشرات السنين.
نعلم جميعا أن المحليات وهى صلب الجهاز الإدارى تعانى أوضاعا صعبة كثيرة، ومن سوء الحظ أنها ــ وهى بهذه الحالة ــ تتداخل فى معظم الخدمات التى تهم الناس. فالمفترض أنها من يطبق القانون الحكومى خصوصا فى تراخيص البناء وكل ما يتعلق بالبنية التحتية من كهرباء ومياه وغاز وخلافه.
بالطبع لا أعمم أو أتهم كل العاملين فى المحليات بالفساد ــ حاشا لله ــ ولكن أتحدث عن المناخ الذى نعلمه جميعا، وقاد إلى حبس المئات من رؤساء الأحياء والمهندسبن والموطفين بتهم فساد متنوعة.
وبالتالى فالسؤال هو: كيف يمكن لهؤلاء أن يطبقوا الإجراءات التى اتخذتها الحكومة الأسبوع الماضى؟
لشرح ذلك، علينا تذكر كيف أنه حينما تزيد أسعار الوقود ويقوم أصحاب وسائقو سيارات الأجرة برفع التعريفة بأكثر من نسبة الزيادة فى الوقود، فإن بعض القائمين على أمر هذه المواقف والتاكسيات لا يستطيعون السيطرة على هؤلاء السائقين، والأمر نفسه موجود فى عدم تمكن بعض مفتشى وزارة التموين من السيطرة على جشع بعض تجار التموين، أو فشل الأجهزة المحلية فى محاربة جشع العديد من التجار فى الأسواق المختلفة.
وذات يوم قال لى مسئول كبير إن هذا الجهاز الإدارى متداعٍ وشبه منهار ويحتاج إلى من يراقبه وهو يراقب الناس!! وبعض العاملين فى هذا الجهاز يعتقدون أن الرشاوى والإكراميات والبقشيش بمختلف أنواعه صار حقا مكتسبا لهم لأن مرتباتهم متدنية!!
نحتاج لتدريب مكثف لكل من سيقوم بعملية متابعة تضييق هذه الإجراءات. ونحتاج إلى أن نعلمهم أن هذه أموال عامة تخص الجميع، وأن إهدارها جريمة كبرى ينبغى التصدى لها بكل الطرق، نحتاج إلى أن نبدأ فى تعليم الأطفال من أول الحضانة حتى طلاب الجامعة معنى الأموال العامة، وأنها ليست مستباحة، وينبغى الحفاظ عليها بكل الطرق، وأن يتعلموا معنى الترشيد وحاجتنا إلى كل مليم خصوصا فى هذه الأيام الصعبة، والسؤال هنا: هل الجهاز الإدارى الموجود لدينا يدرك معنى هذه الأفكار والقيم ويؤمن بها وإذا كانت الإجابة بنعم، فهل لديه الإرادة والآليات لتطبيقها.
مرة أخرى ما أطرحه من تساؤلات وأفكار ليس دعوة لبث اليأس والإحباط، بل محاولة للتفكير بصوت عال حتى يتم تطبيق الإجراءات الحكومية الجديدة على أرض الواقع بدلا من تطبيقها جزئيا، أو تحولها إلى مجرد تصريحات نرددها اليوم، ثم تدخل فى كهف النسيان غدا، كما حدث لعشرات الحملات والدعوات السابقة. ونتمنى أن يكون التعديل الوزارى الجديد خطوة فى هذا الطريق الصعب والطويل.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من الذى سيطبق الترشيد من الذى سيطبق الترشيد



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab