إلى الصحفيين الذين هاجمونى أجيبوا عن سؤالى

إلى الصحفيين الذين هاجمونى: أجيبوا عن سؤالى

إلى الصحفيين الذين هاجمونى: أجيبوا عن سؤالى

 العرب اليوم -

إلى الصحفيين الذين هاجمونى أجيبوا عن سؤالى

بقلم: عماد الدين حسين

بالأمس كتبت مقالا فى هذا المكان بعنوان «هذا هو حال بعض الصحفيين»، انتقدت فيه أحد الزملاء يعمل فى موقع إخبارى ويطلب العمل فى «الشروق» فى نفس المصدر ويريد أن يسلم الأخبار والمواد الصحفية نفسها للمكانين فى وقت واحد.

وفوجئت بأن كثيرين هاجموا وانتقدوا ما كتبت. مبدئيا أحترم كل الآراء وأقدرها حتى لو كانت تهاجمنى، وما دام أننى رضيت بمهنة تتعلق بالعمل العام، وأعطيت لنفسى الحق أن أنتقد الآخرين، فمن حق الآخرين أن ينتقدونى ويهاجمونى كما يشاءون.
بعض الذين هاجمونى سبونى وشتمونى وافتروا علىّ، وهؤلاء لن أرد عليهم، لكن سأرد فقط على الذين انتقدوا بموضوعية، ومن الواضح أن فكرتي لم تصل لهم بوضوح.
غالبية الانتقادات ضدى انصبت على فكرة جوهرية وهى أننى أطالب بأن يعمل أى زميل صحفى، فى مكان واحد، ولا يجمع بين مكانين، وإننى تناسيت الظروف الاقتصادية الصعبة التى يمر بها غالبية الشباب.
في بدايات الشروق وحينما كانت الاوضاع الاقتصادية جيدة كان الأصل ألا يعمل المحرر في أكثر من مكان. لكن ومع صعوبة الظروف فقد تغير الوضع، والدليل العملى الذى يعلمه كثيرون ومنهم بعض زملائى بالشروق، أنهم طلبوا منى خلال السنوات الماضية واستأذنوا فى العمل فى مكان آخر لتحسين أوضاعهم، وسمحت لهم من دون تردد، بل وسعيت لبعضهم العمل في أماكن أخرى غير منافسة، وما يزالون يعملون فى أكثر من مكان بعلم وموافقة المؤسسة، لأنهم لا يستطيعون تحمل تكاليف الحياة الصعبة بمرتب الشروق فقط وهو قليل جدا. لكن كان الشرط الوحيد ألا يعمل الزميل مثلا فى نفس مصدره فى الصحيفة أو الموقع الآخر، بمعنى أنه إذا كان محررا لوزارة معينة فلا يصح أن يعمل فى نفس المصدر بالصحيفة أو الموقع الآخر، لأنه سيعطينى نسخة مكررة من الخبر.
وبالتالى فأنا أقر بوضوح أن من حق الزميل العمل فى أكثر من مكان ما دام يحترم قواعد مهنته، وحينما كنت محررا فى بدايات حياتى عملت فى أكثر من صحيفة عربية، لكن لم أكن أنشر الخبر أو التقرير نفسه فى مكانين. والآن أكتب أحيانا مقالات أسبوعية أو شهرية لصحف ومواقع لكنها ليست المقالات التى أنشرها يوميا فى الشروق.

قلت بالأمس إننى كنت أتمنى أن يحدث ذلك، لكن الظروف الاقتصادية تجبر الكثيرين على الجمع بين مكانين أو أكثر. والمشكلة التى عرضتها للزميل الذى قابلنى كانت باختصار أنه يريد أن يعطى الشروق والمكان الآخر نفس الخبر فى نفس الوقت، فهل من انتقدونى يدافعون عن هذا المبدأ؟!

يقول المنتقدون إننى فى برج عاجى ومنعزل عن الواقع، ومن يتابع مقالاتى ويقرأها فى سياق موضوعى يعرف تماما أننى كتبت عشرات المقالات عن أوضاع زملائى الصعبة، وحمّلت الحكومة والمؤسسات الصحفية المسئولية الكاملة التى جعلت الزملاء يدورون فى طاحونة لا ترحم. وتحدثت فى عشرات الفضائيات عن الصحفى الذى تجبره ظروفه على العمل محررا فى صحيفته صباحا، وفى موقع إليكترونى عصرا، ومعدا فى قناة فضائية ليلا. ومن يشكك فى ذلك عليه العودة لأرشيفى المكتوب والمرئى والمسموع.

ويقول بعض المنتقدين أيضا إن مرتبى مهول من أربعة أو خمسة أرقام، وأقول لهم «يا ريت»، مرتبى من رقمين فقط ولم أتقاضاه منذ نحو ثلاثة شهور، لأننا نعانى من أوضاع اقتصادية صعبة مثل العديد من الصحف.
وبالتالى فرأيى الواضح أن من حق الزملاء أن يعملوا فى مائة أو مليون مكان إذا كانوا قادرين على تقديم موضوعات مختلفة، إلى أن تتحسن ظروف المهنة الاقتصادية.

يلوم علىّ بعض المنتقدين أننى نسيت مشكلة الصحافة الفعلية وهاجمت زملائى المساكين، وردى عليهم هو أننى كتبت وأكتب أنه لا توجد صحافة من دون حرية، أو حتى هامش من الحرية مع ضرورة تنوع المحتوى، لكنى لا أؤمن بالصراخ والفوضى، بل أحاول دائما تحسين شروط العمل قدر المستطاع، وأكرر أن الحرية المنضبطة هى أفضل صديق للنظام والحكومة والمعارضة وكل المجتمع. وأحمل الحكومة وقيادات المهنة الجانب الأكبر من المسئولية، لكن ليس معنى ذلك أن نبرر للمحررين انتهاك قواعد وأصول المهنة.

مرة أخرى أسأل زملائى الذين انتقدونى، ولهم كل الاحترام والتقدير: هل توافق أن يقوم أى زميل صحفى بتسليم خبر واحد بصياغة واحدة لصحيفتين متنافستين فى وقت واحد؟
إذا كان رأيكم نعم، فأنا فعلا مختلف معكم تماما وسأظل مختلفا.

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إلى الصحفيين الذين هاجمونى أجيبوا عن سؤالى إلى الصحفيين الذين هاجمونى أجيبوا عن سؤالى



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الكتاتيب ودور الأزهر!

GMT 10:15 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النصر يعلن رسميا رحيل الإيفواي فوفانا إلى رين الفرنسي

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

حنبعل المجبري يتلقى أسوأ بطاقة حمراء في 2025

GMT 21:51 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

انفجار سيارة أمام فندق ترامب في لاس فيغاس

GMT 22:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

27 شهيدا في غزة ومياه الأمطار تغمر 1500 خيمة للنازحين

GMT 19:32 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صاعقة تضرب مبنى الكونغرس الأميركي ليلة رأس السنة

GMT 10:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صلاح 9 أم 10 من 10؟

GMT 08:43 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

باكايوكو بديل مُحتمل لـ محمد صلاح في ليفربول

GMT 06:02 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

ريال مدريد يخطط لمكافأة مدافعه روديجر

GMT 00:30 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

25 وجهة سياحية ستمنحك تجربة لا تُنسى في عام 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab