نتائج قمة الناتو

نتائج قمة الناتو

نتائج قمة الناتو

 العرب اليوم -

نتائج قمة الناتو

بقلم - عماد الدين حسين

ما هى أبرز نتائج قمة حلف شمال الأطنلطى «الناتو» التى انعقدت فى العاصمة الإسبانية مدريد يومى الأربعاء والخميس الماضيين؟ وهل هناك تأثير لهذه النتائج على المنطقة العربية؟!

كنت حاضرا كصحفى وقائع القمة فى مدريد واستمعت إلى الأمين العام للحلف ينس ستولنبرج، وهو يقول بوضوح إن روسيا التى كانت شريكا استراتيجيا للحلف منذ عام ١٩٩١ صارت أكبر تهديد رئيسى للحلف، وأن تعميق الشراكة الاستراتيجية بين روسيا والصين يشكل تحديا لقيم ومصالح الحلف. وعلينا أن نأخذ فى الاعتبار عواقب الاستثمار الصينى فى الأسلحة بعيدة المدى.

الحلف دعا فنلندا والسويد للانضمام إليه لكى يستكمل تمدده على جانب كبير على الحدود الروسية، وأنه سيواصل دعم أوكرانيا حتى تسترد كل سيادتها كاملة غير منقوصة، الرئيس الأمريكى جو بايدن قال إن بلاده ستعزز وجودها العسكرى فى العديد من المناطق خصوصا إسبانيا وبولندا ورومانيا ودول البلطيق وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا حتى يتمكن الحلف من الرد على التهديدات الآتية من كل المجالات برا وجوا وبحرا.
التقديرات تقول إن أمريكا ستحتفظ فى أوروبا بـ١٠٠ ألف جندى بزيادة ٤٠ ألف جندى عما كان عليه الحال قبل الغزو الروسى لأوكرانيا.

التحالف وافق أيضا على مفهوم الردع ليتمكن من نشر المزيد من المعدات والتشكيلات القتالية خصوصا فى أوروبا الشرقية، وأن خطط التوسع تتضمن وضع أكثر من ٣٠٠ ألف جندى للحلف فى حالة تأهب قصوى. كما أن الحلف ــ على حسب كلام ستولنبرج ــ يقوم الآن بأكبر إصلاح شامل للدفاع الجماعى منذ نهاية الحرب الباردة عام ١٩٩٠.
كما قررالحلف أيضا تعزيز دوره وقواته فى الجهة الجنوبية المواجهة لإفريقيا.

هذه هى الخطوط العامة لما ورد فى تصريحات قادة ومسئولى الحلف، إضافة لما ورد فى الاستراتيجية الجديدة للحلف التى تعتبر تطورا تاريخيا وحاسما منذ نهاية الحرب الباردة، وربما منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، حينما تشكل الناتو، وتشكل فى مقابلة حلف وارسو بقيادة الاتحاد السوفيتى، الذى انهار مع انهيار الاتحاد السوفيتى بعد سقوط سور برلين عام ١٩٩٠.
رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون قال ما معناه إن بوتين يفترض أن يكون قد اكتشف الآن خطأه حينما راهن على أن غزوه لأوكرانيا سيضعف الحلف، ويقوى روسيا.
ربما كان ما قاله جونسون صحيحا إلى حد كبير فالرهان الروسى على تقوية نفوذها وإضعاف أوروبا وفصلها عن الولايات المتحدة تبين أنه غير صحيح حتى الآن.
من متابعة تطورات الأحداث منذ بداية الغزو الروسى وحتى نهاية قمة الأطلنطى فى مدريد يتضح أن العكس تماما لما قصده بوتين هو الذى تحقق.
ظنى أنه وحتى هذه اللحظة فإن الكاسب الأكبر من كل ما حدث هو الولايات المتحدة الأمريكية من جميع النواحى، وأن الخاسر الأكبر هو أوكرانيا التى تكاد تتدمر بصورة كاملة، أما العبء الأكبر فسوف تدفعه أوروبا لمصلحة الاقتصاد الأمريكى والصناعات العسكرية الأمريكية.

وإذا صح هذا الاستنتاج فلا ينبغى أن نلوم الولايات المتحدة، بل نلوم القرار الروسى الذى حقق للولايات المتحدة كل هذه المكاسب من دون أن تطلق رصاصة واحدة.
قبل الغزو كان الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون يتبنى فكرة بناء قوة أوروبية مستقلة بعيدا عن الهيمنة الأمريكية، وكان الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب يحاول جاهدا أن يقنع أوروبا وبقية أعضاء الحلف بزيادة مساهماتها المالية فى الحلف لتقليل ما تدفعه واشنطن.

حدث الغزو وتحقق لأمريكا كل ما تريده: حصار روسيا ومعاقبتها، اقتناع أوروبا بأنها غير قادرة على حماية نفسها، ولابد أن تستعين بالقوة الأمريكية، والأهم أن تزيد موازناتها الدفاعية، وتشترى المزيد من الأسلحة الأمريكية، وأن تنشر أمريكا المزيد من قواتها فى أوروبا، بتمويل أوروبى.

وأن تتوقف أوروبا عن شراء البترول والغاز الروسيين، وتشتريه من أمريكا أو أطراف أخرى، مما يزيد من إضعاف روسيا. وأن يتم تسليط الضوء على الخطر الصينى المقبل.
كل ما سبق تحقق عمليا واعتمدته قمة الناتو فى مدريد، والسؤال: كيف سيكون تأثير كل ذلك على المنطقة العربية فى المستقبل؟!

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نتائج قمة الناتو نتائج قمة الناتو



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab