ضرب التجار الجشعين مهمة قومية

ضرب التجار الجشعين مهمة قومية

ضرب التجار الجشعين مهمة قومية

 العرب اليوم -

ضرب التجار الجشعين مهمة قومية

بقلم:عماد الدين حسين

هناك لا شك أسباب خارجية للأزمة الاقتصادية الصعبة التى تمر بها مصر، لكن المؤكد أن هناك أسبابا داخلية كثيرة، يمكن للحكومة أن تتحرك فيها وتتخذ قرارات حاسمة تشعر المواطنين بجديتها.

اليوم سأركز على عنصر أساسى من هذه الأسباب الداخلية وهو الانفلات شبه الشامل فى أسعار السلع والخدمات، حيث يعرض كل بائع أو تاجر السعر حسب مزاجه من دون خوف من محاسبته.

أعرف أن السبب الأساسى فى ارتفاع أو انخفاض الأسعار هو العرض والطلب، لكن ومن مشاهدات عينية مباشرة، فإن الأمر ليس هكذا على طول الخط فى بعض الأسواق المصرية، ولا أقول كلها.

وهذا الانفلات الشامل فى الأسعار بسبب جشع وطمع بعض التجار لا يقتصر على سلعة ترفيهية وكمالية أو أساسية أو ما بينهما، بل يبدأ من «حزمة الجرجير» مرورا بالسجائر ونهاية بسلع مثل الخبز والأرز.

لا أتحدث فى هذا المقال عن ارتفاع الأسعار فأنا أدرك تماما أسباب ما حدث وأهمها ارتفاع قيمة الدولار امام الجنيه بنحو الضعف تقريبا، وبالتالى فإن كل السلع المستوردة ارتفعت بنفس النسبة تقريبا وربما أكبر، كما أن بقية السلع ارتفعت مع زيادة معدل التضخم.

لكن ما أتحدث عنه اليوم هو باختصار أنه إذا كان سعر سلعة قبل التعويم عشرة جنيهات، وصار سعرها بعد التعويم عشرين جنيها، أى الارتفاع الحقيقى الذى حدث بالفعل.

فالسؤال هو: لماذا تباع هذه السلعة بثلاثين جنيها؟!
مرة أخرى قد يبادر البعض ويقول إنه العرض والطلب يا عزيزى.. فهل تريدنا أن نعود دولة شمولية ونفرض التسعيرة الجبرية؟!

سؤال يبدو وجيها ولكنه ليس صحيحا، لا أطالب بالتسعيرة الجبرية لأنها غير عملية وتحتاج أن تعود الحكومة منتجا حتى تتحكم فى الأسواق، وأرى أن قاعدة العرض والطلب صحيحة وتضبط نفسها بنفسها، لكن شرط أيضا أن تلعب الحكومة دور المنظم والمراقب والضابط الحقيقى فى الأسواق.

ما أطالب به فقط أنه عندما تقوم الحكومة بزيادة أسعار السجائر مثلا، وتحدد تسعيرة معينة، فكيف تسمح بأن يفرض كل تاجر كبير أو صاحب كشك صغير بأن يبيع علبة السجائر بأعلى من ثمنها بخمسين فى المائة أحيانا؟!

وقبل شهور حددت الحكومة أوزان وأسعار الخبز السياحى، وغير المدعم.

وفى يوم ٢٠ مارس من العام الماضى نشرت الجريدة الرسمية قرار مجلس الوزراء بتحديد سعر الخبر الحر بحيث يكون سعر الرغيف زنة ٤٠ جراما بخمسين قرشا، وزنة ٦٥جراما ٧٥ قرشا وزنة ٩٠ جراما جنيها واحدا.

ويومها حدد مجلس الوزراء عقوبة مخالفة هذه الأسعار بغرامة لا تقل عن ١٠٠ ألف جنيه ولا تجاوز ٥ ملايين جنيه.

ويعلم الجميع أن هذا القرار لم ينفذ، وعلى حد علمى، فإن الأسواق المحيطة بمجلس الوزراء لم تلتزم إطلاقا بهذا الأسعار. علما أن الحكومة أنصفت أصحاب المخابز بهذه الأسعار حينما ارتفعت أسعار استيراد طن القمح بعد الغزو الروسى لأوكرانيا من ٢٤٥ دولارا للطن إلى أكثر من الضعف.

والمفاجأة أن الأسعار ظلت تواصل الانخفاض حتى وصلت إلى نحو ٣٠٠ دولار لكن سعر الرغيف يواصل الارتفاع. السؤال بسيط الذى يسأله كل مواطن.. لماذا عندما ترتفع الأسعار العالمية يقوم التجار برفع أسعار السلع وهذا حقهم، لكنهم لا يخفضون الأسعار حينما تنخفض عالميا؟!!
لكن مرة أخرى السؤال الأكثر أهمية هو لماذا يمارس بعض التجار جشعهم من دون حسيب أو رقيب؟

السؤال موجه إلى الحكومة وهو ببساطة: أين هو دور الأجهزة الرقابية المنوط بها مراقبة الأسواق والتأكد من تطبيق القوانين؟ وكيف يُترك المواطنون فريسة لبعض التجار، ولماذا لا ينزل مفتشو التموين مثلا للتأكد من أن سعر رغيف الخبر أو علبة السجائر أو أى سلعة أخرى كما هى محددة؟!. ولماذا يتم ترك بعض التجار يكسبون ويكدسون الملايين والمليارات من دون وجه حق، على حساب ملايين المواطنين؟!

أسئلة بسيطة أرجو أن تراعيها الحكومة لأنه حينما يؤمن المواطنون بأن الحكومة تراقب الأسعار فإنهم سوف يتحملون أى شىء والعكس صحيح.

ضرب التجار المنفلتين والجشعين واجب قومى فى هذه الفترة شديدة الصعوبة لأنها ستبعث برسالة قوية للناس أن الحكومة واعية للأمر وتقف بجوار الناس.

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضرب التجار الجشعين مهمة قومية ضرب التجار الجشعين مهمة قومية



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
 العرب اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 06:36 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
 العرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 06:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
 العرب اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 05:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
 العرب اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 12:58 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

كريم عبد العزيز يفاجئ الجمهور في مسرحيته الجديدة
 العرب اليوم - كريم عبد العزيز يفاجئ الجمهور في مسرحيته الجديدة

GMT 09:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

إرهابى مُعادٍ للإسلام

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 17:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا

GMT 09:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد

GMT 09:42 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 21:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

دنيا سمير غانم تشارك في موسم الرياض بـ مكسرة الدنيا

GMT 00:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

لبنان يتعهد بالتعاون مع "الإنتربول" للقبض على مسؤول سوري

GMT 20:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منتخب الكويت يتعادل مع عمان في افتتاح خليجي 26

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:46 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا يعلّق على المنافسة بين أبطال "العتاولة 2"

GMT 06:36 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab