سعيد عبدالحميد وخطورة الزيادة السكانية المنفلتة

سعيد عبدالحميد.. وخطورة الزيادة السكانية المنفلتة

سعيد عبدالحميد.. وخطورة الزيادة السكانية المنفلتة

 العرب اليوم -

سعيد عبدالحميد وخطورة الزيادة السكانية المنفلتة

بقلم - عماد الدين حسين

جيد أن يكون هناك دور للدولة وللجمعيات الخيرية فى رعاية ومساعدة وغوث المحتاجين، لكن الأكثر جودة أن يتمكن هؤلاء المحتاجون من الاعتماد على أنفسهم، أما الأكثر أهمية فهو أن يتعظ الجميع من القصص والحكايات الإنسانية، حتى لا يكرروا الأخطاء التى وقع فيها غيرهم، وأن نخرج منها بالدروس المستفادة.
فى الأيام الأخيرة تناولت الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعى حكاية المواطن سعيد عبدالحميد مصطفى وعمره ٣٨ عاما، ويقيم فى شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية. لديه زوجة فى نفس عمره، وخمسة من الأبناء هم عبدالرحمن «١٧ عاما»، وشيماء «١٦ عاما»، ومعاذ «١٤ عاما»، وعبدالمالك «١٢ عاما»، وبلال «٣ أعوام»، الوالد والأولاد يعانون جميعا من أمراض صعبة مختلفة. أما الأم وبسبب الحمل المتكرر والإنجاب المتقارب، فقد تدهورت صحتها وبالتالى لم تستطع أن تتفرغ لتربية ورعاية أولادها فساءت أحوالهم أكثر.
الأب يعمل عامل يومية ودخله الشهرى ١٥٠٠ جنيه، والمصروفات الأساسية للأسرة تتجاوز ٢٥٠٠ جنيه، والأسرة تقيم فى شقة بالإيجار الجديد، حالتها الإنشائية متردية وسقفها متهدم وغير آمن.
الدولة تحركت مشكورة عقب تداول هذه القصة، حيث أرسلت وزارة الصحة سيارة إسعاف ونقلت الأسرة لمعهد ناصر ووقعت عليهم الكشف الطبى وأجرت لهم الفحوص اللازمة. ومحافظة القليوبية قررت تأجير شقة سكنية للأسرة بالعمارات التابعة لها فى مدينة الخصوص على حساب المحافظة لمدة عام، مع فرشها بالأثاث وتوفير جميع الأجهزة الكهربائية والمنزلية، كما قررت وزارة التضامن الاجتماعى التى أجرت بحث حالة اجتماعية للأسرة، بالتنسيق مع إحدى الجمعيات الأهلية، صرف مساعدة مالية شهرية وتوفير فرصة عمل دائمة للأب فى أحد المصانع بالمحافظة بدخل شهرى ثابت.
هذه هى القصة باختصار، التى اطلعت على تفاصيلها، من برنامج الأستاذة عزة مصطفى «صالة التحرير» على قناة «صدى البلد» مساء يوم الأربعاء الماضى، ثم برنامج «يحدث فى مصر» للأستاذ شريف عامر مساء الخميس الماضى على قناة «ام بى سى مصر» وأجريت معه مداخلة عن الموضوع.
وأظن أن هناك ملاحظات مهمة ينبغى رصدها والتوقف عندها والإمعان فيها من وراء هذه القصة.
الملاحظة الأولى أن الدولة تحركت مشكورة لنجدة وإغاثة هذه الأسرة، والإجراءات التى تم اتخاذها ستحل مشكلتها بنسبة كبيرة، لكن النقطة الأهم هى أن هذه القصة ليست فردية بل هى ظاهرة عامة.
فإذا كانت الدولة قد ساعدت هذه الأسرة، فهى ليست قادرة على مساعدة كل الأسر المشابهة، لأن عددها بالملايين وبالتالى، فما فعلته مع أسرة سعيد عبدالحميد، لا يمكنها أن تفعله مع بقية الأسر الشبيهة لأن «الإيد قصيرة والعين بصيرة».
وبالتالى نصل إلى المغزى الرئيسى فى هذه القصة، وهى الزيادة السكانية العشوائية، التى تجعل عدد السكان يزيد بنسبة ٢٫٤٪ سنويا أى أكثر من ٢٫٥ مليون مواطن، بما يساوى عدد سكان كثير من الدول فى المنطقة، من دون أن تزيد نسبة النمو بثلاثة أضعاف نسبة زيادة السكان، وأن تكون هذه الزيادة ثابتة ومستمرة.
كانت هناك أوهام وأساطير وخرافات تقول إن «الخلفة عزوة»، وهو أمر غير صحيح بالمرة، إلا إذا كان رب الأسرة يملك الموارد الكافية ماليا وصحيا وعلميا لتربية وتعليم ورعاية أولاده، وإذا لم يكن يملك ذلك، فإنه ومن دون أن يشعر يقذف بأولاده إلى متاهات البطالة والجهل والتخلف والفقر والجوع والتشرد.
قد ينجو شخص أو أكثر من هذه البيئة، ويصبح ناجحا ومتفوقا، لكن المؤكد أن الغالبية العظمى من هذه الفئات ستواجه ظروفا وحياة صعبة ومضنية، وبالتالى، فهناك استخلاصان أساسيان من وراء قصة المواطن سعيد عبدالحميد: الأول موجه للحكومة بضرورة اتخاذ كل الإجراءات المناسبة لوقف الزيادة السكانية المستمرة، والتى تلتهم كل ثمار التنمية، وكل الجهود المبذولة فى العديد من المجالات وأن تحاول الدولة الوصول إلى هذه الفئات لإقناعهم بتنظيم الأسرة لمصلحتهم ومصلحة بلدهم.
الثانى موجه للأسرة المصرية عموما، وهى أن يكون إنجاب الأطفال فى حدود الموارد المالية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للأسرة، ومدى قدرتها على تربية أولادها بصورة صحيحة، وإلا فإن حياة أولادها ستصبح جحيما وهو ما سيؤثر على أمن واستقرار ورخاء وتقدم المجتمع بأكمله ويعطى فرصا ذهبية لزيادة التخلف والفقر والتطرف بكل أنواعه. وبالتالى فلن يباهى بنا الرسول الكريم يوم القيامة، يومها لن نكون قلة «بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء».

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سعيد عبدالحميد وخطورة الزيادة السكانية المنفلتة سعيد عبدالحميد وخطورة الزيادة السكانية المنفلتة



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 07:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

لبلبة باكية في عزاء بشير الديك وتتحدث عن عادل إمام
 العرب اليوم - لبلبة باكية في عزاء بشير الديك وتتحدث عن عادل إمام

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الكتاتيب ودور الأزهر!

GMT 10:15 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النصر يعلن رسميا رحيل الإيفواي فوفانا إلى رين الفرنسي

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

حنبعل المجبري يتلقى أسوأ بطاقة حمراء في 2025

GMT 21:51 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

انفجار سيارة أمام فندق ترامب في لاس فيغاس

GMT 22:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

27 شهيدا في غزة ومياه الأمطار تغمر 1500 خيمة للنازحين

GMT 19:32 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صاعقة تضرب مبنى الكونغرس الأميركي ليلة رأس السنة

GMT 10:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صلاح 9 أم 10 من 10؟

GMT 08:43 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

باكايوكو بديل مُحتمل لـ محمد صلاح في ليفربول
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab