هل هناك موقف عربي موحّد مع بايدن

هل هناك موقف عربي موحّد مع بايدن؟

هل هناك موقف عربي موحّد مع بايدن؟

 العرب اليوم -

هل هناك موقف عربي موحّد مع بايدن

بقلم - عماد الدين حسين

يوم الأربعاء الماضى سألت هنا عما يريده الرئيس الأمريكى بايدن من العرب خلال القمة التى ستجمعه مع تسعة من قادة الدول العربية فى مدينة جدة السعودية منتصف الشهر المقبل.
كان مفترضا أن يكون مقال اليوم عنوانه: «وماذا يريد العرب من بايدن» لكن تذكرت أنه قبل أن نجيب عن هذا السؤال فربما علينا أن نسأل سؤالا أساسيا: وهو هل هناك أصلا موقف عربى موحد فى أى قضية سواء كانت مع أمريكا أو أوروبا أو الصين أو روسيا أو أى طرف آخر؟!
نظريا هناك مصالح عربية مشتركة، وهناك جامعة عربية يفترض أنها تعبر عن الأمانى العربية فى الوحدة، لكن على أرض الواقع نعلم جميعا أن ضعفنا وتخلفنا المستمر منذ سنوات وحتى الآن، يعود فى المقام الأول إلى تفرقنا وانقسامنا ليس فقط بين الدول العربية وبعضها البعض، ولكن داخل كل دولة عربية على حدة، ومن لا يصدق عليه أن يقرأ ما حدث فى المنطقة العربية من حروب مذهبية وأهلية وطائفية وسياسية فى الفترة من أواخر عام ٢٠١٠ وحتى هذه اللحظة.
وبالتالى وبصورة عملية يصعب كثيرا القول إن هناك موقفا عربيا موحدا فى مواجهة المطالب الأمريكية من العرب، والتى تحدثت عنها بالأمس، وأهمها زيادة ضخ البترول ومساندة الموقف الغربى فى الأزمة الأوكرانية، وتحسين ملف حقوق الإنسان، وزيادة جرعة التطبيع مع إسرائيل.
ورغم ذلك نتمنى أن تكون القمم العربية واللقاءات الثنائية التى جرت فى الفترة الأخيرة، وتلك التى قد تتم حتى انعقاد قمة جدة، قادرة على بلورة موقف عربى موحد قدر المستطاع، وكسر نمط السياسة الأمريكية التى هندسها وزير الخارجية الأمريكى الأشهر هنرى كيسنجر عقب الموقف العربى التاريخى بدعم مصر وسوريا فى حرب أكتوبر ١٩٧٣ بالمال والسلاح والجنود ووقف ضخ البترول عن الدول التى تساند إسرائيل.
وللأسف بعد ذلك نجحت واشنطن فى منع أى موقف عربى موحد سواء فى مواجهة إسرائيل، أو فى أى قضية أخرى. والنتيجة أنها تتفاوض مع كل دولة عربية على حدة، بل وأحيانا تساند طرفا عربيا ضد آخر.
ونتذكر أن كل الخلافات العربية العربية فى السنوات التى تلت حرب أكتوبر كانت الولايات المتحدة تساند طرفا أو مجموعة ضد أخرى. بل إن ذلك للموضوعية كان موجودا حتى قبل حرب أكتوبر، فهى ساندت الموقف السعودى مثلا ضد مصر فى الأزمة اليمنية طوال حقبة الستينيات.
وللموضوعية، فلم يكن ذلك موقفا أمريكيا فقط، بل كان دوليا، فالاتحاد السوفييتى ساند مصر وما اعتبره المعسكر التقدمى ضد ما أسماه المعسكر الرجعى.
هل يمكن أن نلوم أمريكا، على ما تفعله من التدخل فى الشئون العربية ومناصرة بلد أو طرف ضد آخر؟!
الإجابة هى لا بالتأكيد، لأنها ببساطة تبحث عن مصالحها. ونتذكر أن معظم المشكلات والأزمات العربية كان سببها بالأساس هو الاستبداد والفساد وغياب الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان والعجز عن تحقيق تنمية حقيقية تضع البلدان العربية على طريق التقدم والازدهار مثلما حصل للعديد من بلدان العالم.
على سبيل المثال هل نلوم الولايات المتحدة حينما غزا صدام حسين الكويت فى ٢ أغسطس ١٩٩٠، أم نلوم الرئيس العراقى الذى ساهم بقراره فى تقسيم المنطقة العربية، بل وتهيئة الفرصة للتدخل الأمريكى والغربى وتدمير العراق وإعادته عشرات السنوات للوراء، بل وتقديمه هدية ثمينة لإيران تعبث فيه كيفما تشاء، على أسس قومية بغيضة تتخفى خلف شعرات دينية وطائفية زائفة.
نعم أمريكا حققت هدفها ودمرت العراق، لكن ما كان يمكنها أن تفعل ذلك من دون قرار صدام بالغزو، وهو الأمر نفسه الذى تكرر فى سوريا لاحقا، فلولا الاستبداد السياسى وغياب الحريات وأى أفق للمستقبل، ما وصلت سوريا للحالة الراهنة. هى عادت قرون للوراء من دون أن تطلق إسرائيل رصاصة واحدة.
ظنى أن هناك تخطيطا إقليميا ودوليا لإضعافنا، والبعض يسمى ذلك مؤامرة، وأنا لا أعتبرها كذلك، لأن هذا التخطيط يتم فى وضح النهار وليس من وراء ستار، وبالتالى علينا ألا نلوم إلا أنفسنا حينما يتدخل الآخرون فى شئوننا العربية لتحقيق مصالحهم.
هذا هو الواقع الأليم، ورغم ذلك نسأل هل هناك إمكانية ولو حتى نظرية لبلورة الحد الأدنى من موقف عربى موحد فى القمة العربية الأمريكية فى جدة منتصف الشهر المقبل؟ نتمنى ذلك والحديث موصول عما يفترض أن يريده العرب من أمريكا.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل هناك موقف عربي موحّد مع بايدن هل هناك موقف عربي موحّد مع بايدن



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 00:21 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

مشروب طبيعي يقوي المناعة ويحمي من أمراض قاتلة
 العرب اليوم - مشروب طبيعي يقوي المناعة ويحمي من أمراض قاتلة

GMT 14:11 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
 العرب اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الكتاتيب ودور الأزهر!

GMT 10:15 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النصر يعلن رسميا رحيل الإيفواي فوفانا إلى رين الفرنسي

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

حنبعل المجبري يتلقى أسوأ بطاقة حمراء في 2025

GMT 21:51 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

انفجار سيارة أمام فندق ترامب في لاس فيغاس

GMT 22:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

27 شهيدا في غزة ومياه الأمطار تغمر 1500 خيمة للنازحين

GMT 19:32 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صاعقة تضرب مبنى الكونغرس الأميركي ليلة رأس السنة

GMT 10:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صلاح 9 أم 10 من 10؟

GMT 08:43 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

باكايوكو بديل مُحتمل لـ محمد صلاح في ليفربول
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab