مصر والأردن وفلسطين والقمة

مصر والأردن وفلسطين.. والقمة

مصر والأردن وفلسطين.. والقمة

 العرب اليوم -

مصر والأردن وفلسطين والقمة

بقلم - عماد الدين حسين

هل ما تزال القضية الفلسطينية مهمة للعرب؟، سؤال يردده كثيرون خصوصا بعد القمة الثلاثية التى استضافها الرئيس عبدالفتاح السيسى يوم الثلاثاء الماضى، مع العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى والرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن».
ظنى أن الإجابة على السؤال هى نعم للبعض لا للبعض الآخر، وظنى أيضا أن العرب يملكون العديد من أوراق الضغط، لكن المهم أن تكون لديهم إرادة سياسية لتفعيلها.
القمة دعا إليها الرئيس السيسى، وهى تعكس بوضوح أن مصر ما تزال ترى فى القضية الفلسطينية قضية مركزية لا تتعلق فقط بأنها قضية أمن قومى عربى، ولكنها تتعلق بالأمن القومى المصرى بالأساس، ورغم الخلافات المتعددة بين الرؤساء الذين حكموا مصر منذ ثورة يوليو ١٩٥٢ حتى الآن، فإن القاسم المشترك الأكبر بينهم هو التعامل مع القضية الفلسطينية باعتبارها قضية قومية عربية وقضية مصرية أيضا، بل إن حكومات ما قبل ثورة يوليو خاضت حرب ١٩٤٨، انطلاقا من نفس المبادئ.
أظن أيضا أن نفس المبادئ هى التى تحكم الأردن وهى البلد العربى الأكثر تأثرا سلبا أو إيجابا بما يحدث فى فلسطين منذ نكبة ١٩٤٨ وحتى الآن وبالتالى فحل القضية الفلسطينية مصلحة مصرية وأردنية داخلية، قبل أن تكون قضية قومية.
وقد رأينا فى ظل التطورات الكثيرة التى عصفت بالمنطقة منذ عام ٢٠١١ وحتى الآن أن بعض بلدان المنطقة قل اهتمامها بفلسطين سواء بفعل مشاكلها وهمومها الداخلية، أو التهديدات التى تتعرض لها خارجيا من بعض دول الجوار.
لكن الاهتمام المصرى الأردنى ما يزال أكثر وضوحا وتحركا، رغم أنه لم يتمكن حتى الآن من تغيير المعادلة الإسرائيلية التى تتمحور فى طمس القضية الفلسطينية.
لا يخفى على أحد أن عامل التوقيت كان هو الأبرز فى قمة القاهرة يوم الثلاثاء الماضى، بسبب التحدى الذى فرضته حكومة اليمين المتطرف بزعامة بنيامين نتنياهو منذ توليها السلطة قبل نحو أقل من شهر وشروعها فى تنفيذ ما تعهدت به لقادة المتطرفين والمستوطنين، ورأينا وزير الأمن القومى المتطرف ايتمار بن غفير يقتحم المسجد الأقصى ليحاول فرض أمر واقع لصالح المتطرفين.
ورأينا قوات أمن الاحتلال تواصل الاستهداف الممنهج للشعب الفلسطينى وقتلت ٢٠ شخصا منذ بداية العام، إضافة لتسريع عملية التهويد فى الضفة الغربية مع استمرار حصار قطاع غزة.
أهمية قمة القاهرة أنها جددت ثوابت الموقف المصرى والأردنى ويمكن القول والعربى أيضا خصوصا فى التأكيد على ضرورة حل الدولتين الذى يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو ١٩٩٧ وعاصمتها القدس، وكذلك توفير الحماية للشعب الفلسطينى. وإطلاق مفاوضات جادة وفاعلة لحل القضية، ووقف الإجراءات الإسرائيلية التى تقوض حل الدولتين مثل الاستيطان ومصادرة الأراضى الفلسطينية وهدم المنازل وتهجير الفلسطينيين من بيوتهم والاقتحامات المتواصلة للمدن وانتهاك الوضع التاريخى والقانونى القائم فى القدس ومقدساتها. ودعت القمة لاستمرار دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا».
قد يسأل البعض مستعجبا: وما هو الجديد فى كل ما سبق، أليس هو كلاما مكررا ومعادا، ولن يؤثر فى الاحتلال؟!
التساؤل منطقى، لكن قياسا بالظروف التى تعيشها المنطقة بأكملها منذ سنوات فقد صار مهما إعادة التأكيد على الثوابت العربية فى التعامل مع إسرائيل.
فى الماضى كنا نسخر بأننا لا نملك كعرب إلا سلاح الشجب والإدانة، ووصلنا إلى مرحلة نرى فيها بعض الدول العربية والإسلامية، لا تستخدم هذا السلاح غير المكلف!
كان مهما أن بيان القمة الثلاثية دعا إلى ضرورة توحيد الصف الفلسطينى وإنهاء الانقسام الذى يعد مصلحة وضرورة للشعب الفلسطينى. هذا أمر مهم لأنه لا يعقل أن نطالب العالم الخارجى أو حتى العربى بالتضامن مع الشعب الفلسطينى، فى حين أن الفلسطينيين أنفسهم منقسمون منذ عام ٢٠٠٧، والمستفيد الوحيد من هذا الانقسام هو الاحتلال الإسرائيلى.
السؤال الذى يردده كثيرون خصوصا بعد هذه القمة الثلاثية: هل ما يزال العرب يملكون أوراقا للضغط على إسرائيل، كى تغير سياستها العدوانية والتوسعية، أم أنهم فقدوا أو أهدروا كل الأوراق؟!.
سؤال يحتاج إلى التفكير والبحث؟

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر والأردن وفلسطين والقمة مصر والأردن وفلسطين والقمة



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:08 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

أفضل خامات الستائر وتنسيقها مع ديكور المنزل
 العرب اليوم - أفضل خامات الستائر وتنسيقها مع ديكور المنزل

GMT 13:03 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

البطولات النسائية تسيطر على دراما رمضان 2025
 العرب اليوم - البطولات النسائية تسيطر على دراما رمضان 2025

GMT 13:51 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

إيران لم تيأس بعد من نجاح مشروعها!

GMT 17:42 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

برشلونة يتعاقد مع مهاجم شاب لتدعيم صفوفه

GMT 02:25 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

سنتان أميركيتان مفصليتان في تاريخ العالم

GMT 12:15 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

زلزال بقوة 4.1 درجة يضرب جنوب شرق تايوان

GMT 12:05 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

انفجار قنبلة وسط العاصمة السورية دمشق

GMT 02:41 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

ترامب والأردن... واللاءات المفيدة!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab