ماذا يريد العرب من بايدن

ماذا يريد العرب من بايدن؟

ماذا يريد العرب من بايدن؟

 العرب اليوم -

ماذا يريد العرب من بايدن

بقلم: عماد الدين حسين

تحدثنا عما يريده الرئيس الأمريكى جو بايدن من العرب، خلال القمة التى ستجمعه مع تسعة من قادة الدول العربية فى مدينة جدة السعودية فى منتصف يوليو المقبل، وسألنا: هل هناك موقف عربى موحد، أم أن واشنطن تسعى دائما إلى التفاوض الفردى مع كل دولة عربية على حدة، كا فعلت إسرائيل منذ زيارة أنور السادات للقدس فى نوفمبر ١٩٧٧؟

واليوم نسأل ماذ يريد العرب من الرئيس الأمريكى جو بايدن وإدارته وبلاده، إذا افترضنا نظريا أن هناك موقفا عربيا موحدا، أو حتى على الأقل الحد الأدنى من هذا التضامن العربى؟
وبما أن القمة سوف تعقد فى السعودية، وسيحضرها قادة دول مجلس التعاون الست فإن المطلب الرئيسى الأساسى من معظم قادة دول الخليج سيكون مطالبة جو بايدن بألا تكون النتيجة النهائية للاتفاق النووى الجديد بين إيران والغرب هو تسليم المنطقة من جديد لإيران، باعتبار أن بايدن أكد أكثر من مرة منذ حملته الانتخابية أنه سيعيد العمل بالاتفاق النووى مع إيران، الذى ألغاه سلفه دونالد ترامب بمجرد انتخابه فى أواخر ٢٠١٧.

عرب الخليج سوف يقولون لبايدن إنهم لن يقبلوا أى اتفاق لا ينص ليس فقط على تجميد البرنامج النووى الإيرانى، بل البرنامج الصاروخى، والأهم وقف النفوذ الإيرانى فى المنطقة، وارتباطا بهذا التوجه ستطالب السعودية ومعها الإمارات والبحرين بموقف أمريكى حاسم ضد الحوثيين فى اليمن، وأن تعود واشنطن لدعم السعودية، فى اليمن، أو على الأقل تعيد تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية.

المطلب الثانى أن الدول العربية ستطالب الإدارة الأمريكية بالتوقف ــ قدر الإمكان ــ عن سياسة الإملاءات والتعامل بندية نسبية معها. فإذا كانت واشنطن تحتاج من الدول العربية ضخ المزيد من النفط فى الأسواق العالمية من أجل خفض الأسعار ــ التى تجاوزت حاجز المائدة دولارا للبرميل منذ ٢٤ فبراير الماضى وحتى الآن ــ فإن الدول العربية، خصوصا الخليج تحتاج من واشنطن أن تتعامل معها بقدر كبير من الاحترام، طالما أن المصالح متبادلة.
الدول العربية تحتاج من الولايات المتحدة أن تضغط على إسرائيل من أجل التوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية أو حتى شبه عادل، وإذا كانت الولايات المتحدة ضغطت كثيرا على العديد من الدول العربية من أجل التطبيع مع إسرائيل، فعليها فى المقابل أن تضغط ولو قليلا على إسرائيل من أجل وقف استيطانها المتمدد وحصارها القاسى على الفلسطينيين فى الضفة وغزة.

وللأسف فإنه لا يوجد توافق عربى حقيقى على هذا المطلب، بعد أن تراجعت أهمية القضية الفلسطينية لدى العديد من البلدان العربية.
وإذا كان بايدن سيطالب القادة الذين سيلتقيهم بتحسين الحريات وحقوق الإنسان، فإن العرب ربما يطالبونه بوقف المتاجرة بهذا الملف، حيث إنه صار واضحا أن بايدن وغالبية الرؤساء الأمريكيين السابقين قد استخدموا هذا الملف سلاحا سياسيا لابتزاز العرب، وهذا لا ينفى أن السجل العربى فى الحريات وحقوق الإنسان شديد البؤس فى غالبية الدول العربية لأسباب ليس لها صلة بالضغوط الغربية، بل بشيوع ثقافة التسلط والاستبداد فى المجتمعات العربية عموما.
وإذا كان بايدن يضغط من أجل تأييد الدول العربية للموقف الغربى فى الأزمة الأوكرانية، فعلى العرب أن يصروا على ضرورة اتخاذ موقف حيادى حقيقى يعتمد الشرعية الدولية منطلقا ومنهجا، أو على الأقل موقفا يتوافق والمصالح العربية العليا، فلا يصح مثلا أن يطالب العرب العالم باحترام الشرعية الدولية فى أوكرانيا، وتجاهلها حينما يتعلق الأمر بالاحتلال الإسرائيلى لفلسطين منذ 5 يونيه 1967.

يستطيع العرب إذا توافقوا على الحد الأدنى من مصالحهم أن يحسنوا من علاقتهم مع الولايات المتحدة لصالح شعوبهم، لكن بشرط جوهرى أن تكون السياسات العربية متوافقة مع مصالح شعوبهم فعليا، وليست فقط لمجرد الحصول على ختم من الإدارة الأمريكية الحالية بأن العلاقات عادت إلى مجاريها طبقا للصيغة القديمة المستمرة منذ عام ١٩٧٣ تقريبا.

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا يريد العرب من بايدن ماذا يريد العرب من بايدن



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا
 العرب اليوم - وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 00:21 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

مشروب طبيعي يقوي المناعة ويحمي من أمراض قاتلة
 العرب اليوم - مشروب طبيعي يقوي المناعة ويحمي من أمراض قاتلة

GMT 14:11 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
 العرب اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الكتاتيب ودور الأزهر!

GMT 10:15 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النصر يعلن رسميا رحيل الإيفواي فوفانا إلى رين الفرنسي

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

حنبعل المجبري يتلقى أسوأ بطاقة حمراء في 2025

GMT 21:51 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

انفجار سيارة أمام فندق ترامب في لاس فيغاس

GMT 22:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

27 شهيدا في غزة ومياه الأمطار تغمر 1500 خيمة للنازحين

GMT 19:32 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صاعقة تضرب مبنى الكونغرس الأميركي ليلة رأس السنة

GMT 10:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صلاح 9 أم 10 من 10؟

GMT 08:43 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

باكايوكو بديل مُحتمل لـ محمد صلاح في ليفربول

GMT 06:02 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

ريال مدريد يخطط لمكافأة مدافعه روديجر

GMT 00:30 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

25 وجهة سياحية ستمنحك تجربة لا تُنسى في عام 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab