يوسف وسوناك وبريطانيا من الذي فاز

يوسف وسوناك.. وبريطانيا.. من الذي فاز؟

يوسف وسوناك.. وبريطانيا.. من الذي فاز؟

 العرب اليوم -

يوسف وسوناك وبريطانيا من الذي فاز

بقلم - عماد الدين حسين

صباح يوم الأربعاء الماضى، تلقيت أكثر من رسالة من زملاء وأصدقاء حول مغزى فوز حمزة يوسف المسلم الباكستانى الأصل بمنصب رئيس وزراء إسكتلندا، بعد شهور قليلة من فوز ريشى سوناك الهندوسى الهندى الأصل بمنصب رئيس وزراء بريطانيا.

التعليقات التى جاءت فى هذه الرسائل وتكررت على العديد من وسائل التواصل الاجتماعى العربية، معظمها يدور حول أن «بريطانيا لعبت جولة بالكوكب، وقيادتها ومصيرها الآن فى أيادى مهاجرين من دول استعمرتها سابقا»، وفى ختام الرسالة تأتى الحكمة: «وتلك الأيام نداولها بين الناس» ثم تعليقات أخرى تقول إن أحفاد المهاجرين خصوصا ذوى الأصول الآسيوية، وبالأخص من شبه القارة الهندية فى طريقهم للسيطرة على مفاصل بريطانيا العظمى سياسيا، بعدما سيطروا على بعض دول العالم اقتصاديا. وهذه التطورات تعنى أن عدالة السماء تحققت أخيرا فى بريطانيا، وأن هذه الدول التى استعمرت العديد من البلدان سوف تتذوق طعم التقسيم!

والغريب أن بعض المحسوبين على المثقفين العرب كتب وتداول هذه التعليقات.

طبعا من حق كل شخص أن يحلم ويتخيل ويتمنى ما يشاء، لكن عليه أن يتأكد أولا أنه يعيش فى الواقع الفعلى، وليس الافتراضى المتخيل.

وقبل الرد والاستطراد فى التحليل نشير إلى أن حمزة يوسف يبلغ من العمر ٣٧ عاما وهو أول مهاجر باكستانى مسلم يتولى هذا المنصب المهم. وهو ما يتزامن أيضا مع تولى ليوفار أوكار من أصل هندى أيضا منصب رئاسة الوزراء فى أيرلندا، إضافة إلى التطور الأهم وهو تولى ريشى سوناك منصب رئيس الوزراء فى بريطانيا فى ٢٥ من أكتوبر الماضى.

وبالمناسبة فإن زعيم المعارضة فى إسكتلندا هو أنس سروار وهو مهاجر باكستانى أيضا، كما أن وزير داخلية بريطانيا سويلا برامزمان من أصل هندى وعمدة لندن صادق خان من أصل باكستانى.

ما لا يدركه بعض المهللين فى العالم الثالث هو أن فوز هؤلاء الآسيويين وإذا كان بالطبع يشير إلى مهاراتهم وإمكانياتهم العالية، لكنه فى الأساس يشير إلى النظام المنفتح والمتطور والواثق من نفسه الذى يسمح لابن أو حفيد مهاجر أن يتولى أعلى منصب فى البلاد.

الذين هللوا لفوز يوسف حمزة ينسون أن مطالبته بالاستقلال لا ترجع إلى كونه هنديا أو باكستانيا، بل تعود إلى أنه ينتمى للحزب الوطنى الإسكتلندى الحاكم وبرنامجه الأساسى هو ضرورة الاستقلال عن بريطانيا والعودة للانضمام للاتحاد الأوروبى الذى خرجت منه بريطانيا ورفضته إسكتلندا، لكن الأخيرة مجرد حكومة محلية فى التاج البريطانى.

وبالتالى فحمزة يطالب بالاستقلال شأنه شأن كل أعضاء حزب الأغلبية من الإسكتلنديين البيض غير المهاجرين. هؤلاء المهللون يتجاهلون أن سوناك ذا الأصل الهندوسى يعارض استقلال إسكتلندا لأنه ينتمى إلى حزب المحافظين البريطانى الذى قاد عملية الخروج من الاتحاد الأوروبى.

موضوع الاستقلال من عدمه لا يتعلق من بعيد أو قريب بهندى وباكستانى بل بسياسات وبرامج أحزاب وأصوات ناخبين ليس لها صلة بالمرة بالأشخاص أو العرق أو الدين أو اللون.

إذًا حمزة أو سوناك لا يمثلان الهند أو باكستان، أو عرق أو دين أو حضارة معينة، بل يمثلان أصوات الناخبين التى حصلا عليها فى الانتخابات.

من حق الهند أو باكستان أن تفرحا لأن بعض أحفاد المهاجرين منها يتولون مناصب مهمة.

أخشى أن أصدم كل من هللوا وأقول لهم إن هذا الصعود لأبناء مهاجرين آسيويين أو من أى قارة أخرى، فى بلد مثل بريطانيا، هو ببساطة أمر يصب فى مصلحة بريطانيا ونظامها السياسى، وليس فى صالح الأفكار شديدة السطحية بأن الأحفاد جاءوا لينتقموا من الماضى الاستعمارى البغيض.

أعارض تماما الماضى الاستعمارى لبريطانيا، لكن من الموضوعية القول إن فوز سوناك وحمزة وأمثالهما بهذه المناصب المهمة، هو أفضل دليل يمكن أن تستخدمه بريطانيا للقول إن لديها نظاما سياسيا مستقرا وديمقراطية وتعددية ومساواة حقيقية، تجعل ابن وحفيد المهاجر يتولى أرفع المناصب.

ما لا يدركه الهواة والسطحيون أن النظام السياسى فى غالبية البلدان الغربية قوى، ولن يؤثر فيه انتخاب هذا أو ذاك. هناك السيستم أهم من الأشخاص، وأوباما من الأصول الإفريقية ومثله ترامب من ذوى الميول العنصرية حكما أمريكا وكل منهما ذهب لحال سبيله وبقيت أمريكا.

والسؤال الصعب هل هناك أنظمة سياسية فى العالم الثالث تتيح لبعض المهاجرين أو الأقليات أن يتولوا مناصب قيادية فيها؟!

حينما سألت هذا السؤال لأحد الأصدقاء رد ساخرا: علينا أن نضمن أولا أن يحصلوا على الجنسية!!!

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يوسف وسوناك وبريطانيا من الذي فاز يوسف وسوناك وبريطانيا من الذي فاز



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة

GMT 08:39 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل السراويل الرائجة هذا الموسم مع الحجاب

GMT 16:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يرد على قرار المحكمة الجنائية الدولية

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab