قنبلة عودة العلاقات السعودية الإيرانية

قنبلة عودة العلاقات السعودية الإيرانية

قنبلة عودة العلاقات السعودية الإيرانية

 العرب اليوم -

قنبلة عودة العلاقات السعودية الإيرانية

بقلم - عماد الدين حسين

الإعلان عن عودة العلاقات السعودية الإيرانية أمس الأول الجمعة الماضى، كان قنبلة سياسية ضخمة من الطراز الأول ستكون لها آثارها طويلة المدى إذا تحقق الشرط الجوهرى المعلن فيها وهو «احترام السيادة وعدم التدخل فى الشئون الداخلية لبعضهما البعض».

هو قنبلة سياسية لأنه سيغير غالبية المعادلات السياسية والعسكرية والاقتصادية فى المنطقة إذا كُتب له الاكتمال.

البلدان مهمان فى المنطقة، وهما فى صراع شامل منذ عام ١٩٧٩ حينما قامت الثورة الإسلامية فى إيران بزعامة الخومينى وأطاحت بحكم الشاه محمد رضا بهلوى واعتمدت مبدأ «تصدير الثورة للخارج» مستهدفة بالأساس الدول السنية، ومحاولة استخدام الورقة الشيعية خصوصا فى الخليج العربى، وربما تسببت هذه الثورة فى أجيج الخلاف السنى الشيعى، وهو الأمر الذى استفاد منه كل أعداء العرب والمسلمين.

منذ عام ١٩٧٩ والعلاقات بين البلدين متوترة باستثناءات فترات قليلة لأن المشروعين الإيرانى والخليجى كانا متناقضين إلى حد كبير، وبسبب هذاالصدام المستمر فإن المستفيد الأكبر كانت الولايات المتحدة وإسرائيل فى حين أن الخاسر الأكبر كان شعوب المنطقة التى عاشت فى توتر دائم.

كانت هناك مباحثات مستمرة على فترات متقطعة منذ حوالى عامين بين البلدين جرت أساسا فى العراق وسلطنة عمان.

لكن المفاجأة الكبرى كانت أن المفاوضات الحاسمة جرت فى العاصمة بكين طوال الأيام الخمسة الماضية، وتم الإعلان عن خطوة استئناف العلاقات الدبلوماسية من خلال إعلان ثلاثى وقعه فى بكين كل من مساعد بن محمد العيبان، مستشار الأمن الوطنى السعودى وعلى شمخانى، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومى الإيرانى وبحضور وزير الخارجية الصينى وانج. بى.

وطبقا لنص البيان المشترك فإن البلدين اتفقا على إعادة فتح السفارتين خلال شهرين بعد قطيعة مستمرة من ٧ سنوات حينما هاجم متظاهرون إيرانيون سفارة السعودية فى طهران وقنصليتها فى مشهد فى عام ٢٠١٦ احتجاجا على إعدام رجل الدين الشيعى السعودى نمر النمر.

البلدان اتفقا أيضا على احترام سيادة الدول وعدم التدخل فى شئونها الداخلية وتفعيل اتفاقية التعاون الأمنى الموقعة بينهما عام ٢٠٠١، وكذلك إعادة تفعيل اتفاقية التعاون فى مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار الموقعة عام ١٩٩٨، وبذل كل الجهود لتعزيز السلم والأمن الإقليمى والدولى.

مساعد العيبان قال إن السعودية حرصت على فتح صفحة جديدة تقوم على الالتزام بالمواثيق والأعراف الدولية وتتمسك بمبادئ حسن الجوار والحوار والدبلوماسية لحل الخلافات.

وكشف العيبان أن البلدين أجريا مباحثات مهمة فى بكين بحثا خلالها مراجعة مستفيضة لمسببات الخلافات والسبل الكفيلة لعلاجها وكان لافتا أن العيبان توجه بالشكر لعلى شمخانى «وأعضاء الوفد الإيرانى الشقيق».

أما حسين عبداللهيان وزير الخارجية الإيرانى فقال إن استئناف العلاقات يوفر إمكانيات كبيرة للبلدين والمنطقة وأن الجهاز الدبلوماسى الإيرانى يعمل بنشاط نحو إعداد المزيد من الخطوات الإقليمية، وهو كلام شديد الأهمية وقد يعنى أن إيران أدركت أن مكاسب حسن الجوار أكبر كثيرا من التوتر المستمر والتدخل فى شئون دول المنطقة.

قرأت لخبراء كثيرين تحليلهم لهذه الخطوة المهمة، وأعجبنى ما قاله السياسى الكبير عمرو موسى، وزير الخارجية والأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، حينما كتب على صفحته قائلا: «هذه خطوة استراتيجية تشير إلى فكر استراتيجى متقدم وقدرة على الالتفاف السريع بما تقتضيه مصلحة دول المنطقة، وسوف نرى آثار ذلك فى أكثر من بقعة مرتبطة مثل لبنان والعراق وسوريا واليمن والمغرب العربى، وإذا صحت هذه التوقعات أو بعضها فسوف تدخل المنطقة مرحلة مختلفة من التنسيق والتفاهم ومن القوة الفاعلة فيها، وطرح أولويات مختلفة يضطر آخرون للهاث وراءها، ولا شك أن واشنطن فوجئت بهذا التطور الكبير الذى أحدثته السياسة الصينية بالتوسط بنجاح بين العدو رقم واحد للسياسة الأمريكية الحالية «إيران» والصديق المقرب لهذه السياسة وهو «السعودية» وهذا التطبيع السعودى ــ الإيرانى تطبيع إيجابى.

انتهى كلام السيد عمرو موسى وفى ظنى أن هناك نقاطا كثيرة جديرة بالبحث والتأمل ومنها الدور الصينى المتصاعد فى المنطقة ومحاولته ملء الفراغ الأمريكى، وكيف سترد واشنطن على هذه الخطوة، وتأثير المصالحة على الملفات الملتهبة فى المنطقة مثل لبنان وسوريا واليمن وملف الخلاف السنى ـ الشيعى والعلاقات الإسرائيلية الخليجية ومصير الملف النووى الإيرانى، ومن الكاسب ومن الخاسر من وراء هذه الخطوة العملاقة، وأخيرا: هل ستعود العلاقات المصرية ـ الإيرانية قريبا؟!

كل ما سبق أسئلة مهمة جدا تحتاج إلى نقاش هادئ وموضوعى.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قنبلة عودة العلاقات السعودية الإيرانية قنبلة عودة العلاقات السعودية الإيرانية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
 العرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما
 العرب اليوم - رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
 العرب اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 07:10 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير أممي من تفشي العنف الجنسي الممنهج ضد النساء في السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab