من كورونا إلى أوكرانيا هل هناك مؤامرة

من كورونا إلى أوكرانيا هل هناك مؤامرة؟

من كورونا إلى أوكرانيا هل هناك مؤامرة؟

 العرب اليوم -

من كورونا إلى أوكرانيا هل هناك مؤامرة

بقلم: عماد الدين حسين

هل نعذر الكثير من الناس فى كل مكان بالعالم حينما يعتقدون أن هناك مؤامرة كونية متكاملة لإغراق العالم بالمشكلات المتنوعة التى يدفع ثمنها الفقراء؟!
على مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة أطالع قصصا وفيديوهات تعتقد أن هناك مؤامرة.
هذا الاعتقاد ليس قاصرا فقط على البسطاء وأنصاف المتعلمين، بل إن هناك من يؤمن به من المثقفين وما يمكن أن نطلق عليهم النخبة.
قبل أيام قليلة قابلت سيدة متعلمة تعليما راقيا، وقالت لى بوضوح إن «الكبار» اختلقوا حكاية فيروس كورونا لكى يشغلوا به العالم، ويبيعوا منتجاتهم الصحية وعقاقيرهم ولقاحاتهم للدول الفقيرة والنامية. وحينما انتهت اللعبة واكتشفها العالم، كان لابد من اختراع لعبة جديدة. فجاءت قصة أوكرانيا، وهكذا بدأت كورونا تتراجع، فى حين صارت أوكرانيا فى الصدارة.
استغربت منطق هذه السيدة، لكن المفاجأة لم يكن كلامها، بل إننى سمعته مع اختلاف الصيغة من أشخاص يفترض أنهم مثقفون جدا، أما المفاجأة الأكبر فكانت وجود علماء كبار فى دول مختلفة ما يزالون يصرون على أن كورونا اختراع لإشغال العالم.
لا أملك معلومات سرية، ولست عضوا فى «مجلس إدارة العالم، وبالتالى لا أدعى المعرفة أو حسم مثل هذه القصص، لكن وإلى أن نجد أدلة دامغة على وجود هذه المؤامرة فلا أملك إلا تصديق الأمور الفعلية المنطقية المتاحة أمامنا».
ربما تكون هناك مؤامرة، وربما تكون إحدى الدول الكبرى أرادت إغراق العالم فى هذه المشكلة غير المسبوقة لكى تحكم سيطرتها على العالم أكثر، وربما تكون دولة أخرى كبرى هى من فعلت ذلك، لكى تتقدم هى وتؤخر غيرها، لكن بما أن كل ذلك يظل فرضيات نظرية، لا أحد يملك دليلا قاطعا على صحتها، فإنها تظل أشبه بحكايات ما قبل النوم أى للتسلية.
الأقرب للمنطقة أن هناك فيروسا شديدا اسمه كورونا ربما يكون ناتجا عن انتقال غير تقليدى من طائر إلى الإنسان، وتمكن من إصابة أكثر من ٤٦٨ مليون شخص ووفاة أكثر من ٦ ملايين آخرين، وأصاب العالم بالشلل لأكثر من عامين، وأصاب الصين مثلما أصاب أمريكا والغرب، وأن هذا الفيروس تحور إلى أن وصل إلى مرحلة الأوميكرون الخفيفة جدا، وإذا استمر هكذا فقط يصبح مجرد فيروس موسمى مثل الإنفلونزا.
نفس الأمر ينطبق على قضية أوكرانيا، الأمر ببساطة أن هناك صراعا روسيًّا مع الغرب منذ نحو مائة عام بعد نجاح الثورة البلشفية.
فى روسيا عام ١٩١٧، زاد هذا الصراع بعد الحرب العالمية الثانية وانقسام العالم لمعسكرين كبيرين: الغرب بقيادة الولايات المتحدة والشرق بقيادة الاتحاد السوفييتى، إلى أن انتصر المعسكر الأول وتمكن من تفكيك الاتحاد السوفييتى.
روسيا وريثة ما تبقى من الامبراطورية السوفييتية تشعر بأن الغرب أهانها حينما نكث بوعوده بعدم تمدد حلف شمال الأطلنطى «الناتو» شرقا، لكنه وصل إلى حدود روسيا المباشرة، مع بعض دول البلطيق ثم رفض أن يلتزم بعدم ضم أوكرانيا.
روسيا شعرت أن أمريكا وأوروبا يمران بلحظة ضعف، واعتقدت أن تلك هى اللحظة المناسبة لكى تضع قواعد جديدة تعيد الهيبة لروسيا وتجعلها قطبا عالميا من جديد.
وهكذا اقتحمت القوات الروسية أوكرانيا لكى تفرض كلمتها، وتستعيد هيبتها، لكن هناك اعتقادا بأن أمريكا ربما تكون قد نصبت فخا لروسيا، لكى تغرقها فى المستنقع الأوكرانى وتحاصرها وتستنزف اقتصادها خصوصا بعد العقوبات الاقتصادية غير المسبوقة التى فرضها الغرب على روسيا بمجرد دخولها الأراضى الأوكرانية فى ٢٤ فبراير الماضى.
لكن وفى كل الأحوال وبغض النظر عن النهاية التى ستصل إليها الأمور فإن ما حدث فصل جديد من صراع دولى كبير سبق أن مر به العالم أكثر من مرة، خصوصا قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية عام ١٩٣٩، حينما غزا هتلر معظم دول شرق أوروبا وجزءا كبيرا من روسيا.
مثل هذا النوع الخشن من الصراعات تحاول القوى الكبرى أن تعزز عبره هيبتها ومكانتها ونفوذها، وبالطبع فإن الدول الصغرى هى التى تدفع الثمن سواء كانت أوكرانيا أو كل دولة تضررت من هذا الصراع وبالتالى فالأمر ليس مؤامرة بل صراع دائم بين الكبار يدفع ثمنه الصغار.

 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من كورونا إلى أوكرانيا هل هناك مؤامرة من كورونا إلى أوكرانيا هل هناك مؤامرة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 02:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

طائرات الاحتلال المسيرة تقصف مستشفى العودة شمال غزة
 العرب اليوم - طائرات الاحتلال المسيرة تقصف مستشفى العودة شمال غزة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 02:42 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

فردوس عبد الحميد تروي تفاصيل موقف إنساني جمعها بـ سعاد حسني
 العرب اليوم - فردوس عبد الحميد تروي تفاصيل موقف إنساني جمعها بـ سعاد حسني

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab