كيف نتحقق من الادعاءات

كيف نتحقق من الادعاءات؟

كيف نتحقق من الادعاءات؟

 العرب اليوم -

كيف نتحقق من الادعاءات

بقلم : عماد الدين حسين

 

رغم كثرة مصادر الأخبار والمعلومات العالمية والتقدم التكنولوجى المذهل فى التدفق الإخبارى فما زلنا كبشر عاجزين عن التحقق من صحة العديد من الأخبار، وبالتالى يمكن لأشخاص وأطراف وتنظيمات وحركات ودول أن تدعى تحقيق إنجازات وانتصارات من دون إمكانية التحقق منها.
لماذا كل هذه المقدمة السابقة؟

ببساطة لأنه فى الصراع المشتعل الآن فى المنطقة منذ بدء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة فى ٧ أكتوبر من العام الماضى، ثم بدء العدوان الإسرائيلى «الموسع» على لبنان، خصوصا جنوبه ثم امتداد الصراع ليشمل هجمات متبادلة  بين إسرائيل وإيران وقوى المقاومة، طوال هذا الوقت وكل طرف يزعم ويقول إنه حقق انتصارات كثيرة، لكن لا نملك نحن المتابعون القدرة على التحقق من دقتها ناهيك عن صحتها.

وفى التفاصيل فإن تقريرا لقناة فوكس نيوز الأمريكية يوم الخميس ٣١ أكتوبر. ونقلا عن مسئولين أمريكيين وإسرائيليين فإن الهجوم الإسرائيلى على إيران فى ٢٦ أكتوبر كان «دقيقا وموجها» وأدى إلى أن إيران باتت غير قادرة على إطلاق الصواريخ مستقبلا، خصوصا أن الهجوم أدى إلى تدمير ٣ أنظمة للدفاع الجوى الإيرانى من طراز «إس ــ ٣٠٠» إضافة لتدمير مخازن الصواريخ البالستية»، بل إن المبعوث الأمريكى الخاص بشئون الشرق الأوسط آموس هوكشتاين قال إن إيران أصبحت فعليا عارية بلا دفاع، ولم تعد تملك أية منظومات صاروخية.

هذه ما تقوله إسرائيل وبعض أنصارها فى الغرب خصوصا أمريكا، لكن فى المقابل هناك الرواية الإيرانية المضادة.

فوزير الدفاع الإيرانى نصير زادة قال إن إنتاج الأنظمة الدفاعية بما فى ذلك الصواريخ لم يواجه أية مشكلات أو انقطاعات، وفقا لوكالة «تسنيم» التابعة للحرس الثورى.

ثم إن العديد من المسئولين الإيرانيين أكدوا أن الهجوم الإسرائيلى كان استعراضيا ولم يؤد إلا لمقتل ٤ عسكريين إيرانيين كانوا متواجدين فى إحدى القواعد العسكرية، وبالتالى فإن نتيجة الهجوم الإسرائيلى كما تقول إيران كانت ضئيلة جدا.

 هذا السيناريو تكرر بحذافيره مع اختلاف الكلمات والتعبيرات فى المواجهة السابقة بين البلدين.

نعلم أن إسرائيل هاجمت ودمرت القنصلية الإيرانية فى دمشق فى الأول من أبريل الماضى، واغتالت بعض المسئولين الإيرانيين ومنهم محمد رضا زاهدى نائب قائد فيلق القدس فى المنطقة، فردت إيران بهجوم بالمسيرات والمقاتلات على إسرائيل فى منتصف أكتوبر الماضى.

يومها قالت إيران إنها تمكنت من توجيه ضربات دقيقة ومؤلمة للعديد من المواقع الإسرائيلية التى انطلقت منها المقاتلات الإسرائيلية التى هاجمت القنصلية فى دمشق.

لكن إسرائيل زعمت أنها تصدت بمساعدة من الولايات المتحدة والعديد من الدول الغربية والصديقة للصواريخ الإسرائيلية وتمكنت من إسقاط ٩٩٪ منها.

إسرائيل اغتالت إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لحركة حماس خلال وجوده فى طهرن فى نهاية يوليو الماضى وبعدها اغتالت العديد من قادة حزب الله، خصوصا الأمين العام للحزب حسن نصر الله فى ٢٧ ديسمبر الماضى.

إيران ردت على ذلك بتوجيه ضربة صاروخية لإسرائيل فى الأول من أكتوبر الماضى.

هى قالت إن الضربة أصابت العديد من المواقع العسكرية الإسرائيلية، خصوصا تدمير قواعد جوية كانت تأوى مقاتلات متقدمة من طراز «إف ٣٥».

 إسرائيل نفت ذلك تماما، وقالت إنها تمكنت بمساعدة أمريكية وغريبة أيضا من التصدى للهجوم الإيرانى.

نفس الأمر يحدث فى المواجهات الصاروخية بين إسرائيل وحزب الله وحركة حماس، فكل طرف يدعى أنه ألحق العديد من الإصابات القاتلة بالطرف الآخر وكبّده خسائر فادحة.
السؤال مرة أخرى: كيف يمكننا أن نعرف الحقيقة؟

الإجابة يبدو أننا لن نعرف معظمها أبدا.

والسبب هو سياسة الإنكار والتعمية والتجهيل التى يتبعها كل طرف فيما يتعلق بخسائره، وسياسة المبالغة حينما يتعلق الأمر بمكاسبه.

لكن على الأقل هناك مقياس موضوعى يمكن لنا أن نتحقق عبره من صحة البيانات والمعلومات والأخبار والقصص وهو أولا النتائج العسكرية على أرض الواقع.

وثانيا: كيف يمكن ترجمة هذه النتائج  إلى واقع سياسى ملموس.

 بعد أيام أو أسابيع أو شهور ستتوقف المواجهة إن آجلا أو عاجلا، وسيتم التوصل إلى تسوية سياسية. نوع وشكل وطبيعة هذه التسوية هو الذى سيقول لنا الحقيقة ومن الذى فاز ومن الذى خسر فى هذه المواجهة التى لن تكون الأخيرة، لأنها مجرد محطة فى صراع طويل ومعقد جدا سببه الجوهرى هو الاحتلال الإسرائيلى للأرض العربية.

arabstoday

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 06:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 06:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 06:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 06:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 06:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

GMT 06:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفاتيكان... ومرثية غزة الجريحة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف نتحقق من الادعاءات كيف نتحقق من الادعاءات



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab