مغزى إجلاء الرعايا الأجانب من السودان

مغزى إجلاء الرعايا الأجانب من السودان

مغزى إجلاء الرعايا الأجانب من السودان

 العرب اليوم -

مغزى إجلاء الرعايا الأجانب من السودان

بقلم - عماد الدين حسين

ما الذى يعنيه اندفاع غالبية بلدان العالم خصوصا الكبرى إقليميا ودوليا إلى التسريع بإجلاء رعاياها ودبلوماسييها من السودان بعد انطلاق الصراع المسلح بين الجيش السودانى وميليشيات قوات الدعم السريع منذ يوم السبت قبل الماضى؟
المعانى كثيرة، لكن فى مقدمتها أن هناك قناعة دولية بأن الحرب لن تنتهى قريبا، بل هى قابلة للتوسع والاشتعال بل وربما تستعر إقليميا.
قبل أن نسترسل فى الشرح والنقاش نشير إلى أن عددا كبيرا من الدول الكبرى بدأت منذ يوم الجمعة الماضى فى إجلاء رعاياها خصوصا الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا وفرنسا ومصر والسعودية والأردن وإيطاليا واليونان.
قبل هذا الاندفاع تعرضت بعض البعثات الدبلوماسية فى الخرطوم لاعتداءات كانت تنذر بما هو أسوأ، فهناك دبلوماسى مصرى أصيب بعيار نارى، وهجوم على مقر البعثة الأمريكية، والسفير الماليزى تعرض لاعتداء غريب حينما أجبره مسلحون على الترجل من سيارته وسرقتها، وتعرضت البعثة الدبلوماسية القطرية وخلال عملية إجلائها لاعتداء ملفت وتم سرقة كل سياراتها وكل ما يملكه أفرادها خصوصا الأموال والهواتف ولم تسلم البعثة الفرنسية من إطلاق نيران، أثناء عملية اجلائها، بل إنها أجلت العملية لحين توافر ظروف أمنية أفضل.
وإذا كانت عمليات السلب والنهب قد طالت مقرات جمعية الهلال الأحمر السودانى، وجمعيات إغاثية مختلفة، فإن ذلك كان إشارة إلى أنه لن يكون هناك أحد معصوم من الاعتداء حتى لو كانوا دبلوماسيين يتمتعون بالحصانة التى توفرها لهم الاتفاقيات الدولية.
بعد كل هذه الأجواء الصعبة كان طبيعيا أن تفكر العديد من البعثات الدبلوماسية فى الخروج هى ورعاياها بعد أن دبت الفوضى فى كل الأنحاء. وحوصر المواطنون فى منازلهم وانقطعت عنهم المياه والكهرباء معظم الوقت، ولم يكونوا قادرين حتى على الخروج لشراء احتياجاتهم الأساسية من الطعام والشراب.
وهكذا جرت اتصالات بين هذه الدول الكبرى وطرفى النزاع الأساسيين، الجيش السودانى وميليشيا الدعم السريع، من أجل ضمان خروج البعثات الدبلوماسية لأقرب مطار يمكن السفر منه جوا، أو برا عبر دول مجاورة مثل مصر وإثيوبيا أو بحرا عبر ميناء بورسودان.
بالطبع فإن عمليات الإجلاء قد تكون صعبة ومعقدة وتحتاج لإجراءات كثيرة ومتشعبة خصوصا إذا كان عدد الرعايا كبيرا كما هو الحال فى الجالية المصرية حيث تمكنت الدولة المصرية من إجلاء ٤٣٦ شخصا من رعاياها برا عبر الحدود، فى حين أجلت السعودية رعاياها برا إلى بورسودان ومنها بحرا إلى جدة، أما الولايات المتحدة فقد أجلت رعاياها جوا من أحد المطارات السودانية.
نعود إلى السؤال الذى بدأنا به وهو: ماذا تعنى المسارعة بعمليات الإجلاء؟
مرة أخرى، الإجابة الأولى هى أن هناك تقديرات دولية بأن الصراع مهدد بالاتساع والتردى، لكن فى هذا الصدد فإن هناك عدة معانٍ وتفسيرات وسيناريوهات:
الأول: أن يكون السبب الأول والوحيد هو مجرد الخوف على الرعايا والدبلوماسيين، وهو سبب مشروع لا يمكن أن نلوم عليه أى دولة مادام يهدف لحماية رعاياها ودبلوماسييها.
الثانى، وإضافة للسبب الأول: أن يكون التقدير هو أنه لا يوجد أى أمل فى توقف قريب للحرب أو حتى هدنة إنسانية حقيقية تتيح التقاط الأنفاس.
الثالث: هو أن هذه الدول الأجنبية وصلت إلى يقين بأن الأمور خرجت عن السيطرة وأن الأمن صار مفقودا وبالتالى فإن مجرد الحفاظ على الحياة صار هو الأولوية.
الرابع: أن تكون بعض هذه الدول تريد أن تخرج رعاياها تمهيدا لانخراطها فى الحرب بصورة مباشرة أو غير مباشرة لمساعدة أحد الطرفين، وبالتالى لن يكون هناك خوف من تحول رعاياها إلى رهائن فى يد هذا الطرف أو ذاك. وهذا السيناريو ليس مستبعدا فى ظل أن هناك حدودا كثيرة مفتوحة وغير مؤمنة بين السودان والعديد من جيرانها. ثم أن بعض هؤلاء الجيران خصوصا إثيوبيا تريد أن يتفتت السودان وتتشابه أوضاعه مع الحالة الإثيوبية التى شهدت قبل عامين حربا إثنية بين عرقية التيجراى والجيش الحكومى المشكل أساسا من عرقيتى الأورمو والأمهرا وانخرطت فيها إرتيريا لدعم نظام آبى أحمد.
السيناريو الأخير: أن تكون المسارعة بإخراج الرعايا هو لتشكيل قوة تدخل عسكرى سريع من دول مختلفة لإجبار طرفى النزاع على وقف إطلاق النار والعودة لطاولة المفاوضات.
هذه تصورات مبدئية وكل ما نرجوه أن يتوقف القتال فورا لينعم الشعب السودانى بالاستقرار فى ظل دولة ديقراطية مدنية حديثة وجيش وطنى موحد ووحيد.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مغزى إجلاء الرعايا الأجانب من السودان مغزى إجلاء الرعايا الأجانب من السودان



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
 العرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما
 العرب اليوم - رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 العرب اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 07:10 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير أممي من تفشي العنف الجنسي الممنهج ضد النساء في السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab