لماذا سقط الأسد ولماذا يسقط الطغاة

لماذا سقط الأسد؟ ولماذا يسقط الطغاة؟!

لماذا سقط الأسد؟ ولماذا يسقط الطغاة؟!

 العرب اليوم -

لماذا سقط الأسد ولماذا يسقط الطغاة

بقلم : عماد الدين حسين

 

 لماذا سقط نظام بشار الأسد بمثل هذه السهولة؟ ولماذا تخلى عنه الجميع؟ والأهم: لماذا تخلى عنه شعبه بمثل هذه السهولة؟ وربما يكون السؤال الأهم: لماذا يسقط الطغاة رغم ثقتهم المطلقة بأنهم مخلدون فى الأرض حتى الأبد؟!

هل يفهم من سؤالى أننى ضد بشار الأسد؟ الإجابة هى نعم، وقد كتبت فى هذا الموضوع أكثر من مرة، وآخرها قبل سقوطه بأسابيع وأيام، ويومها لامنى أحد الزملاء والأصدقاء، قائلا إن ذلك سوف يصب فى صالح الصهاينة والمتطرفين. ويومها قلت له إن هذا موقف مبدئى لابد أن يقال بوضوح.

هل معنى ذلك أننى مع المتطرفين الذين أسقطوه ويحكمون الآن بدلا منه؟!

الإجابة هى لا قاطعة، ورأيى أننا ربما سوف نكتشف لاحقا أنهم أكثر خطرا على سوريا وعلى المنطقة من الأسد.

أنا ضد كل من يتاجر بالدين، أى دين؛ لأنه لا يقل خطرا عن أى ديكتاتور ومستبد.

النقطة الجوهرية أن أى متطرف وتكفيرى ومتاجر بالدين، لا ينمو ويصعد ويعيش ويستمر إلا بسبب الديكتاتور والمستبد.

رأيى بوضوح أن عددا كبيرا من المواطنين العرب فى ليبيا والسودان واليمن والعراق، يترحمون على أيام معمر القذافى وعمر البشير وعلى عبدالله صالح وصدام حسين، وقد يترحم سكان سوريا على أيام الأسد سواء الأب أو الابن.

والسبب أنهم اكتشفوا أن أيام هؤلاء الطغاة كانت أرحم بكثير من الانقسامات والحروب الطائفية والعرقية والأهلية والأزمات الاقتصادية والمجتمعية والسياسية الموجودة فى بلدانهم هذه الأيام.

لكن الأصح أن هذا فهم خاطئ جدا، لأنه لولا هؤلاء الطغاة ما استيقظنا على من هم أسوأ منهم.

سقط بشار الأسد ــ وقبله العديد من الطغاة ــ لأنه اعتقد أنه يمكن حكم شعب كامل بالحديد والنار طول الوقت.

استأثر بشار بالسلطة وقمع المعارضة ومنع أى صوت يعلو فوق صوته وصوت نظامه.

بعض الطغاة يعمر طويلا لأنه يوفر لشعبه المعيشة المعقولة، لكن بشار لم يفعل حتى ذلك، ووصلت معاناة غالبية المواطنين إلى درجة غير مسبوقة من التردى، فى حين أن قلة قليلة من محسوبى النظام استأثروا بكل شىء.

طلب الأسد من جنوده القتال ضد المسلحين والميليشيات، فلم يستجب معظمهم لأنهم شعروا أن النظام لا يعبر عنهم ولا يمثلهم، ثم اكتشفوا أنه فى اللحظة التى كان يطلب منهم القتال والتضحية بأنفسهم كان يركب الطائرة إلى قاعدة روسية فى اللاذقية ومنها هرب إلى روسيا.

سيقول البعض من المخدوعين أن إسرائيل وأمريكا وتركيا وكل القوى الإرهابية كانت تحاصر نظام الأسد منذ سنوات طويلة خصوصا منذ مارس ٢٠١١ حينما اندلعت الانتفاضة ضده، نعم هذا جزء من الحقيقة، لكن بقية الحقيقة تقول إن نظام الأسد الأب والابن لم يطلق رصاصة واحدة ضد إسرائيل منذ فض الاشتباك مع إسرائيل عام ١٩٧٤.

وإن هذا النظام أتيحت له أكثر من فرصة لاستيعاب المعارضة المدنية الديمقراطية، ولو كان فعل ذلك لحاصر الميليشيات المتطرفة وأسقط كل حججهم، لكنه اعتمد فقط على الدعم العسكرى الإيرانى والروسى وفوت كل فرص التسوية السياسية مع بقية المكونات المدنية فى سوريا.

مرة أخرى: هل معنى كلامى أن القوى والجماعات التى استولت على السلطة ستكون أفضل؟

بنسبة كبيرة فإن هذه القوى التى تتاجر بالدين ثبت فشلها فى كل التجارب فى المنطقة سواء كانت سنية أو شيعية، هى لم تتدرب على الحكم بل على السمع الطاعة والانتقام والقتل والسحل، والأخطر «الانقسامات حتى داخل التنظيم الواحد، ولا تؤمن أساسا بفكرة التعدد والتنوع والرأى الآخر».

وبالتالى فإن إحدى جرائم بشار وغيره من الطغاة أنهم حاصروا القوى المدنية السياسية المعتدلة وشردوهم وطردوهم، ولم يبق أمامهم إلا القوى المتطرفة، وهذا ما نراه فى ليبيا واليمن، أو الميليشيات الموازية كما نراها فى السودان والعراق.

هؤلاء الطغاة لم يوفروا الحد الأدنى من الحياة الكريمة لشعوبهم، ولم يحافظوا على وحدة شعوبهم وأراضيها ومؤسساتها وجيوشها والأخطر أنهم تركوا لبلدانهم أخطر فيروسات الانقسام والطائفية.

 هؤلاء الطغاة لو كانوا جواسيس رسميين لإسرئيل ولكل أعداء الأمة. ما فعلوا بشعوبهم مثلما فعلوا على أرض الواقع. هم قدموا خدمات مجانية لإسرائيل، سوف تدفع ثمنها الأمة لأجيال طويلة قادمة.

ما حدث فى سوريا فى الأيام الأخيرة قد يكون أخطر مما حدث بعد هزيمة يونيو ١٩٦٧.

جرائم الطغاة بلا حدود.

arabstoday

GMT 12:40 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

دمشق وما بعدها.. سايكس - بيكو الجديدة؟

GMT 12:39 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

هل يتحمل كهربا وحده ضياع حلم الأهلى؟!

GMT 12:37 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

من 8 مارس 1963... إلى 8 ديسمبر 2024

GMT 12:34 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

هل ننتظر كثيرا على سورية؟!

GMT 12:32 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

شفافية الحكومة..عليها جمارك!

GMT 08:39 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

البطء في القراءة

GMT 08:37 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

إطلالة الشرع... وكؤوس السم

GMT 08:35 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

من يحمي الأرشيف السوري... ولماذا؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا سقط الأسد ولماذا يسقط الطغاة لماذا سقط الأسد ولماذا يسقط الطغاة



إطلالات حمراء جريئة للنجمات على سجادة مهرجان البحر الأحمر

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 16:43 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

ميقاتي يوجه بإعادة فتح السفارة اللبنانية في دمشق
 العرب اليوم - ميقاتي يوجه بإعادة فتح السفارة اللبنانية في دمشق

GMT 10:00 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تنهار بالبكاء في حفل دبي

GMT 14:10 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

محكمة أمريكية ترفض وقف حظر تيك توك مؤقتًا

GMT 10:10 2024 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أوكرانيا تعلن تدمير 56 طائرة مسيرة روسية

GMT 10:12 2024 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

داعش يقتل 52 عسكريا و18 مدنيا في 6 هجمات بالبادية السورية

GMT 14:02 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

الليرة السورية تصعد أمام الدولار إلى مستوى 11500- 12500

GMT 09:02 2024 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

مقتل أربعة من فيلق الشام في كمين في ريف اللاذقية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab