أكتوبر وإسرائيل والأجيال الجديدة

أكتوبر وإسرائيل.. والأجيال الجديدة

أكتوبر وإسرائيل.. والأجيال الجديدة

 العرب اليوم -

أكتوبر وإسرائيل والأجيال الجديدة

بقلم - عماد الدين حسين

هل هناك جديد فى احتفالات المصريين بانتصار أكتوبر المجيد هذا العام بعد مرور خمسين سنة كاملة عليه؟!
أظن أن عددا كبيرا من المصريين أدرك أهمية انتصار ٦ أكتوبر ١٩٧٣ الكبير بصورة مختلفة هذا العام، لأنه اكتشف مجددا أنه انتصر على عدو جبار يحاول البلطجة على المنطقة بأكملها. وأظن أكثر أن الإحساس بأهمية هذا الانتصار قد زاد حينما رأينا ونرى هذه الهمجية والبربرية التى يمارسها جيش الاحتلال فى قطاع غزة المحتل منذ عام ١٩٦٧ وحتى أغسطس ٢٠٠٥، تم الحصار غير الإنسانى منذ هذا التاريخ وحتى الآن.
من ولد بعد يوم ٦ أكتوبر ١٩٧٣فإن عمره الآن خمسون عاما، وبالتالى لم يشهد أو يدرك نكسة وهزيمة ١٩٦٧، وأهمية انتصار أكتوبر ١٩٧٣، فما البال بالأجيال الجديدة التى ولدت بعد ذلك بكثير؟!!
ويمكن تفهم أن بعض هذه الأجيال الجديدة لا تعرف عن حرب أكتوبر المجيدة إلا أنها مدينة فى غرب محافظة الجيزة أو كوبرى شهير يربط ما بين القاهرة أو الجيزة.!!!
وبالتالى فإن الأجيال الجديدة التى ترى العدوان الوحشى للاحتلال الإسرائيلى على غزة الآن، لم تكن تدرك كثيرا خطورة الاحتلال ليس فقط على فلسطين المحتلة ولكن على كل الأمة العربية وفى مقدمتها مصر.
بعض هذه الأجيال خصوصا الذين يدرسون فى مدارس لغات أو مدارس أجنبية، أو يدرسون بالخارج ليس لديهم إلمام كامل بجوانب الصراع العربى الإسرائيلى المختلفة، وبعضهم يتابع وسائل الإعلام الأجنبية ووسائل التواصل الاجتماعى، التى تقدم له إسرائيل باعتبارها الحمل الوديع وسط غابة الاستبداد العربى، وللأسف فإن غالبية وسائل الإعلام المحلية لم تستطع أن تصل بقوة لهذه الأجيال حتى تقدم لها حقيقة ما حدث ويحدث فى الصراع العربى الإسرائيلى منذ عام ١٩٤٨.
هؤلاء الشباب صغار السن كانوا يعتقدون أن الجيش الإسرائيلى لا يقهر، وأنه الأكثر تأهيلا وتسليحا واستعدادا وقدرة وردعا فى المنطقة. وبالتالى حينما يعرفون ويدركون أن جيش بلادهم انتصر على هذا الجيش قبل ٥٠ عاما وأذاقه مرارة الهزيمة، فلابد أن يفخر ببلده وبجيشه.
العديد من وسائل الإعلام وأجهزة المخابرات وسياسات الدول الكبرى والإقليمية صوروا للأجيال العربية الجديدة أن إسرائيل دولة طبيعية من دول المنطقة، بل هى الأكثر تقدما فى العديد من المجالات وربما يكون هذا الكلام صحيحا إذا تعلق الأمر فعلا بالتكنولوجيا وإنتاج الأسلحة وتقنيات المياه، لكن ما يهمنا نحن ليس كل ذلك، بل محاولة إسرائيل محو الفلسطينيين من الوجود وتهديد المسجد الأقصى وتهديد المنطقة بأكملها بسياسات شديدة العنصرية والتطرف.
وإذا كانت الأجيال الجديدة فى الغرب المنحاز لإسرائيل لا تقبل هذا الأمر، فهل تقبله الأجيال العربية الحديثة؟!!
إذن فإن هذه الأجيال وحينما تتابع الاحتفالات والكلمات والكتابات والأفكار عما فعله أجدادهم فى أكتوبر ١٩٧٣، فسوف يدركون أن هذا شعب عظيم تغلب على هزيمة مذلة فى يونية ١٩٦٧، وضحى وتحمل الكثير واستعد بالعلم والإيمان والعمل حتى تمكن من الانتصار فى ١٩٧٣.
أظن أن أحد أهم الفروض التى ينبغى أن نؤديها لهذه الأجيال الجديدة، أن نشرح لهم لماذا انهزمنا فى ١٩٦٧، ولماذا انتصرنا فى ١٩٧٣؟
وكيف أن هذا لعدو الذى ساعدته أمريكا وغالبية دول أوروبا انهار تماما فى الأيام الأولى لحرب أكتوبر قبل أن يتمكن من التماسك بفضل الدعم الأمريكى والأوروبى الكاسح وهو الأمر الذى تكرر حرفيا فى معركة «طوفان الأقصى» فى ٧ أكتوبر الماضى التى نفذتها المقاومة الفلسطنيية، وبعدها انقلب الاحتلال وحشا كاسرا لهدم وتدمير البيوت وقتل النساء والأطفال ومحاولة تهجير سكان غزة لمصر لتصفية القضية الفلسطينية، وهو أمر لن تسمح مصر بحدوثه، كما أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كلمته المهمة والقوية والجريئة فى المؤتمر الدولى ظهر أمس فى العاصمة الإدارية.

 

arabstoday

GMT 09:43 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 09:42 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 09:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سيناء فى عين الإعصار الإقليمى

GMT 09:39 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

متى يخرج السيتى من هذا البرميل؟!

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 09:35 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 09:33 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 09:30 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أكتوبر وإسرائيل والأجيال الجديدة أكتوبر وإسرائيل والأجيال الجديدة



GMT 17:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا
 العرب اليوم - عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025
 العرب اليوم - زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 20:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 02:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

النيران تلتهم خيام النازحين في المواصي بقطاع غزة

GMT 17:23 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنتر ميلان الإيطالي يناقش تمديد عقد سيموني إنزاجي

GMT 16:59 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يتوعد الحوثيين بالتحرّك ضدهم بقوة وتصميم

GMT 17:11 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة الجزائري يوقف حكمين بشكل فوري بسبب خطأ جسيم

GMT 02:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل

GMT 06:45 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

انفجار قوي يضرب قاعدة عسكرية في كوريا الجنوبية

GMT 17:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

.. قتلى في اصطدام مروحية بمبنى مستشفى في تركيا

GMT 11:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 06:35 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تعليق الرحلات من وإلى مطار دمشق حتى الأول من يناير

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:53 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

شام الذهبي تعبر عن فخرها بوالدتها ومواقفها الوطنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab