فوز ترامب قراءة أولية

فوز ترامب.. قراءة أولية

فوز ترامب.. قراءة أولية

 العرب اليوم -

فوز ترامب قراءة أولية

بقلم : عماد الدين حسين

وفاز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية ضد منافسته كامالا هاريس نائبة الرئيس جو بايدن.
ترامب حقق المفاجأة وكذب كل استطلاعات الرأى التى أعطت الأسبقية لمنافسته، وهو الأمر الذى تكرر بصورة كربونية فى انتخابات 2016 بين ترامب وهيلارى كلينتون، وبالتالى علينا أن نحرص على ألا نجرى وراء هذه الاستطلاعات أو على الأقل نأخذها بكثير من الحذر.
فاز ترامب فى انتخابات ساخنة جدا، لكنه فاز بسهولة غير متوقعة فى انتخابات شاهدها وراقبها وتابعها العالم بأكمله، باعتبار أن الولايات المتحدة اللاعب الرئيسى تقريبا فى كل المشاكل والقضايا العالمية، وكما يقولون: «إذا غيمت السماء فى أمريكا أمطرت فى معظم دول العالم».
لا تزال الولايات المتحدة هى الدولة الأقوى اقتصاديا فى العالم بناتج محلى إجمالى يتجاوز ٢٢ تريليون دولار بل إن الناتج القومى الإجمالى لولاية واحدة مثل كاليفورنيا يبلغ نحو 4 تريليونات دولار وهو ما يساوى الناتج الإجمالى لدول كبرى كثيرة.
بل إن أصول وعوائد شركة أمريكية واحدة مثل آبل تساوى الناتج المحلى الإجمالى لروسيا.
الإنفاق العسكرى الأمريكى يتجاوز ٧٠٠ مليار دولار، ويتوقع أن يرتفع قريبا إلى أكثر من ٩٠٠ مليار دولار، وهو ما يتجاوز الإنفاق العسكرى للدول الكبرى السبع التالية فى الإنفاق.
هذا الإنفاق هو الذى يجعل أمريكا قادرة على خوض أكثر من حرب فى أكثر من مكان، وقادرة على التأثير فى العديد من الصراعات العالمية، وعلى سبيل المثال ما كان يمكن للعدوان الإسرائيلى على فلسطين ولبنان أن يستمر حتى الآن من دون الدعم والموافقة الأمريكية.
مع كل هذه القوة الاقتصادية والعسكرية والسياسية، يعود ترامب مجددا للبيت الأبيض بمجموعة من البرامج والوعود التى قد تعيد خلط ولخبطة العديد من الأوراق والقضايا والصراعات.
هو تعهد ــ خلال حملته الانتخابية وفى خطاب النصر السريع صباح أمس ــ أن يوقف كل الحروب بما فيها حرب إسرائيل على غزة ولبنان، والحرب الروسية الأوكرانية.
لكن السؤال الأساسى هو: على أى أساس وبأى شروط سيتم إيقاف هذه الحروب، ومن الذى سيدفع الثمن؟!
نعلم تماما أن ترامب لا يكن أى ود للرئيس الأوكرانى زيلينسكى، وهو فى نفس الوقت شديد الإعجاب بالرئيس الروسى فلاديمير بوتين، ونعلم أيضًا أن إدارة بايدن الديمقراطية حاولت ضخ المزيد من الأسلحة والمعدات إلى أوكرانيا حتى تغرق ترامب فى المعسكر الأوكرانى حالة فوزه.
ونعلم أيضا أن توغل الأوكران فى جيب «كورسك» الروسى كان فى هذا الاتجاه، لكنه لم يحقق النتائج المطلوبة.
نعلم أيضا أن ترامب شديد التأييد لليمين الإسرائيلى، وهو الذى نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس فى ولايته السابقة، وهو الذى يؤيد السيادة الإسرائيلية على الجولان السورى، ويرى أن مستوطنات الضفة شرعية، والأخطر أنه يرى أن إسرائيل دولة صغيرة جدا من حيث المساحة وبالتالى ينبغى توسيعها.
والسؤال: كيف سيتم تنفيذ هذه الرؤى والأفكار والاتجاهات على أرض الواقع؟!
حتى الآن، وإضافة الى بوتين، يبدو بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى هو الفائز الأكبر من فوز ترامب رغم أن جو بايدن قدم لإسرائيل منذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ ما لم يقدمه أى رئيس أمريكى آخر سواء كان ديمقراطيا أو جمهوريا.
ولكن بعض المتفائلين بترامب ــ ولست منهم ــ يقولون إنه رجل الصفقات وإنه أقوى بكثير من حزبه ومن اللوبيات المختلفة وإنه سوف يضغط على الحلفاء والخصوم معا من أجل إنهاء الصراعات. ومرة أخرى وإذا صح ذلك لا نعرف بأى طريق وبأى شروط سوف يفعل ترامب ذلك.
هو تحدث أمس الأول عن أنه لا يريد تدمير إيران، لكنه فى نفس الوقت قال إنه لن يسمح لها بالتحول إلى دولة نووية. ومرة أخرى لا نعرف كيف سيطبق هذه المعادلة الصعبة.
بالطبع هناك قضايا أمريكية داخلية خصوصا محاربة الهجرة وخفض الفائدة، والأخيرة إذا نجح فيها سوف يفيد العالم بأكمله ويحد من الأزمات الاقتصادية العالمية.
شخصيا لست سعيدا بفوز ترامب لأنه عنصرى وفاشى، لكن الواقعية تحتم علينا الانتظار لنرى ماذا سيفعل، والأهم أن يكون لدى مصر والعرب خطط ومبادرات عملية للتعامل معه، حتى نكسب أو على الأقل لا نخسر من فوزه.

arabstoday

GMT 07:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 07:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 06:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 06:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 06:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 06:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 06:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فوز ترامب قراءة أولية فوز ترامب قراءة أولية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab