ولماذا لا ننقل الإسرائيليين إلى أي ولاية أمريكية

ولماذا لا ننقل الإسرائيليين إلى أي ولاية أمريكية؟!!

ولماذا لا ننقل الإسرائيليين إلى أي ولاية أمريكية؟!!

 العرب اليوم -

ولماذا لا ننقل الإسرائيليين إلى أي ولاية أمريكية

بقلم : عماد الدين حسين

 

لو استمر وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، وتحول إلى اتفاق دائم، فسوف يكون ذلك انتصارا كبيرا للفلسطينيين وهزيمة استراتيجية لإسرائيل بكل ما تعنيه الكلمة، وستكون له تداعيات حقيقية يمكن أن تصل إلى إمكانية هزيمة المشروع الاستيطانى الصهيونى بشرط جوهرى هو توحد الفلسطينيين مع وجود إسناد عربى حقيقى، أو على الأقل كف الأذى عنهم.

 


وبسبب ذلك أو خوفا من ذلك فإن إسرائيل ومعها الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية وربما الإقليمية سوف تسعى بكل الطرق إلى عدم الوصول لهذه النتيجة الكارثية بالنسبة لإسرائيل.
وانطلاقا من هذه الرؤية يمكن فهم واستيعاب تصريحات وغضب قادة اليمين المتطرف فى إسرائيل، من الاتفاق، ويمكن أيضا فهم خلفية تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الداعية إلى نقل الفلسطينيين إلى خارج فلسطين لكى يحقق لإسرائيل بالسياسة والتهديد ما عجزت عن تحقيقه بالسلاح والتدمير.
ترامب ليس متدينا، ولكن قاعدته الانتخابية من اليمين المتطرف المتماهى تماما مع إسرائيل، وما لم يجد موقفا عربيا موحدا خصوصا من مصر والأردن فسوف يستمر فى الترويج لخطط اليمين الصهيونى المتطرف لنقل الفلسطينيين وتهجيرهم طوعا أو قسرا.
لكن فى المقابل فإن تجربة إفشال صفقة القرن يمكن استلهامها هذه الأيام. إحدى المزايا القليلة عند ترامب، فهو ليس عقائديا بل أقرب ما يكون إلى رجل الصفقات، أى إنه يمكن إقناعه بأن مقترحه بنقل الفلسطينيين سيكون وصفة لمزيد من العنف والصراع والدماء، وليس للتهدئة وبالتالى فإن ذلك سيعطل خططه وطموحاته فى عالم هادئ وبالتالى اقتصاد أفضل.
ليس مطلوبا منا كعرب أن نصرخ وندخل فى معركة مفتوحة مع ترامب، يكفى صراعنا مع اليمين الإسرائيلى المتشدد. ولكن فى نفس الوقت ليس مطلوبا بالمرة أن ننحنى أمام تصريحات وتلميحات وأفكار وتهديدات ترامب، فإذا كانت كولومبيا قد عارضته، وإذا كانت بنما قد تحدته، وإذا كانت كندا قد سخرت منه ومن أفكاره بانضمامها إلى الولايات المتحدة، وإذا كانت الدنمارك قد رفضت فكرة منحه جزيرة جرينلاند، فيمكن بسهولة لمصر والأردن والدول العربية المؤثرة أن ترفض هذا المقترح، إضافة بالطبع إلى تشبث الفلسطينيين بأرضهم وأرض أجداد أجدادهم.
التخبط الأمريكى فيما يتعلق بمقترح نقل الفلسطينيين والكذب والتلفيق فيما هو متعلق باتصالات ترامب مع قادة المنطقة يمكن أن يسلط الضوء على جانب مهم من شخصية ترامب. صحيح أنه رئيس أغنى وأقوى دولة فى العالم، وصحيح أنه يهدد الجميع تجاريا وعسكريا من أول الصين إلى بنما مرورا بكندا وحلف الناتو. لكن الصحيح أيضا أنه يهوش كثيرا ويعتمد على المبالغات والتهديدات لعلها تجدى نفعا.
النقطة المهمة جدا والتى لا يدركها كثيرون هى أن أمريكا تحتاج مصر أكثر كثيرا من حاجة مصر لأمريكا.
هل هى صدفة أن تكون مصر هى الدولة الوحيدة فى العالم مع إسرائيل التى تم استثناؤها من قرار تجميد المساعدات الأمريكية للخارج؟
هل هذا الاستثناء من أجل خاطر عيون مصر وشعبها أم لأنها دولة مهمة جدا ومؤثرة وتملك العديد من الأوراق والمزايا؟
ترامب جمّد المساعدات للجميع واستثنى مصر، لأن الإدارات الأمريكية المختلفة، خصوصا وزارات الخارجية والدفاع والأجهزة الأمنية المختلفة تدرك الأهمية الكبرى لمصر.
وبالتالى علينا أن نعيد اكتشاف مواطن قوتنا وعلينا أن ننسق مع كل القوى والدول العربية والإقليمية والدولية من أجل إفشال هذا المخطط.
النقطة الجوهرية أن نظل ثابتين على موقفنا المبدئى الذى عبر عنه الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ اللحظات الأولى للعدوان حينما قال بوضوح إن الهدف من هذا العدوان هو تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين وأن ذلك هو خط أحمر لن تقبله مصر.
من المهم أن نحشد كل جهودنا الرسمية والشعبية والأهلية والنقابية من أجل أن تصل رسالة موحدة للولايات المتحدة وإسرائيل بأن مصر لن تقبل بأى حال من الأحوال هذه الأفكار بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء أو غيرها.
وبما أن ترامب يقول إن الفلسطينيين عانوا كثيرا، فلماذا لا يتركهم فى أرضهم الأصلية وأرض آبائهم، ويقوم بإعادة كل إسرائيلى إلى بلده الأصلية سواء كانت فى شرق أوروبا أو غربها ويترك أى يهودى ولد فى فلسطين.
وإذا لم يعجبه ذلك فلماذا لا ينقلهم إلى أي ولاية أمريكية أو حتى جزيرة جرينلاند الدنماركية إذا نجح في شرائها، خصوصا أن مساحتها تزيد عن 2.1 مليون كيلومتر وعدد سكانها لا يزيد عن ٥٦ ألف نسمة!!!

arabstoday

GMT 18:03 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

التعامل بشرف مع الشرفاء فقط

GMT 17:18 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

القوى العظمى.. يوتوبيا أم ديستوبيا؟

GMT 10:33 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

تاريخ التهجير

GMT 10:30 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

الخارج على النظام

GMT 10:29 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

حملة إيرانيّة على سوريا... عبر العراق

GMT 10:27 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

توقعات الانهيار والبدائل العجيبة

GMT 10:26 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

«بونجور» ريفييرا غزة

GMT 10:25 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

إيران: الخوف والتباهي

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ولماذا لا ننقل الإسرائيليين إلى أي ولاية أمريكية ولماذا لا ننقل الإسرائيليين إلى أي ولاية أمريكية



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:57 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

قصي خولي يكشف مصير مسلسله مع نور الغندور
 العرب اليوم - قصي خولي يكشف مصير مسلسله مع نور الغندور

GMT 09:58 2025 الخميس ,06 شباط / فبراير

قربى البوادي

GMT 10:29 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

حملة إيرانيّة على سوريا... عبر العراق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab