بقلم - عماد الدين حسين
يوم الثلاثاء الماضى حضرت جانبا من جلسات المنتدى العالمى لمنظمى الاتصالات التابع للاتحاد الدولى للاتصالات «GSR» فى مركز المؤتمرات فى شرم الشيخ، كما حضرت المؤتمر الصحفى الذى عقده وزير الاتصالات الدكتور عمرو طلعت ودورين بوجدان مارتن الأمين العام للاتحاد الدولى للاتصالات وحسام الجمل رئيس الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات.
حضورى للمؤتمر جاء بصفتى أحد أعضاء لجنة حماية حقوق المستخدمين فى الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات، الذى اجتمع بتشكيله الجديد قبل شهور قليلة.
الشعار العام الذى عقد فى ظله هذا المؤتمر الدولى المهم هو من «أجل مستقبل رقمى مستدام»، بمشاركة أكثر من مائة دولة ومئات المتخصصين والخبراء وقادة رؤساء أجهزة وهيئات تنظيم الاتصالات فى مختلف دول العالم إضافة إلى ممثلى الشركات المحلية والعالمية، والتقدير أن أكثر من ٧٠٠ متخصص وصانع قرار فى هذا المجال قد حضروا هذا المنتدى الذى يعد بمثابة المحفل السنوى الذى يجمع بين منظمى الاتصالات فى العالم لتبادل الآراء والخبرات بشأن كل القضايا التى تهم هذا القطاع.
لم يعد خافيا أن قطاع الاتصالات صار أحد القطاعات المهمة بل والحيوية فى معظم بلدان العالم، لأن غالبية البشر يستخدمون أجهزة الهاتف المحمول وتطبيقات الإنترنت المختلفة وعدد الذين لا يملكون أجهزة هواتف محمولة يتراجع كل عام، وبالتالى فإن القطاع صار مرتبطا بالناس بصورة لم يكن يتخيلها أحد.
السؤال هو: لماذا هناك أهمية لأجهزة تنظيم الاتصالات؟
الإجابة ببساطة وكما فهمتها من المهندس حسام الجمل هو أن دور أجهزة التنظيم أن تحول المشاريع والأفكار الإبداعية إلى حلول عملية على الأرض بما يقود إلى مجتمع رقمى شامل ومستدام، خصوصا أن التنظيم التكنولوجى صار شقا أساسيا فى كل خدمة يقدمها الجهاز والوزارة عموما.
إذا أجهزة تنظيم الاتصال مسئولة عن كل ما يخص تقريبا علاقة الإنسان بالاتصالات من أول الحصول على الخدمة نهاية بتكلفتها وتسعيرها.
الوزير عمرو طلعت كشف عن أن القدرات الرقمية فى وزارة الاتصالات تضاعفت ٢٥ مرة خلال السنوات الخمس الماضية، فى حين أن عدد المتدربين زاد ٥٥ ضعفا ليصل إلى ٢٥٠ ألف متدرب فى العام المالى الحالى وهناك جهود لمضاعفة هذا العدد باستهداف النشء من طلاب المدارس.
من الأخبار المهمة التى أعلنها الوزير أنه يتم الآن تأسيس مراكز للإبداع الرقمى فى كل محافظات الجمهورية وظيفتها توفير خدمات احتضان الشركات الناشئة بالشراكة مع حاضنات أعمال من القطاع الخاص وأنه تم إطلاق ٨ مراكز فى العام الماضى وخلال هذا العام سيتم إطلاق ١٣ مركزا بحيث يصل العدد إلى ٣٠ مركزا تغطى كل أنحاء الجمهورية.
الوزير قال إن استراتيجية مصر الرقمية تركز بالأساس على التحول الرقمى فى كل قطاعات الدولة وصقل المهارات الرقمية ورعاية الإبداع الرقمى، وهذه المحاور الثلاثة تستند على الاستثمار فى تحسين كفاءة البنية التحتية المعلوماتية وبناء سياج تشريعى منظم للقطاع وجاذب للاستثمارات.
خلال المؤتمر الصحفى لفت نظرى قول الدكتور عمرو طلعت إن أحد الأهداف الأساسية لتكنولوجيا المعلومات أن تكون فى خدمة عملية التنمية ووسيلة مساعدة لها.
وبالتالى هى وسيلة وليست هدفا.
الوزير تحدث عن تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية، وتحدث أيضا عن أهمية الذكاء الاصطناعى، لكنه تحدث بالمقابل عن مخاطر هذا الذكاء حتى لا ينفلت ويضر بالبشرية.
أحد الزملاء سأل المهندس حسام الجمل عن دور الاتصالات فى مشروع حياة كريمة وهل هناك جديد؟. فقال إن الاتصالات هى آخر مراحل التطوير، فهى تأتى بعد الانتهاء من مشروعات الصرف الصحى والمياه والكهرباء وكل ما له صلة بالبنية التحتية. وكشف عن أن بند الاتصالات فى المرحلة الأولى من حياة كريمة كان مرصودا له ٥٫٧ مليار جنيه فى ٧٠٠ قرية والمبلغ سوف يزيد، ورغم زيادة الأسعار فى قطاعات كثيرة فإن الوزارة ملتزمة بتنفيذ دورها.
فى هذا اليوم الأول من المؤتمر حضرت جانبا من بعض الجلسات واستمتعت بسماع رؤى وأفكار مختلفة فى العديد من دول العالم فيما يتعلق بقطاع الاتصالات، وكيف يمكن الوصول لمن لم يتمكنوا من الحصول على خدمة الاتصالات.
عالم الاتصالات ليس مثاليا على طول الخط فهناك صراع ضارى بين الولايات المتحدة الأمريكية ومعها بعض الدول الغربية فى كل ما يتعلق بالتكنولوجيا خصوصا «الجيل الخامس». الحرب السيبرانية صارت علنية ومستعرة وقد تدهس اللاعبين الصغار فى طريقها فكيف يمكن مواجهة ذلك؟!
سؤال يستحق التفكير.