قمة أوكرانيا فى ليتوانيا

قمة أوكرانيا فى ليتوانيا!

قمة أوكرانيا فى ليتوانيا!

 العرب اليوم -

قمة أوكرانيا فى ليتوانيا

بقلم - عماد الدين حسين

ما اجتمع اثنان فى قمة الناتو فى فيلنيوس عاصمة ليتوانيا إلا وكانت أوكرانيا ثالثهما.
تلقيت دعوة صحفية لحضور القمة ووصلت إلى العاصمة الليتوانية قبل القمة بيوم ونصف اليوم وإضافة ليومى القمة الثلاثاء والأربعاء الماضيين، فقد حضرت العديد من اللقاءات الصحفية مع مسئولى الناتو واستمعت إلى كلمات وتصريحات العديد من المسئولين وقرأت مئات الأخبار والتقارير والتحليلات عن القمة وتطوراتها وقابلت عشرات الإعلاميين من دول كثيرة ولم يخلُ لقاء أو حديث أو مؤتمر من أوكرانيا وتطورات المواجهة العسكرية بينها وبين روسيا المستمرة منذ 22 فبراير 2022.
وبعيدا عن قاعات القمة التى عقدت فى منطقة غابات محمية أمنيا فإن غالبية المبانى والمؤسسات فى فيلنيوس وضعت الأعلام الأوكرانية، وحتى الحافلات العامة والسيارات الخاصة كتبت على مقدمتها «أوكرانيا وليتوانيا وبينهما قلب» والملاحظة الواضحة أن غالبية الشعب الليتوانى متعاطف مع أوكرانيا جدا وضد روسيا جدا. ولذلك يمكن القول أن القضية أو المسألة الأوكرانية كانت هى المحور الرئيسى لقمة الناتو الأخيرة، ربما بصورة أكبر من قمة مدريد التى عقدت الصيف الماضى بعد بداية الغزو بأسابيع.
صحيح أن البيان الختامى تضمن العديد من الأمور المتعلقة بالحلف عموما، وقضاياه المختلفة، لكن شبح الملف الأوكرانى هيمن على كل مناقشات قمة فيلنيوس التى يراها البعض تاريخية لأنها قد تمهد للمواجهة الواسعة والمباشرة مع روسيا، خصوصا أننا كل يوم نسمع ونقرأ ونشاهد انغماسا أكبر للحلف وأعضائه فى المعارك المحتدمة بين الروس والأوكران على الجبهات المختلفة.
السؤال المحورى فى القمة كان هل يتم قبول أوكرانيا فى عضوية الحلف فورا أم بتمهل؟، وتولى الإجابة المسبقة عليه الرئيس الأمريكى جو بايدن قبل أن يصل للقمة بقوله إن ذلك صعب جدا الآن، لأن القبول يعنى الدخول فى حرب علنية بين الحلف وروسيا، لكن فى المقابل فإن غالبية دول الحلف قالت بوضوح إن أوكرانيا ستصبح عضوا فى الناتو إن لم يكن اليوم فغدا. ورغم عدم دخولها رسميا هذه المرة فإن الحلف سخر لها معظم إمكانياته تقريبا للاستمرار فى عملية استنزاف روسيا عسكريا واقتصاديا ومدها بكل أنواع الأسلحة، وآخرها تصريح الرئيس الفرنسى فرانسوا ماكرون لدى دخوله القمة بأن بلاده ستزود أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى، وهو ما يعنى نقل المعركة إلى داخل الأراضى الروسية، وهو تصريح يأتى بعد موافقة واشنطن على تزويد أوكرانيا بالقنابل العنقودية المحرمة دوليا.
الحديث عن أوكرانيا خلال القمة لم يقتصر فقط على الأسلحة والمعدات، بل تطرق إلى موضوعات متعددة منها مثلا كيفية هيكلة الجيش الأوكرانى كى يتواءم مع العقيدة القتالية للناتو ويتخلص تماما من العقيدة السوفييتية الروسية القديمة، ويشمل ذلك التدريبات والاستعدادات والنظريات وبديهى أن يشمل ذلك أسلحة غريبة حديثة بديلا للأسلحة الروسية.
النقاشات دارت أيضا فى بعض اللقاءات عن أداء الرئيس الأوكرانى فولودويمير زيلينسكى، وسمعت أحد المشاركين يشيد بتطور أداء زيلينسكى مقارنة بالصورة الذهنية غير الجيدة عنه فى بعض الأوساط.
حديث آخر دار حول الفساد فى بعض المؤسسات الأوكرانية خصوصا بعض مسئولى القوات المسلحة، وكيف يعقل أن تمد الدول الغربية أوكرانيا بكل أنواع الدعم على حساب دافع الضرائب الغربى فى حين أن بعض مسئولى هذه الدولة فاسدون، لكن مرة أخرى جاء الرد بأن هناك رقابة وشفافية فى أوكرانيا وأنها حققت وتحقق فى القضية.
أحاديث كثيرة أيضا دارت فى اللقاءات الصحفية عن أثر الأحوال الجوية على الأداء القتالى الأوكرانى، وكيف أن عدم تمكن القوات الأوكرانية من الحسم العسكرى خلال الأسابيع المقبلة فى إطار الهجوم المضاد، قد يعنى انتكاسة كبيرة لكييف ولحلف الناتو إذا اقترب الشتاء والأمطار والجليد. لكن مسئولى الحلف يقولون إن أداء الجيش الأوكرانى تطور كثيرا ويحقق نجاحات مستمرة حتى ولو كانت صغيرة، لكنها مهمة من أجل رفع الروح المعنوية للجنود ومواصلة القتال حتى استعادة كامل الأراضى.
وسمعت مسئولا يرد على سؤال هل يمكن التفاوض وترك جزيرة القرم للروس مقابل الانسحاب من غالبية مناطق الشرق، وجاءت الإجابة أن الحلف مع انسحاب كامل القوات الروسية، لكن الكلمة الأخيرة فى التفاوض ستكون للحكومة الأوكرانية، وهدف الحلف هو مساعدة أوكرانيا بكل السبل حتى تصل إلى مائدة التفاوض من موقع قوة.
تلك هى الصورة العامة السريعة. وخلاصتها أن الناتو ألقى بكل ثقله خلف أوكرانيا لكن يظل الحسم فى ميادين القتال.

 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قمة أوكرانيا فى ليتوانيا قمة أوكرانيا فى ليتوانيا



ياسمين صبري أيقونة الموضة وأناقتها تجمع بين الجرأة والكلاسيكية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:49 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سامو زين يردّ على جدل تشابه لحن أغنيته مع أغنية تامر حسني
 العرب اليوم - سامو زين يردّ على جدل تشابه لحن أغنيته مع أغنية تامر حسني

GMT 11:55 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

مصر والعرب في دافوس

GMT 11:49 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

ليل الشتاء

GMT 03:28 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

أول عاصفة ثلجية في تاريخ تكساس والأسوء خلال 130 عاما

GMT 15:30 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

الاحتلال الإسرائيلي يواصل العملية العسكرية في جنين

GMT 16:20 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

يوفنتوس يعلن التعاقد مع كولو مواني على سبيل الإعارة

GMT 23:16 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

نوتنجهام فورست يجدد رسميا عقد مهاجمه كريس وود حتى 2027
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab