بقلم - عماد الدين حسين
فى السادسة من صباح السبت الماضى ركبت الطائرة المتجهة من مطار القاهرة إلى مطار أسوان بدعوة كريمة من الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولى للمشاركة فى الجولة التى تنظمها الوزارة بمناسبة «أسبوع الأمم المتحدة» وبرنامج الشراكة الاستراتيجى بين الجانبين من ٢٠١٨ ــ ٢٠٢٧ حيث تبدأ الآن المرحلة الثانية من البرنامج.
الأسبوع بدأ بزيارة لمحافظة المنيا ثم الأقصر وأخيرا أسوان ويتضمن المشروعات التى تساهم فيها الأمم المتحدة ومكاتبها النوعية الـ٢٧ فى مصر بصورة مختلفة مادية ومعنوية وفنية.
وصلنا مطار أسوان فى السابعة والنصف صباحا ومنها تحركنا مباشرة إلى مدرسة الرغامة وهى قرية تابعة لمركز ومدينة كوم أمبو.
فى هذه المدرسة كان المشروع الأول وهو الاستثمار فى رأس المال البشرى فى ريف صعيد مصر، وكذلك تعزيز مقاومة المناخ والأمن الغذائى من خلال سبل العيش والابتكار الريفى وهذا المشروع يتم بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمى.
المشاط ومعها إيلينا بانوفا المنسق المقيم للأمم المتحدة فى مصر واللواء أشرف عطية محافظ أسوان زاروا المدرسة، ومعهم وفد كبير من مسئولى الأمم المتحدة وقيادات المحافظة، والتقوا بالتلاميذ فى هذه المدرسة ذات الفصل الواحد، يتولى برنامج الغذاء العالمى تقديم الدعم الفنى والغذائى لتلاميذها ضمن لـ١١٨ ألف طفل فى ٣٨٠٠ مدرسة مجتمعية فى ١١ محافظة منهم ٢٦٠٠ طفل فى ١٠٥ مدارس مجتمعية فى أسوان.
أطفال هذه المدرسة ذات الفصل الواحد يتلقون نفس التعليم الموجود فى المدارس العادية لكن بشكل مبسط، ولديهم ٢٠ شاشة ذكية، والسفير الألمانى زار هذه المدرسة منذ أسبوع.
الفكرة هى ضرورة زيادة الاستثمار فى المدارس المجتمعية حتى يستمر الطلاب فى المدارس، وكذلك الاستثمار فى صحتهم عبر الوجبات المدرسية المتنوعة التى تمثل ٢٥٪ من التغذية التى يحتاجونها يوميا. كما يحصل التلاميذ على مساعدات نقدية لتحفيزهم على الالتزام بالحضور المدرسى، وفى هذا الاطار قدموا مسرحية بسيطة تدور فكرتها عن أهمية الالتزام بالحضور للمدرسة.
ارتباطا بنفس الفكرة فإن زيارة يوم السبت تضمنت زيارة الوحدة الصحية فى قرية بيارة بكوم أمبو لتفقد مشروع دعم الاتحاد الأوروبى للاستراتيجية القومية للسكان فى مصر.
وهناك عرفنا أنه تم تدريب ٥٨٨ طبيبا بوزارة الصحة و٦٠٠ ممرض على بروتوكولات الفحص والإدارة بينهم ٢١ طبيبا و٢٤ ممرضا فى أسوان. والهدف هو خفض معدلات النمو السكانى وزيادة استخدام تنظيم الأسرة الطوعى القائم على الحقوق من خلال تحسين توفير خدمات وسلع تنظيم الأسرة، وقد ساهم هذا البرنامج بنسبة ١١٪ من إجمالى مشتريات موانع الحمل خلال السنوات الأربع الماضية، كما تم الوصول إلى ٤ ملايين امرأة خلال السنوات الأربع الماضية، منهن النساء المتخلفات عن الركب والمتأثرات بالأعراف الاجتماعية، وكذلك دعم الوصول إلى ١٠٠٪ من الأزواج الذين لديهم أقل من طفلين فى إطار مبادرة «طفلان كافيان».
الزيارة قبل الأخيرة فى هذا اليوم كانت لمركز شباب كوم أمبو، ومشاهدة مسرحية «دبابيس» التى قدمتها فرقة «نواة العاشر من رمضان» من إخراج محمد على حزين.
الشباب هم من كتبوا النص وهو فى إطار رفع الوعى بقضايا السكان من خلال «أندية السكان» الموجودة داخل مراكز الشباب المختلفة. العرض كان ممتازا وتضمن العديد من الدروس التى تتناسب مع البيئة الأسوانية والصعيدية، وأهمها رفع الوعى بفكرة المساواة بين الجنسين وتنظيم الأسرة واحترام المرأة.. وفى نهاية العرض دار نقاش بين الممثلين والجمهور حول ما الذى فهمه كل شخص من هذه المسرحية.
الجزء الختامى من الجولة تضمن زيارة متحف النوبة، حيث تلعب منظمة اليونسكو دورا بارزا منذ حملتها الدولية لإنقاذ آثار النوبة فى الفترة من «١٩٦٠ ــ ١٩٨٠» وتساهم اليونسكو فى تعزيز قدرة متحف النوبة والمجتمع المحلى ولا سيما النساء والأطفال، وتم تزويد المتحف بالمعدات والأدوات التكنولوجية والعديد من دورات التدريب والتواصل، وعقدت المشاط وإيلينا بافونا وأشرف عطية ومسئولو المتحف مؤتمرا صحفيا مهما فى مسرح المتحف وأجابوا فيه أيضا على أسئلة الحاضرين.
انتهت الجولة فى الثامنة مساء وتحركنا بسرعة للمطار لنلحق بطائرة التاسعة، ووصلت بيتى فى الثانية عشرة ليلا تقريبا.
لكن أهم ما لفت نظرى فى هذه الجولة ما شاهدته وسمعته من سيدات ومزارعى قرية الكاجوج بكوم أمبو، وتلك قصة أخرى تستحق أن تروى.