تعطيل مخطط التهجير من غزة

تعطيل مخطط التهجير من غزة

تعطيل مخطط التهجير من غزة

 العرب اليوم -

تعطيل مخطط التهجير من غزة

بقلم - عماد الدين حسين

الاحتلال الإسرائيلى ما يزال يهدد ويحاول بتهجير سكان غزة إلى سيناء المصرية، وسكان الضفة الغربية إلى الأردن أو إلى أى مكان لكن أظن أن الموقف المصرى القوى والواضح أوقف مؤقتا الخطط الإسرائيلية.
فى التفاصيل فإن هناك وجهة نظر تقول إن العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة ينفذ بالفعل عملية التهجير بصورة عملية.
هم يضيفون أن جوهر الجريمة الإسرائيلية هو تحويل قطاع غزة خصوصا فى الشمال إلى مكان غير قابل للحياة وحينما يحدث ذلك فإننا نكون فى قلب مخطط عملية التهجير القسرى.
أظن أن العدوان الإسرائيلى يراه الجميع على الهواء مباشرة منذ يومه الأول فى ٧ أكتوبر الماضى. وقد رأينا جميعا كيف أنه يقوم بقصف ممنهج للمبانى فى غزة. القصف لا يحدث نتيجة وجود مقاومة فلسطينية فى هذه المنازل بل يتم إزالتها لهدفين أساسيين الأول هو قتل أكبر عدد من الفلسطينيين، والثانى دفع من يتبقى منهم إلى الإيمان اليقينى بأنه غير قادر على استمرار العيش فى غزة.
على عهدة حكومة غزة فإن ٥٨٪ من مساكن غزة قد تدمرت كليا أو جزئيا، وأن هناك أكثر من مليون نازح الآن داخل القطاع معظمهم كانوا يعيشون فى الشمال.
وكان لافتا التعبير الذى قاله المقرر الدولى الخاص بالسكن اللائق بالاكر راجو غوبال حيث قال: «قتل المنازل يحدث الآن فى غزة»، مشيرا إلى أن ٤٥٪ من جميع الوحدات السكنية فى غزة قد تدمرت أو تم إتلافها وكان ذلك فى ٧ نوفمبر الجارى.
أقول تعبيرا جديدا لأننا نسمع دائما أن القتل يكون للبشر أو حتى للحيوانات، لكن قتل المساكن فهذه هى المرة الأولى التى أسمع بهذا التعبير شديد الدلالة.
نتذكر أن إسرائيل ومنذ اليوم الأول للعدوان طلبت رسميا وعلى لسان العديد من المسئولين صغارا وكبارا أن يغادروا غزة متجهين لمصر، ونتذكر أنها فى الأسبوع الثالث للحرب طلبت من ١٫١ مليون شخص من سكان شمال القطاع التوجه نحو الجنوب، ثم قامت بمحو أحياء كاملة من الوجود وسوّتها بالأرض، وحينما وصل النازحون جنوبا فوجئوا أن إسرائيل تواصل استهدافهم فى الطرق.
هم احتموا بالمستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس، فتم قصفهم داخل كل هذه المنشآت التى كان العالم كله يعتقد أنها غير قابلة للقصف.
إذن إسرائيل قصفت كل شىء فى غزة.. هى تقول إنها قصفت ٢٥٠ هدفا فى يوم واحد مثلا، لكنها لا تذكر أن معظم هذه الأهداف كانت المبانى والأطفال والنساء وكل ما يتحرك.
الخلاصة أن شمال قطاع غزة والعديد من مدن القطاع لم تعد صالحة للحياة الإنسانية، وحتى لو توقف القتال وتوفرت الأموال، فإن ذلك يحتاج سنوات.
والسؤال هو: إلى أين يذهب الفلسطينيون خلال هذه الفترة؟!
صار واضحا أن إسرائيل تدفع الفلسطينيين دفعا للتوجه نحو الحدود المصرية بأعداد كبيرة وبالتالى يتحقق التهجير وتمنع إسرائيل عودتهم لاحقا إذا قررت فعلا احتلال غزة أو حتى إقامة مناطق أمنية عازلة خصوصا فى الشمال والشرق ظنا أن ذلك سيمنع الهجمات نهائيا أو على الأقل يخفّضها إلى أقل قدر ممكن.
والمثال الأبرز على كلامى أنه حتى أثناء الهدنة التى بدأت صباح الجمعة الماضى فقد رفضت إسرائيل عودة المواطنين الفلسطينيين لبيوتهم فى شمال غزة بعد أن فصلته عن الجنوب والوسط تمهيدا فيما يبدو لتحويله لمنطقة عازلة مثلما تحلم إسرائيل.
ما أريد قوله أن علينا كفلسطيين ومصريين وعرب وكل من بقى لديه ضمير أن نتعامل مع المخطط الإسرائيلى باعتباره يتم تنفيذه فعلا، وبالتالى عدم الاكتفاء بالشجب والإدانة بل اتخاذ خطوات عملية لإجهاض هذا المخطط ووقف تنفيذه، وعدم الرهان كثيرا على ما يسمى بـ«المجتمع الدولى» بعد أن اكتشفنا أن معظمه يدعم إسرائيل علنا ويبارك جرائمها، فى حين يقدم لنا الكلمات المعسولة والتصريحات فارغة المضمون.
الشىء المطمئن الأساسى فى هذا الأمر هو الموقف المصرى القوى وتأكيد الرئيس السيسى، يوم الخميس الماضى، فى استاد القاهرة على الرفض الكامل لمخطط التهجير أو تصفية القضية الفلسطينية ثم تغير الموقف الأمريكى فى اتجاه دعم الموقف المصرى على لسان الرئيس جو بايدن نفسه.
فى كل الأحوال نحتاج دائما إلى التنبه واليقظة الدائمة لأن مخطط التهجير موجود فى الأدراج الإسرائيلية منذ عشرات السنين وليس مجرد رد فعل على عملية «طوفان الأقصى».

 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعطيل مخطط التهجير من غزة تعطيل مخطط التهجير من غزة



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - الدانتيل بين الأصالة والحداثة وكيفية تنسيقه في إطلالاتك

GMT 15:16 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

"يوتيوب" يطلق أدوات جديدة لتحسين الجودة
 العرب اليوم - "يوتيوب" يطلق أدوات جديدة لتحسين الجودة

GMT 16:09 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

أصالة تكشف تفاصيل ألبومها الجديد باللهجة المصرية
 العرب اليوم - أصالة تكشف تفاصيل ألبومها الجديد باللهجة المصرية

GMT 03:07 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الثنائي الشيعي في لبنان... ما له وما عليه!

GMT 05:59 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

نموذج ذكاء اصطناعي مبتكر لتشخيص أمراض الرئة بدقة عالية

GMT 03:23 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الذكاء بلا مشاعر

GMT 10:55 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

حكومة غزة تحذر المواطنين من الاقتراب من محور نتساريم

GMT 16:09 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

أصالة تكشف تفاصيل ألبومها الجديد باللهجة المصرية

GMT 11:21 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

جريمة مدبّرة ضد شقيق عمرو دياب

GMT 16:22 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

"برشلونة يمدد عقد جيرارد مارتن حتى 2028"

GMT 16:01 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

ريهام حجاج تخوض تجربة جديدة وتعلن سبب غيابها سينمائياً

GMT 10:55 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الجيش الإسرائيلي يحذر اللبنانيين من التوجه إلى الجنوب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab