رمضان شريف والخطأ الإيراني القاتل

رمضان شريف.. والخطأ الإيراني القاتل

رمضان شريف.. والخطأ الإيراني القاتل

 العرب اليوم -

رمضان شريف والخطأ الإيراني القاتل

بقلم - عماد الدين حسين

المتحدث باسم الحرس الثورى الإيرانى، رمضان شريف، ارتكب خطأ سياسيا فادحا يوم الأربعاء الماضى، حينما زعم أن عملية «طوفان الأقصى» التى نفذتها المقاومة الفلسطينية فى ٧ أكتوبر الماضى ضد الاحتلال الإسرائيلى ومستوطناته كانت جزءا من الرد الإيرانى على اغتيال مهندس العمليات الخارجية الإيرانية والقائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثورى قاسم سليمانى الذى قتل بضربة جوية أمريكية لدى خروجه من مطار بغداد فى يناير ٢٠٢٠، وقتل معه أبو مهدى المهندس قائد الحشد الشعبى العراقى.
شريف كان يعلق فى الأساس على مقتل رضى موسوى مسئول الإمدادات فى قوات الحرس الثورى الإيرانى الموجود فى سوريا بضربة إسرائيلية قبل أيام، بقوله أن «طوفان الأقصى» كانت إحدى العمليات الانتقامية التى نفذها محور المقاومة.
هو خطأ سياسى لا يغتفر لهذا المسئول وللحرس الثورى الذى يمثله وللدولة الإيرانية بأكملها. وقد يسأل سائل ولماذا هو خطأ فادح؟
والإجابة هى مجموعة من الأسباب المتنوعة.
الأول هو أن إسرائيل تحاول منذ يوم ٧ أكتوبر إفهام العالم أجمع، خصوصا الولايات المتحدة، أن العملية هى بقرار وتخطيط وتصميم وتسليح وتمويل إيرانى، والهدف شيطنة إيران وأنها محور وأساس الشر فى المنطقة، بل إن الولايات المتحدة فى بداية العدوان الإسرائيلى قالت أكثر من مرة أن إيران لا دخل لها بالعملية، وفى ٧ أكتوبر الماضى قال أنتونى بلينكن وزير الخارجية الامريكى: «لم نر حتى الآن دليلا على أن إيران وراء الهجوم». وربما يكون الهدف من هذا النفى أن واشنطن لا تريد للصراع أن يتوسع ويكون المستفيد الرئيسى منه الصين وروسيا.
تقرير الوول ستريت أفاد بأن ضباطا فى الحرس الثورى الإيرانى شاركوا فى التخطيط والتدريب لمنفذى طوفان الأقصى.
السبب الثانى أن المسئول الإيرانى لم يدرك بتصريحه المتهور أنه يكذب أولا كل كبار المسئولين فى بلاده والمعروف أن المرشد على خامئنى نفى دور بلاده رسميا فى ١٠ أكتوبر الماضى، كما نفت الخارجية الإيرانية ذلك ردا على اتهام ورد فى تقرير موسع فى صحيفة «وول ستريت جورنا» خلاصته: ونعلم أن زعيم حزب الله اللبنانى حسن نصر الله أكثر كرر هذا النفى أكثر من مرة.
السبب الثالث والأكثر أهمية أن رمضان شريف لم يدرك أنه بهذا التصريح المتهور قد سلب المقاومة الفلسطينية أهم قيمة لديها، وهى أنها تقاوم من أجل إنهاء الاحتلال والحصار الإسرائيلى وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧.
كلام رمضان شريف يقول بوضوح إن المقاومة الفلسطينية سواء كانت حماس أو الجهاد الإسلامى، أو كل القوى المؤيدة لإيران فى المنطقة هى مجرد أدوات وأذرع للدولة الإيرانية تحركها متى وكيف شاءت، بهدف تحقيق الأهداف السياسية الإيرانية، وليس من أجل الأهداف التى ترفعها هذه القوى وإذا كان هذا الأمر ينطبق على القوى المؤيدة لإيران فإن المقاومة الفلسطينية تحاول النأى بنفسها عن ذلك.
ولذلك كان طبيعيا أن تنفى حركة حماس بسرعة هذه التصريحات وتقول فى بيانها: «أكدنا مرارا وتكرارا دوافع وأسباب عملية طوفان الأقصى وفى مقدمتها الأخطار التى تهدد المسجد الأقصى، وإن كل أعمال المقاومة تأتى ردا على وجود الاحتلال وعدوانه المتواصل على شعبنا ومقدسنا.
طبعا الحرس الثورى حاول أن يتراجع جزئيا ويعدل فى تصريحات رمضان شريف لاحقا، لكن الرصاصة كانت قد انطلقت وأصابت أهدافا كثيرة بالنيران الصديقة!!
الإسرائيليون وكل أنصارهم سارعوا بتلقف هذه التصريحات ولسان حالهم يقول للعالم أجمع: «ألم نقل لكم».
من تابع مجريات العدوان سوف يكتشف أن إيران وأنصارها فى المنطقة لم يدخلوا الحرب بقوة لنصرة وإنقاذ حماس، وأحد أسباب ذلك أنهم لم يعلموا بالعملية ولم يعطوها الضوء الأخضر، ولذلك فإن مستوى دعمهم كان قليلا جدا، ولم تنفذ طهران ما وعدت به مرارا من تطبيق نظرية «وحدة الساحات» وبعض أنصار المقاومة الفلسطينية يقولون إن طهران تركتهم يواجهون بمفردهم آلة البطش الإسرائيلية المدعومة أمريكيا.
فى كل الأحوال ورغم التراجع الإيرانى فإن طهران بتصريح رمضان شريف وجهت أكبر ضربة للمقاومة الفلسطينية ومنحت إسرائيل خدمة مجانية لا تقدر بثمن.
وكما يقول بعض المراقبين، حتى لو كانت إيران قد شاركت بصورة أو بأخرى فى عملية «طوفان الأقصى» فإن الحكمة والحصافة السياسية، كانت تقتضى بألا تعلن ذلك، فما البال وهى لم تشارك أو حتى تعلم بموعد العملية كما تقول المقاومة الفلسطينية؟!

 

arabstoday

GMT 07:04 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 06:59 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 06:56 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحاديث الأكلات والذكريات

GMT 06:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هذه الأقدام تقول الكثير من الأشياء

GMT 06:51 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هل مع الفيروس الجديد سيعود الإغلاق؟

GMT 06:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 06:46 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

لا يطمئن السوريّين إلّا... وطنيّتهم السوريّة

GMT 06:44 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هيثم المالح وإليسا... بلا حدود!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رمضان شريف والخطأ الإيراني القاتل رمضان شريف والخطأ الإيراني القاتل



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:16 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ميمي جمال تكشف سبب منع ابنتها من التمثيل
 العرب اليوم - ميمي جمال تكشف سبب منع ابنتها من التمثيل

GMT 06:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الحكومة والأطباء

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 11:18 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

رسميًا توتنهام يمدد عقد قائده سون هيونج مين حتى عام 2026

GMT 13:28 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

5 قتلى جراء عاصفة ثلجية بالولايات المتحدة

GMT 19:53 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تعلن إسقاط معظم الطائرات الروسية في "هجوم الليل"

GMT 10:05 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

شركات الطيران الأجنبية ترفض العودة إلى أجواء إسرائيل

GMT 19:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تؤكد إطلاق عمليات هجومية جديدة في كورسك الروسية

GMT 10:12 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

انخفاض مبيعات هيونداي موتور السنوية بنسبة 8ر1% في عام 2024

GMT 11:11 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

إقلاع أول طائرة من مطار دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد

GMT 18:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هوكستين يؤكد أن الجيش الإسرائيلي سيخرج بشكل كامل من لبنان

GMT 07:25 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

استئناف الرحلات من مطار دمشق الدولي بعد إعادة تأهيله

GMT 10:04 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

البيت الأبيض يكتسى بالثلوج و5 ولايات أمريكية تعلن الطوارئ

GMT 08:21 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

أحمد الفيشاوي يتعرّض لهجوم جديد بسبب تصريحاته عن الوشوم

GMT 06:39 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

زلزال قوي يضرب التبت في الصين ويتسبب بمصرع 53 شخصًا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab