دروس أولية من عملية جمع التوكيلات

دروس أولية من عملية جمع التوكيلات

دروس أولية من عملية جمع التوكيلات

 العرب اليوم -

دروس أولية من عملية جمع التوكيلات

بقلم - عماد الدين حسين

هل هناك دروس مستفادة مما يحدث الآن فى بداية عملية جمع التوكيلات للمرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية؟
أظن أن الإجابة نعم، وفى العمل السياسى ينبغى أن تكون هناك دروس مستفادة من أى عمل سواء كان إيجابيا أو سلبيا.
فى ظنى أن هناك درسين مختلفين ينبغى على الجميع الاستفادة منه.
الدرس الأول هو ضرورة أن تعالج الحكومة كل المخاوف التى يثيرها مرشحو المعارضة وبعض وسائل الإعلام بشأن ضمانات النزاهة، خاصة تلك التى ظهرت من الممارسة العملية على أرض الواقع فى الأيام الماضية، وأتمنى أن تضرب الحكومة مثلا عمليا وتقدم كل ما يمكن تقديمه من تسهيلات إلى من يرغب فى عمل التوكيلات ومعالجة كل الشكاوى، وظنى أن الأمور بدأت تنفرج إلى حد ما خلال الأيام الماضية طبقا لمواطنين حرروا توكيلات لبعض مرشحى المعارضة.
الفقرة السابقة ضرورية من وجهة نظرى حتى يبدو الأمر شاملا وموضوعيا وليس موجها فقط إلى مرشحى المعارضة المحتملين، وبالتالى يمكننى الانتقال إلى الدرس الثانى، وهو أن هناك فارقا ضخما وكبيرا بين التصريحات السياسية سواء كانت جادة أو عنترية وبين الواقع على الأرض.
فمهما كنت خطيبا بارعا ومفوها وقادرا على حشد الجماهير، فإن ذلك جزء مهم جدا فى العملية السياسية، لكنه لا يغنى إطلاقا عن التواجد على الأرض.
وقبل أيام قرأت للإعلامى عمرو أديب تغريدة مهمة على منصة X يقول فيها: «إلى شعب التويتر اللى غضبان من كلامى عنه فى الانتخابات: يا باشا التوكيلات أهم من الهاشتاجات. هات التوكيلات وبعدين اعمل هاشتاجات زى ما انت عايز.. الشغل على الأرض مهم فى بعض الأحيان شوية».
كلامى لا ينطبق على جميع المرشحين المحتملين، لكنه محاولة لتذكير كل من يهمه الأمر بأن العمل السياسى يستحق بعض الجدية.
إحدى أبجديات العمل السياسى هى أن يكون المرشح لأى انتخابات مرتبطا بالناس والجماهير ولديه قواعد شعبية حقيقية، وبالتالى حينما يزمع الترشح فلا يجد صعوبة تذكر فى الحصول على التوكيلات، لأنه لا يعقل أن يفشل مرشح ما فى الحصول على ٢٥ ألف توكيل ليترشح للرئاسة ويعتقد أنه سيحصل على أصوات معقولة فى الانتخابات.
المنطق البسيط يقول إن أى مرشح يفكر فى الترشح للانتخابات الرئاسية لا بد أن يكون لديه مندوبون وممثلون فى معظم الدوائر ولديه حملة انتخابية منظمة ومحترمة، ولها قواعد فى كل المحافظات وغالبية المراكز والمدن، وأن تكون هذه الحملة قد استعدت للانتخابات من اليوم التالى من نهاية الانتخابات السابقة عليها. أما أن يترشح الشخص قبل أيام من انطلاق الحملة الانتخابية فهو أمر غير مسبوق وغير مفهوم.
مرة أخرى اليوم أتحدث تحديدا عن ضرورة استعداد المرشح بكل جدية لهذا الحدث، وحينما تقوم الحكومة بالتضييق عليه فإنه يحق له وقتها أن يشجب ويدين ويعترض على هذا التضييق.
وقبل أيام قرأت لعبدالناصر قنديل أمين الشئون النيابية فى حزب التجمع يقول فيها إن بعض السياسيين اهتموا فقط بالخطاب المعارض للدولة على حساب بناء كتل جماهيرية تساعدهم فى العملية الانتخابية وعمل التوكيلات.
فى تقدير قنديل فإن جميع التوكيلات ستكون مهمة للفرز وإثبات مدى شعبية المرشحين على الأرض كما أن القدرات التنظيمية هى المحدد الرئيسى لمدى نجاح أى مرشح فى عملية جمع التوكيلات. قنديل انتقد بعض المرشحين بقوله إذا كان البعض غير قادر على جمع التوكلات فما بالك بخوض المعركة الانتخابية نفسها؟
أظن أن كلام قنديل مهم لكن شرط أن تكون هناك ضمانات حقيقية فى أى معركة انتخابية.
اليوم أريد لفت نظر الأحزاب والسياسيين إلى أنه يحق لهم أن ينتقدوا الحكومة كما يشاءون، لكن وبعد أن يفعلوا ذلك عليهم أن يلتفتوا للأساسيات فى العمل السياسى فلا يمكن الحديث عن أى نشاط حقيقى لأى حزب سياسى من دون التأكد من وجود كوادر جماهيرية حقيقية مؤمنة ببرنامج هذا الحزب وتدفع الاشتراكات بانتظام وتحضر ندواته ومؤتمراته وتذهب إلى صناديق الانتخاب لكى تصوت له فى كل الاستحقاقات، وإذا طبقنا هذا التعريف فقد نكتشف أن غالبية أحزابنا لا ينطبق عليها هذا الأمر، بل نرى العديد من الناس تلتحق ببعض الأحزاب سعيا وراء منافع وقتية ليس بينها الاهتمام ببرنامج هذا الحزب.
مرة أخرى لا أريد أن أستبق الأحداث، لكن ما نراه هذا الأيام يحتم على كل الأحزاب التفكير فى إعادة النظر فى طريقة عملها وأن تتخلى عن المنظرة والبرستيج وتبنى قواعد عمل حقيقية وأن توفر الحكومة كل الضمانات اللازمة لعملية انتخابية حقيقية.

 

arabstoday

GMT 13:39 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تقاتلوا

GMT 13:37 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

لبنان.. عودة الأمل وخروج من الأسر الإيراني

GMT 13:33 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ليلى رستم نجمتنا المفضلة

GMT 13:31 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ظاهرة إيجابية بين الأهلى والزمالك

GMT 13:28 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

سوريا بعد الأسد واستقبال الجديد

GMT 13:26 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

معضلة الدستور في سوريا

GMT 13:25 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

انتخابات النمسا وأوروبا الشعبوية

GMT 13:23 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

الموسوس السياسي... وعلاج ابن خلدون

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دروس أولية من عملية جمع التوكيلات دروس أولية من عملية جمع التوكيلات



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:17 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

خالد النبوي يوجه نصيحة لنجله ويكشف عن أعماله الجديدة
 العرب اليوم - خالد النبوي يوجه نصيحة لنجله ويكشف عن أعماله الجديدة

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 14:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مورينيو ومويس مرشحان لتدريب إيفرتون في الدوري الانجليزي

GMT 14:39 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

وست هام يعلن تعيين جراهام بوتر مديراً فنياً موسمين ونصف

GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تحتفل بألبومها وتحسم جدل لقب "صوت مصر"

GMT 14:38 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتى يحسم صفقة مدافع بالميراس البرازيلى

GMT 14:30 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

جوزيف عون يصل إلى قصر بعبدا

GMT 20:44 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مانشستر يونايتد يعلن تجديد عقد أماد ديالو حتي 2030

GMT 14:32 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

كييف تعلن إسقاط 46 من أصل 70 طائرة مسيرة روسية

GMT 15:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab