هذه ظروف القمة العربية رقم ٣٣

هذه ظروف القمة العربية رقم ٣٣

هذه ظروف القمة العربية رقم ٣٣

 العرب اليوم -

هذه ظروف القمة العربية رقم ٣٣

بقلم - عماد الدين حسين

اليوم الخميس تنعقد القمة العربية رقم ٣٣ فى المنامة عاصمة البحرين.

آمال كثير من المواطنين العرب البسطاء تتمنى وتتطلع إلى أن تحدث هذه القمة اختراقا فى المشهد العربى شديد القتامة، فهل يتحقق ذلك على أرض الواقع، أم نكون بصدد بيان ختامى يكرر معظم توصيات وقرارات القمم السابقة؟!!

تنعقد قمة المنامة اليوم وحال العرب لا يسر حبيبا، لكنه يسر كل الأعداء. ويكفى إلقاء نظرة سريعة على المشهد العام العربى لندرك الواقع الصعب.

التوقيت شديد الحساسية بالنسبة لهذه القمة. وأظن أنها قمة غير محظوظة - ما لم تحدث معجزة - لأنها تنعقد وسط أسوأ عدوان تشنه إسرائيل على الفلسطينيين فى قطاع غزة منذ ٧ أكتوبر الماضى.

لو أن إسرائيل استجابت لصوت العقل ووافقت على الهدنة التى اقترحتها مصر وقطر، وصادقت عليها الولايات المتحدة قبل حوالى أسبوعين، لانعقدت القمة وسط حالة من التفاؤل يرفع عنها حالة الحرج الشديد، فى وقت ينتظر العرب من القمة أن تتخذ موقفا شديد الصرامة يبعث برسالة قوية إلى إسرائيل والولايات المتحدة، وكل من يساند إسرائيل فى عدوانها.

وإضافة إلى البلطجة والعربدة الإسرائيلية المدعومة أمريكيا هناك مشاكل وأزمات وتحديات لا حصر لها.

هناك الحرب العبثية فى السودان والصراع المسلح بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع منذ ١٥ أبريل من العام الماضى والتى أدت إلى مقتل وإصابة الآلاف وتشريد الملايين ما بين نازح داخل البلاد ولاجئ وهائم على وجهه خارج البلاد. هى حرب عبثية بكل المقاييس أعادت السودان عشرات السنوات إلى الوراء ولا أمل قريبا لحل المشكلة.

وهناك أيضا الصراع والانقسام فى ليبيا منذ إسقاط نظام معمر القذافى أواخر عام ٢٠١١. حكومتان منقسمتان ما بين طرابلس وبنى غازى، وميليشيات مسلحة ومرتزقة وتدخلات أجنبية صارت لها الكلمة العليا، ومطامع شخصية لغالبية القيادات هناك، ومعظمهم لا يشغلهم تعطيل وتدمير البلاد ما داموا مستمرين فى كراسيهم ومناصبهم.

مصر مستقرة إلى حد كبير، لكن حزام النار المحيط بها من كل جانب والأزمة الاقتصادية والعدوان على غزة يجعلها فى دوامة من المشاكل، ويحد من قدرتها على التقدم للأمام.

تونس ما تزال فى مرحلة انتقالية بعد إقصاء الإخوان من المشهد والأزمات السياسية والاقتصادية.

المغرب والجزائر وموريتانيا تشهد حالة من الاستقرار النسبى لكن النزاع المغربى الجزائرى ما يزال يخيم على المشهد، ورأينا انعكاساته تصل إلى مباريات كرة القدم بين فرق البلدين.

الصومال حاله البائس لم يتغير بفعل الانقسام المستمر منذ عام ١٩٩١ والهجمات الإرهابية، وزاد عليه أن إثيوبيا تمكنت من إقناع إقليم «صومالى لاند» بتأسيس ميناء هناك استغلالا للضغف العربى العام. وجيبوتى حائرة ما بين واجباتها العربية، وعلاقاتها مع إثيوبيا واتفاقاتها الدولية بشأن القواعد العسكرية للدول الكبرى.

لبنان يعانى من شغور رئاسى منذ شهور طويلة والانقسام ما بين حزب الله وبقية القوى السياسية يتعمق كل يوم، وسوريا تعانى آثار الحرب الأهلية الطاحنة، وأن بعض أراضيها ما يزال  تحت الاحتلال الأمريكى أو التركى أو هيمنة الأكراد، ونفوذ روسى وإيرانى بلا حدود. واعتداءات إسرائيلية بصورة متكررة.

العراق ورغم حالة الاستقرار النسبية، إلا أنه يعانى من انقسامات سياسية ومذهبية وعرقية تجعله لا ينطلق بالصورة المأمولة إلى الأمام، ويجد نفسه حائرا فى لحظات كثيرة بين إيران وأمريكا، وبين دوره العربى المأمول.

الأردن كان الله فى عونه، فمكتوب عليه دائما - لأسباب تاريخية - أن يدفع ثمنا كبيرا لكل الأزمات العربية والاقليمية، وزاد عليه المطامع الإسرائيلية فى طرد سكان الضفة الغربية أى الأردن.

دول الخليج تشهد استقرارا نسبيا إلى حد كبير، لكن الصراع فى اليمن ما يزال موجودا، والمخاوف من الهيمنة الإيرانية لم تتراجع وكذلك تأثيرات التكالب والتنافس الامريكى الصينى على المنطقة.

هذه هى طبيعة المشهد العربى عشية انعقاد القمة العربية اليوم.

المتشائمون يقولون إن القمة لن تحقق شيئا لأن الواقع قاتم ومأساوى ،والمتفاءلون يقولون إن مجرد انعقادها وإصدارها للبيان الختامى حتى لو كان لفظيا فقط، فهو أمر جيد مقارنة بالظروف العربية الصعبة..

كل التمنيات الطيبة للقمة العربية بالبحرين بالنجاح.

arabstoday

GMT 01:46 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بائع الفستق

GMT 01:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

على هامش سؤال «النظام» و «المجتمع» في سوريّا

GMT 01:42 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

دمشق... مصافحات ومصارحات

GMT 01:40 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

السعودية وسوريا... التاريخ والواقع

GMT 01:38 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

ورقة «الأقليات» في سوريا... ما لها وما عليها

GMT 01:36 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

امتحانات ترمب الصعبة

GMT 01:33 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تجربة بريطانية مثيرة للجدل في أوساط التعليم

GMT 01:29 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

موسم الكرز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هذه ظروف القمة العربية رقم ٣٣ هذه ظروف القمة العربية رقم ٣٣



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:39 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
 العرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 08:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
 العرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:49 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
 العرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 09:07 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور
 العرب اليوم - تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 06:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 06:32 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 09:29 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

للمرة الأولى بعد «الطائف» هناك فرصة لبناء الدولة!

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

رسميا الكويت تستضيف بطولة أساطير الخليج

GMT 06:30 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 14:14 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب مدينة "سيبي" الباكستانية

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

جيش الاحتلال يرصد إطلاق صاروخين من شمال غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab