المواطن البسيط والنقاشات السياسية والاقتصادية

المواطن البسيط والنقاشات السياسية والاقتصادية

المواطن البسيط والنقاشات السياسية والاقتصادية

 العرب اليوم -

المواطن البسيط والنقاشات السياسية والاقتصادية

بقلم - عماد الدين حسين

هل المواطن البسيط مشغول ومنشغل بالجدل والنقاشات والحوارات والخلافات السياسية والاقتصادية بين القوى والأحزاب المختلفة؟
أغلب الظن أن عددا كبيرا من المواطنين البسطاء غير مشغول بذلك إلا فى اللحظة التى سيشعر فيها بأن ذلك قد يعود بالفائدة عليه بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
ومن بين النقاشات والجدل الموجود فى المجتمع هناك الحوار الوطنى وما أثاره من نقاش وجدل عام فى المشهد السياسى سواء بالاتفاق أو الاختلاف.
ليس عيبا من وجهة نظرى أن يكون الحوار الوطنى فى بداياته ومناقشاته وتوصياته حوارا للنخبة والأحزاب والقوى السياسية والمثقفين وخبراء المال والاقتصاد، لكن المهم فى كل الأحوال حينما يتم تطبيق توصيات الحوار الوطنى أن تصل فكرة ودعوة الحوار إلى جميع المصريين مادامت تصب فى صالحهم.
المواطن البسيط قد لا يكون مشغولا بالمرة بالمصطلحات الاقتصادية الكبرى مثل التضخم والعجز الكلى والفائض الأولى وميزان المدفوعات والتثبيت الهيكلى والعلاقة مع مؤسسات التمويل الدولية.
لكن يختزل كل ذلك أنه حينما يذهب إلى البقالة أو السوبر ماركت أو الهايبر يجد السلع بأسعار فى متناول يده. هنا مربط الفرس بالنسبة للمواطن العادى وبالنسبة للجميع.
المواطن العادى يفهم الاقتصاد بصورة بسيطة جدا وبدائية وصحيحة، وهى: ما هو مستوى معيشتى؟ هل ما أتقاضاه من أجر يكفى حياتى؟ ومعيشتى أم لا؟
هل أستطيع أن أجد خدمة تعليمية صحيحة فى المدرسة، أم سوف أضطر إلى الاستدانة كى أدخل أولادى مدرسة لغات خاصة برسوم عالية، وربما قد أضطر لإعطائهم دروسا خصوصية؟!
هو يسأل نفسه أيضا: إذا مرضت أنا أو أحد أفراد أسرتى هل سأتمكن من الحصول على علاج مجانى أو حتى علاج اقتصادى فى متناول يدى، أم سوف أضطر لبيع كل ما أملك من أجل إجراء عملية عاجلة لنفسى أو لأحد أفراد أسرتى؟
هو يسأل نفسه هل سيتمكن من ركوب أتوبيس أو مترو أو تاكسى أو قطار بمقابل فى متناول اليد، أم أن ذلك سيكون صعبا ومرهقا، وسيضطر لركوب أكثر من وسيلة حتى يصل إلى مكان عملة أو الوجهة التى يقصدها؟
هل نلوم المواطن البسيط إذا فكر بنفس المنطق؟! الإجابة هى لا، بل ربما أن ذلك هو الحكم الوحيد والمنطق البسيط والواضح والصحيح، بل ربما أن ذلك هو المعيار الأساسى وربما الوحيد الذى يحكم به كل شخص فى أى مكان فى العالم على فهمه للاقتصاد، وبالتالى على تقييمه للحكومات والوزراء وسائر المسئولين.
المواطن البسيط قد لا يكون لديه الوقت أو القدرة أو المهارة لفهم تعقيدات السياسة، أو التفريق بين النظريات الاقتصادية، أو إدراك المصطلحات الاقتصادية المتخصصة، ولا يمكن أن يلومه أحد على ذلك، بل ربما يكون هذا هو حال غالبية المواطنين فى بلدان كثيرة متقدمة أو متخلفة. الفهم الرئيسى لهؤلاء لأمور الاقتصاد يأتى كما قلنا عن طريق واحد ووحيد وهو: هل معيشتى جيدة أم سيئة، هل المستقبل مطمئن أم لا؟
وبالمناسبة فهذا هو المعيار الأساسى الذى يدفع المواطنين فى معظم بلدان العالم للذهاب إلى صناديق الانتخاب لكى ينتخبوا هذا المرشح أو الحزب أو العكس.
لكن العلاقة الأساسية بين المواطن البسيط والحوار الوطنى أو المصطلحات الاقتصادية، هى أنه إذا تمكن الحوار من الوصول إلى حلول حقيقية للمشاكل الاقتصادية أو على الأقل وضع الاقتصاد فى الطريق الصحيح، وذهب هذا المواطن إلى الأسواق ووجد السلع والخدمات قد صارت متاحة وبأسعار معقولة، وقال له الإعلام والنخب والجيران وأصدقاء العمل إن ذلك بسبب الحوار الوطنى، فإنه سوف يدرك العلاقة السببية، وإلى أن يحدث ذلك فإن كل ما يشغل هذا المواطن البسيط هو: متى تتحسن أحوالى المعيشية؟

arabstoday

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المواطن البسيط والنقاشات السياسية والاقتصادية المواطن البسيط والنقاشات السياسية والاقتصادية



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 07:36 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد سعد يعلّق على لقائه بويل سميث وابنه
 العرب اليوم - أحمد سعد يعلّق على لقائه بويل سميث وابنه

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 15:07 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

كاف يعلن موعد قرعة بطولة أمم أفريقيا للمحليين

GMT 19:03 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيروس جديد ينتشر في الصين وتحذيرات من حدوث جائحة أخرى

GMT 13:20 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

برشلونة يستهدف ضم سون نجم توتنهام بالمجان

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 08:18 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مي عمر تكشف عن مصير فيلمها مع عمرو سعد

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 09:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الصحة العالمية تؤكد أن 7 ٪ من سكان غزة شهداء ومصابين

GMT 08:54 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان

GMT 23:13 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 5.5 درجة على مقياس ريختر يضرب مدينة "ريز" في إيران

GMT 08:44 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

بشرى تكشف أولى مفاجآتها في العام الجديد

GMT 09:35 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

شهداء وجرحى في قصف متواصل على قطاع غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab