فضيحة إسرائيل فى لاهاى

فضيحة إسرائيل فى لاهاى

فضيحة إسرائيل فى لاهاى

 العرب اليوم -

فضيحة إسرائيل فى لاهاى

بقلم - عماد الدين حسين

رغم كل شىء، فإن ما حدث فى محكمة العدل الدولية فى لاهاى ظهر أمس الجمعة هو انتصار كبير لقيم العدل والقانون والإنسانية وفضيحة شبه مكتملة الأركان للكيان الصهيونى العنصرى. لماذا ما حدث بالأمس هو انتصار كبير للعدالة والإنسانية؟
الإجابة يمكن أن نقرأها بسهولة مما قيل على لسان قضاة المحكمة أمس وفى مقدمتهم رئيسة المحكمة القاضية الامريكية دوان دونوغو خصوصا تأكيدها على أن ما قدمته جنوب إفريقيا من أدلة كان مقنعا مثل تجريد وزير الدفاع الإسرائيلى جالانت للفلسطينيين من إنسانيتهم وقراره بفرض حصار كامل عليهم.

أولا: أن المحكمة أكدت اختصاصها القضائى فى النظر بالدعوى، وأقرت حق جنوب إفريقيا فى رفع الدعوى، ورفضوا طلب إسرائيل الأساسى بأن جنوب إفريقيا ليس لها الحق فى رفعها، وقالت إن من حق أية دولة موقعة على اتفاقية منع الإبادة الجماعية أن تتقدم بالدعوى ضد أى دولة أخرى.

ثانيا: المحكمة أكدت أيضا حق الفلسطينيين فى قطاع غزة بالتمتع بالحماية من الإبادة الجماعية.

ثالثا: ١٥ قاضيا مقابل اثنين فقط صدقوا على الحكم، وأيدوا إلزام إسرائيل بمنع تدمير الأدلة المتعلقة بالإبادة الجماعية، وأن عليها الالتزام باتفاقية منع الإبادة الجماعية.
رابعا: وهذا هو الأهم فإن المحكمة أمرت إسرائيل باتخاذ إجراءات لمنع الإبادة الجماعية فى غزة أو التحريض عليها.

خامسا: أن المحكمة وافقت غلى طلب جنوب إفريقيا، بأنه على إسرائيل وفقا لالتزاماتها بموجب الاتفاقية أن تكف عن ارتكاب أى من الأفعال التى تدخل فى نطاق المادة الثانية وعلى وجه الخصوص قتل أعضاء من جماعة بشرية وإلحاق أذى جسدى أو روحى بهم وإخضاعهم عمدا لظروف معيشية يراد بها تدميرهم المادى كليا أو جزئيا، وفرض تدابير تستهدف الحيلولة دون إنجاب أطفال داخل الجماعة.

سادسا: المحكمة قالت إن على إسرائيل التوقف عن اتخاذ جميع التدابير لمنع طرد أو تشريد الفلسطينيين قسرا من منازلهم، أو حرمانهم من الحصول على المياه والغذاء الكافيين، والوصول إلى المساعدات الإنسانية ومنع تدمير الحياة الفلسطينية فى غزة.

سابعا: على إسرائيل أن تضمن عدم ارتكاب أو المشاركة فى التحريض المباشر والعلنى على ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية أو التحريض عليها وأن تقدم تقريرا خلال شهر للمحكمة عن جميع التدابير المتخذة لتنفيذ هذا الأمر.

ما سبق هو أهم القرارات لكن هناك مجموعة من الملاحظات، أهمها أن الحكم صدر بما يشبه الإجماع، وثبت يقينا أن القضاة انحازوا إلى ضميرهم المهنى والإنسانى، وليس إلى مواقف دولهم أو حتى دعم بعض الدول الداعمة للعدوان الإسرائيلى، وقد رأينا الموقف الألمانى المنحاز لإسرائيل وتأكيده أنه سوف يحترم حكم المحكمة مهما كان.

ثانيا: هناك إحباط وخيبة أمل من عدم وجود قرار واضح من المحكمة بوقف إطلاق النار، لكن هناك آراء قانونية كثيرة تقول إن كل ما جاء فى قرارات المحكمة أمس هو أفضل المتاح، وإنه يقود إلى ضرورة وقف إطلاق النار، وإن المحكمة حينما تطالب إسرائيل باحترام المادة الثانية من الاتفاقية فهى تعنى عمليا وقف الحرب، لكن هناك رأيا قانونيا يقول إن وقف إطلاق النار لا يدخل عمليا فى نطاق الصلاحيات المباشرة للمحكمة.

بالطبع فإن إسرائيل سوف تستغل هذه الصياغة المطاطة فيما يتعلق بعدم وجود نص سريع لوقف إطلاق النار وتقول إنه يعطيها الحق فى استمرار الحرب أو الدفاع عن النفس كما ادعى بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء فى تقليصه على الحكم.

لكن المؤكد ورغم عدم وجود النص القاطع بوقف إطلاق النار فإن جنوب إفريقيا ـ التى تستحق كل الشكر والتقدير ــ قد حشرت إسرائيل فى زاوية ضيقة وكشفت حقيقة وجهها العنصرى الفاشى الإجرامى وهشمت صورتها المزيفة بأنها واحة الديمقراطية وحقوق الإنسان فى المنطقة، والمؤكد أيضا أن ما حدث هو كارت أصفر وليس أحمر لإسرائيل وسوف يساعد فى تكثيف الضغط الدولى على تل أبيب ومن يدعمها، وقد رأينا الذعر الإسرائيلى من الحكم فى قول نتنياهو بأنه «وصمة عار فى تاريخ القانون»، أو قول المتطرف إيتمار بن غفير بأن المحكمة معادية للسامية!!!

مرة أخرى شكرا لجنوب إفريقيا وشكرا لكل قضاة محكمة العدل الدولية الذين انحازوا لإنسانيتهم وضميرهم وللقانون الدولى الإنسانى.

المعركة ضد هذا العدو طويلة ومعقدة جدا، وتحتاج النضال على كل الجهات القانونية والسياسية والثقافية والإعلامية وكل ما يتوافق مع القانون الدولى.

arabstoday

GMT 11:43 2025 الإثنين ,24 شباط / فبراير

تلك هي الحكاية

GMT 11:41 2025 الإثنين ,24 شباط / فبراير

تشييع «حزب الله»

GMT 11:39 2025 الإثنين ,24 شباط / فبراير

لبنان... على ضفاف نهر الاغتيالات

GMT 11:33 2025 الإثنين ,24 شباط / فبراير

«هدنة 1949» لتحرير لبنان من حروب الآخرين

GMT 11:27 2025 الإثنين ,24 شباط / فبراير

وسمٌ سعودي على التاريخ

GMT 11:25 2025 الإثنين ,24 شباط / فبراير

المشهد الفلسطيني قبل اليوم التالي

GMT 11:21 2025 الإثنين ,24 شباط / فبراير

واشنطن... ومستقبل الأمم المتحدة

GMT 11:20 2025 الإثنين ,24 شباط / فبراير

ورقة المهاجرين!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فضيحة إسرائيل فى لاهاى فضيحة إسرائيل فى لاهاى



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:24 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

نهج التأسيس... وتأسيس النهج

GMT 07:29 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

كم سيندم لبنان على فرصة اتفاق 17 أيّار...

GMT 05:50 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

حقائق غامضة

GMT 18:20 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

إنستجرام يضيف ميزات جديدة للرسائل المباشرة

GMT 09:50 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

أنغام تتألق في حفل تكريم عبدالله الرويشد

GMT 08:09 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

كيف فكك المغرب خلية داعش؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab