هل هناك فرق بين نتنياهو وإسرائيل

هل هناك فرق بين نتنياهو وإسرائيل؟!

هل هناك فرق بين نتنياهو وإسرائيل؟!

 العرب اليوم -

هل هناك فرق بين نتنياهو وإسرائيل

بقلم - عماد الدين حسين

هناك صورة إسرائيلية أمريكية غريبة وأحيانًا عربية يراد ترسيخها بأن هناك فرقًا كبيرًا بين بنيامين نتنياهو وقادة الائتلاف اليمينى المتطرف، من جهة وبين إسرائيل الدولة العصرية الديمقراطية المدنية المتقدمة.
نسمع هذه النغمة كثيرًا منذ بدء العدوان الإسرائيلى الوحشى على قطاع غزة فى السابع من أكتوبر الماضى، وقد زادت هذه النغمة كثيرًا هذه الأيام خصوصًا بعدما أعلن الرئيس الأمريكى جو بايدن عما وصفها بأنها مقترحات إسرائيلية للتوصل إلى اتفاق يوقف إطلاق النار ويطلق سراح الأسرى الإسرائيليين والمسجونين الفلسطينيين.
جوهر هذه الصورة التى يراد تعميمها بأن نتنياهو وشركاءه فى الائتلاف خطر على الأمن القومى الإسرائيلى، وهم مجرد قلة، بل يذهب البعض إلى القول إنهم اختطفوا إسرائيل المتطورة المتقدمة المؤمنة بحقوق الإنسان والحريات، وجعلوا الرأى العام العالمى يعتقد أن الحكومة الحالية تمثل كل إسرائيل وروحها وجوهرها!
وقد وجدنا العديد من القادة الغربيين خصوصًا فى الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا يكررون هذه النغمة جهرًا حينًا وسرًا فى معظم الأحيان. وبالتالى فقد سعوا إلى محاولة تخفيف حدة التطرف الإسرائيلى، بل إن الرئيس جو بايدن تحدث علنًا أكثر من مرة، بأن على نتنياهو أن يبعد كبار المتطرفين عن حكومته خصوصًا ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتس. ورأينا العديد من كبار الكتاب فى وسائل الإعلام الأمريكية الكبرى، مثل توماس فريدمان، يقولون لنتنياهو: «عليك أن تختار بين اجتياح رفح، وبين الذهاب إلى الرياض للتطبيع مع السعودية».
وبالطبع صرنا نعرف أن نتنياهو اختار اجتياح رفح، ويطمح أن يستمر ليحصل على كل شىء، رفح وكامل غزة وكل الضفة الغربية، من دون أن يقدم شيئًا فى المقابل.
ما أريد أن أذكره فى هذه السطور أن تجربة العدوان الإسرائيلى المستمر حتى هذه اللحظة على قطاع غزة، ومن خلال متابعة ومراقبة تصريحات وتصرفات القادة الإسرائيليين تكشف أنه لا يوجد أى فرق جوهرى كبير يذكر بين نتنياهو وبقية المتطرفين وبين المصنفين معتدلين فى المعارضة الإسرائيلية.
وهناك أدلة دامغة على هذا الاستنتاج. أولها أنه حينما زاد الضغط الأمريكى الغربى على الحكومة الإسرائيلية لمجرد التلميح بأن عليها أن تقبل مسار تسوية يقود إلى حل الدولتين، ذهب نتنياهو إلى الكنيست وطرح مشروع قانون للتصويت عليه يرفض قيام الدولة الفلسطينية، وقد صوت على هذا القانون كل الأحزاب والقوى السياسية الإسرائيلية ما عدا الكتلة العربية بالطبع. وكان هذا التصويت كاشفًا بالفعل، ثم إن غالبية قادة ما يسمى بمعسكر المعارضة لم يلمحوا من بعيد أو قريب إلى إمكانية موافقتهم على حل الدولتين.
والدليل الدامغ الثانى الذى يكشف عن أن التطرف ليس قاصرًا على الحكومة الحالية، بل على الشعب الإسرائيلى نفسه هو أن هذا الشعب يختار حكومات يمينية متطرفة منذ عام ١٩٩٦ وحتى يومنا هذا باستثناء فترات قليلة.
يكرر البعض كثيرًا خصوصًا قادة الدول الغربية أن هناك معتدلين كثيرين فى إسرائيل مثل بينى جانتس، لكن هؤلاء ينسون أن جانتس يؤمن بكل ما يؤمن به نتنياهو لكنه بوسائل ناعمة لينة، هو يطالب بالقضاء على المقاومة، وينكر حق الشعب الفلسطينى فى الدولة المستقلة. بل إن يائير لابيد زعيم المعارضة يؤمن بنفس الأفكار، لكنه يرى أن نتنياهو يدمر سمعة إسرائيل عبر اللجوء إلى الطرق الخشنة.
هل معنى كلامى أن نقول إن المجتمع الإسرائيلى مصمت وكله متطرف، وبالتالى لا أمل فى أى شىء؟
الإجابة هى لا، لأن السياسة تعنى المحاولة المستمرة لأحداث حلحلة تقود إلى التغيير. والسياسة هى فن الممكن، والمفاوضات تدور بين خصوم وأعداء، وليس بين أصدقاء ومتحالفين.
لكن ما أقصده هو ألا يراهن بعضنا خطأً أو تمنيًا على حكاية أن هناك حمائم وملائكة فى المعارضة الإسرائيلية.
ربما أن أحد أهم مميزات نتنياهو ومتطرفيه أنهم أكثر وضوحًا بما يمثل جوهر الروح الإسرائيلية التى تبين لنا بوضوح أنها تنكر بقاء الشعب الفلسطينى، ولا ترى أنه يستحق الحياة، وأن الإسرائيلى أكثر سموًا وعلوًا ورفعة من الفلسطينيين، الذين وصفهم يوآف جالايت، وزير الدفاع، يوم ٧ أكتوبر بأنهم حيوانات بشرية؟!

 

arabstoday

GMT 07:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 07:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 07:11 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 07:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 07:05 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 07:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 07:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 06:58 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الصراع الطبقي في بريطانيا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل هناك فرق بين نتنياهو وإسرائيل هل هناك فرق بين نتنياهو وإسرائيل



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 09:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تشوّق جمهورها لمسرحيتها الأولى في "موسم الرياض"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab