‎الممر البحرى الأمريكى و٧ مخاوف مشروعة

‎الممر البحرى الأمريكى و٧ مخاوف مشروعة

‎الممر البحرى الأمريكى و٧ مخاوف مشروعة

 العرب اليوم -

‎الممر البحرى الأمريكى و٧ مخاوف مشروعة

بقلم - عماد الدين حسين

‎ماذا يعنى إعلان الولايات المتحدة أنها تقترب من إنشاء الممر البحرى على سواحل قطاع غزة، وماذا يعنى إعلان بريطانيا أنها ستنشر جنودًا فى غزة للمساعدة فى تأمين توزيع المساعدات الإنسانية التى ستدخل القطاع؟!

‎قبل محاولة الإجابة على هذا السؤال فإن الولايات المتحدة أعلنت قبل أكثر من شهر عن نيتها إنشاء ممر بحرى على سواحل قطاع غزة لإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع الذى يتعرض لعدوان إسرائيلى مستمر منذ ٧ أكتوبر الماضى.

‎أمريكا أعلنت أنها لن تنشر قوات أمريكية فى القطاع، وأن جنودها لن يدخلوا القطاع.

‎تفاصيل الخبر كما نشره موقع البى بى سى فإن لندن تدرس تكليف قوات بريطانية للمساعدة فى توصيل المساعدات عبر الطريق البحرى الجديد الذى تنوى أمريكا إنشاءه قريبا، خصوصا أن الولايات المتحدة تقول إنها لا تنوى إطلاقا إرسال جنود أمريكيين على أرض غزة.

‎الدور البريطانى المحتمل حسب وصف المخططين العسكريين يحمل اسم «الأحذية الرطبة» ويتمثل فى دفع الشاحنات من سفن الإنزال إلى الممر المؤقت وتسليم المساعدات إلى منطقة توزيع آمنة على الشاطئ.

‎هذا هو الجزء العلنى والمعلن من الخطة التى قالت إسرائيل إنها سوف توفر لها المساعدة والتأمين الكاملين.

‎كثير من المراقبين استغربوا من الإعلان الأمريكى عن إنشاء هذا الممر أو الميناء البحرى. وجهة نظرهم تقول إنه إذا كانت واشنطن تريد فعلا تقديم المساعدات الإنسانية لغزة، فكان يمكنها أولا أن تطلب من إسرائيل وقف إطلاق النار، ‎أو إقناع إسرائيل بعدم عرقلة دخول المساعدات عبر معبر رفح المصرى،‎ أو توقف الجسر الجوى العسكرى والمالى المتدفق منها لإسرائيل. أو تطلب من إسرائيل فتح المعابر الستة الموجودة بينها وبين قطاع غزة لإدخال المساعدات، وبالتالى فحينما لا تفعل أمريكا أيا من الخطوات السابقة وتكتفى ببعض عمليات الإسقاط الجوى للمساعدات، ثم تعلن عن إنشاء ميناء بحرى، فإن الأمر يدعو للتساؤل والدهشة والريبة.

‎المندهشون من الخطط الأمريكية البريطانية الإسرائيلية يخشون أن يكون الممر البحرى مجرد ستار لسيناريو أكثر خطورة يقود إلى ترتيب أوضاع تعيد تشكيل كامل المشهد ليس فقط فى قطاع غزة ولكن فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وكامل منطقة شرق المتوسط!

‎أولا: هذا الأمر يتطلب وجودا وتموضعا وقواعد عسكرية أمريكية بريطانية ثابتة ولن يكون هناك أفضل من المساعدات الإنسانية كستار لهذا الأمر.

‎وثانيا: قد يعنى التخطيط لهذا الأمر أن العدوان الإسرائيلى مستمر إلى أجل غير مسمى أو حتى تحقيق القضاء على كامل مظاهر المقاومة الفلسطينية وليس فقط حركة حماس.

‎وثالثا: أن نجاح هذا المخطط يتطلب عدم وجود أى حركات مقاومة، لأن وجودها يعنى شن عمليات فدائية ضد هذا الوجود الأجنبى سواء على أرض قطاع غزة أو المياه الإقليمية الفلسطينية.

‎رابعا: ربما تكون الولايات المتحدة ومعها حلف الناتو تفكر فى وجود عسكرى دائم فى هذه المنطقة لمنع أى تمركز إيرانى أو عربى فى قطاع غزة، وبالتالى ضمان عدم وجود قوى مناوئة فى هذا الشريط الضيق الذى يسبب الصداع الدائم لإسرائيل منذ زرعها فى المنطقة عام ١٩٤٨.

‎خامسا: هناك أيضا رغبة أمريكية أطلسية فى التواجد فى منطقة شرق المتوسط لضمان أولا القضاء على أى دور روسى أو صينى فى المنطقة خصوصا فى ظل الصراع التركى مع اليونان وقبرص، ومحاولات التمدد الروسى فى سوريا وليبيا.

‎سادسا: هناك تقارير متواترة تقول إن واشنطن ولندن وتل أبيب لديهم معلومات عن احتياطات ضخمة من البترول والغاز مقابل سواحل غزة، وهم لا يريدون أن يتسلمها الفلسطينيون تحت أى ظرف من الظروف.

‎سابعا: إضافة لكل ما سبق فهناك مخاوف حقيقية أن تكون السفن الأمريكية والبريطانية والأوروبية التى ستنقل مساعدات إنسانية عبر الممر البحرى الجديد ستعود بآلاف الفلسطينيين الراغبين فى الفرار من الهولوكست الإسرائيلى فى قطاع غزة.

‎هذه المخاوف تستند على أن إسرائيل نجحت إلى حد كبير فى تحويل قطاع غزة إلى مكان غير صالح للعيش بعد أن هدمت معظم المبانى والمنشآت والبنية التحتية ووصل إجرامها إلى هدم غالبية المستشفيات على رءوس المرضى والمدنيين، بحيث صار هناك أكثر من ١٫٢ مليون فلسطينى نازح فى شوارع وطرق غزة، بعض هؤلاء قد يجد نفسه مضطرا لركوب هذه السفن للمحافظة على حياته فى ظل سياسة التهجير المستمرة التى تتبعها إسرائيل.

‎أرجو أن يكون الفلسطينيون والمصريون والعرب وكل الشرفاء فى العالم منتبهين لكل الأفكار والمخططات الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية.

arabstoday

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نقل عدوى لبنان إلى العراق

GMT 10:00 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

تأخرنا كثيرا دولة الرئيس!

GMT 09:59 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نواب هل يجرؤون على حجب الثقة ؟

GMT 09:56 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

«كاستنج» والتنقيب عن بئر نفط المواهب

GMT 07:10 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

«الصراع من أجل سوريا»

GMT 07:09 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

دمشق وطهران والحرب الجديدة

GMT 07:08 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

غزة. غزة... بقلم «جي بي تي»!.. بقلم «جي بي تي»!

GMT 07:06 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

... أن تكون مع لا أحد!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

‎الممر البحرى الأمريكى و٧ مخاوف مشروعة ‎الممر البحرى الأمريكى و٧ مخاوف مشروعة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:48 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
 العرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 02:36 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

"العفو الدولية" تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة
 العرب اليوم - "العفو الدولية" تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة

GMT 14:49 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق
 العرب اليوم - إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق

GMT 03:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
 العرب اليوم - تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 08:36 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نقل عدوى لبنان إلى العراق

GMT 06:33 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ثلاث دوائر

GMT 08:28 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

منة شلبي توجّه رسالة شكر لجمهور السعودية بعد نجاح مسرحيتها

GMT 06:46 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

العلاقات التركية السورية تاريخ معقد

GMT 07:12 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

ماذا وراء موقف واشنطن في حلب؟

GMT 07:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

اليمامة تحلّق بجناحي المترو في الرياض

GMT 23:47 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا يعين الأميركية جيل إليس رئيس تنفيذى لكرة القدم

GMT 01:25 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

وفاة 143 شخصًا بمرض غامض في الكونغو خلال أسبوعين

GMT 10:21 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

"أرامكو" السعودية توقع اتفاقية مع شركتين لاستخلاص الكربون

GMT 17:28 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وحدات الجيش السوري تسقط عشرات الطائرات المسيرة في ريف حماة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab