جريمة إسرائيل الكبرى بغزة

جريمة إسرائيل الكبرى بغزة

جريمة إسرائيل الكبرى بغزة

 العرب اليوم -

جريمة إسرائيل الكبرى بغزة

بقلم - عماد الدين حسين

مدير مكتب الإعلام الحكومى فى غزة قال مساء يوم السبت الماضى «٣٠ ديسمبر» إن هناك ١٫٥ مليون من سكان قطاع غزة أصبحوا بلا مأوى، وحتى إذا توقف العدوان الإسرائيلى، فإن هؤلاء صاروا مشردين ونازحين رسميًّا فى شوارع القطاع.
قد تقول إسرائيل وأمريكا وبعض الغرب إن مكتب الإعلام الحكومى تابع لحركة حماس، وبالتالى فإنهم يقومون بتضخيم الخسائر وآثار العدوان حتى ينالوا تعاطف العالم، لكن فى نفس اليوم أى السبت الماضى كشفت صور الأقمار الصناعية التى طلبتها شبكة الـ BCC البريطانية لحقيقة الأوضاع فى غزة أن الواقع أكثر بؤسًا.
تحليل الصور أجراه باحثون فى جامعة سيتى بنيويورك وجامعة أوريجون و«مجموعة المأوى» وهى ائتلاف من جماعات إغاثية بقيادة المجلس النرويجى للاجئين. ومراكز ومؤسسات بحثية غربية مستقلة، والمعيار هو إجراء مقارنات بين صورتين منفصلتين لما قبل وما بعد ٧ أكتوبر، والتغيرات التى طرأت على ارتفاع المبانى وهيكلها جراء القصف، والنتيجة النهائية هى أن ٧٠٪ من مساكن قطاع غزة قد تضررت كليا أو جزئيا، وبلغت النسبة ٨٠٪ فى شمال القطاع، وأنه فى حالة توقف الحرب فإن مهمة إزالة الانقاض سوف تستغرق عاما على الأقل بسبب مخلفات الأسلحة والقنابل والألغام التى يمكن أن تنفجر فى أى وقت. أما عملية إعادة الأعمال المبانى المدمرة فسوف تحتاج ما بين ٧ ــ ١٠ سنوات، بشرط توافر تمويل لا يقل عن ٣٫٧ مليار دولار.
وعلى موقع يورو نيوز يوم السبت الماضى أيضا ونقلا عن صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية فإن إسرائيل أسقطت ٢٩ ألف قنبلة وقذيفة على قطاع غزة، والنتيجة هى دمار ٧٠٪ من منازل القطاع البالغ عددها ٤٣٩ ألف منزل بأضرار جزئية أو كلية وألحقت ضررا بكل ما هو موجود وليس فقط المبانى العادية، بل المساجد والمستشفيات والمصانع والمدارس ومراكز التسوق والمسارح والمواقع الأثرية والتراثية والثقافية.
واستهدف العدوان أيضا كل ما له صلة بالبنية التحتية خصوصا مؤسسات وشبكات المياه والكهرباء والاتصالات والرعاية الصحية، وتقريبا فإن ٣٦ مستشفى باتت مغلقة، ناهيك عن تدمير أشجار الحمضيات وبساتين الزيتون وتضرر أكثر من ثلثى المدارس والهدف من كل هذا العدوان هو تحويل قطاع غزة بأكمله إلى مكان غير قابل للحياة، وبالتالى لا يجد سكانه مفرا من الرحيل عنه إلى أى مكان.
طبقا لتحليل الأقمار الصناعية الأمريكية فإن العدوان الإسرائيلى أحدث دمارا يفوق ما حل بمدينة حلب السورية بين عامى ٢٠١٢ ــ ٢٠١٦، أو ماريوبول فى أوكرانيا، أو قصف الحلفاء للعديد من المدن الألمانية فى الحرب العالمية الثانية خصوصا فى سنواتها الأخيرة لإجبار هتلر على الاستسلام.
روبرت ويب مؤلف كتاب «تاريخ القصف الجوى» قال إن كلمة غزة سوف تدخل التاريخ مع مدينة دريسدن وغيرها من المدن الشهيرة التى تم قصفها. وما تم فى غزة يعتبر أعلى ٢٥٪ من حملات العقاب الأشد فى التاريخ.
طبقا لـ «وول ستريت جورنال» فإن ٥٨٪ من سكان القطاع البالغ عددهم ٢٫٢ مليون نسمة قد فروا من منازلهم بموجب قرارات الإخلاء الإسرائيلية، ويُقدر هى بين استاذ الجغرافيا المساعد فى جامعة ولاية كنت فى أوهايو إن ٢٠٪ من الأراضى الزراعية فى قطاع غزة قد تضررت أو دمرت.
وخلص تقرير أجراه البنك الدولى فى ١٢ ديسمبر الماضى إلى أن العدوان دمر ٧٧٪ من المرافق الصحية و٧٢٪ من الخدمات البلدية مثل المتنزهات والمحاكم والمكتبات و٦٨٪ من البنية التحتية للاتصالات و٧٦٪ من المواقع التجارية. وهناك دمار شبه كامل للمنطقة الصناعية فى شمال القطاع، كما تم تدمير أكثر من نصف طرف القطاع، ولحقت أضرار ضخمة بـ ٣٤٢ مدرسة منها ٧٠٪ مدرسة تابعة للأمم المتحدة.
يقول الخبراء إن أى عملية إعادة إعمار تتطلب نظاما كاملا من البنية التحتية تحت الأرض، لأنه عندما تهاجم باطن الأرض، فإن كل ما يمر عبر الأرض من مياه وغاز وصرف صحى يتمزق.
السؤال إلى أين سوف يذهب المليون ونصف مليون نازح غزاوى، وكيف يمكن إيقاف حقوق حكومة التطرف العنصرى فى إسرائيل، حتى لا تكمل هدفها الفعلى وهو تدمير غزة لإجبار سكانها على الرحيل، وليس إسقاط حكومة حماس كما تدَّعى.

 

arabstoday

GMT 10:30 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 10:27 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان... و«اليوم التالي»

GMT 10:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 10:16 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

«فيروز».. عيونُنا إليكِ ترحلُ كلَّ يوم

GMT 10:15 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

GMT 10:12 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الشريك المخالف

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جريمة إسرائيل الكبرى بغزة جريمة إسرائيل الكبرى بغزة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية
 العرب اليوم - عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم
 العرب اليوم - القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة
 العرب اليوم - ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان

GMT 10:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اثنان فيتو ضد العرب!

GMT 11:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يعبر عن استيائه من إدارة ليفربول ويقترب من الرحيل

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab