شجاعة أسامة الغزالي حرب

شجاعة أسامة الغزالي حرب

شجاعة أسامة الغزالي حرب

 العرب اليوم -

شجاعة أسامة الغزالي حرب

بقلم - عماد الدين حسين

يستحق الكاتب الصحفى الكبير الدكتور أسامة الغزالى حرب التحية والتقدير على شجاعته.
حرب كتب فى مقاله اليومى بجريدة الأهرام يوم الأحد الماضى مقالا مهما عنوانه «اعتذار».
كنت أتمنى لو استطعت أن أعرض المقال كاملا فى هذه المساحة نظرا لأهميته، لكن ضيق المساحة يمنعنى. المهم أن جوهر مقال الدكتور أسامة الغزالى حرب المنشور بالصفحة رقم ١١ بالأهرام يقول فيه إنه يعتذر عن موقفه إزاء الصراع العربى الإسرائيلى، بعد نصف قرن من المعايشة ومئات الدراسات والأبحاث العلمية والمقالات الصحفية والزيارات الميدانية.
هو يقول إنه زار إسرائيل بصحبة الدكتور الراحل أسامة الباز عقب مبادرة الرئيس الأسبق محمد أنور السادات التى أدت لتوقيع اتفاق سلام مع إسرائيل عام ١٩٧٩، ثم اتفاق أوسلو مع الفلسطينيين عام ١٩٩٣.
هو يقول إنه اتخذ هذا الموقف وتحمل العديد من الانتقادات من معارضى التطبيع ومن المثقفين المصريين والنقابات المهنية خصوصا نقابة الصحفيين. وكان رأيه طوال هذا الوقت أن مصر بعد أن استعادت أرضها وكرامتها يمكنها إقامة وبناء علاقات سلام رسمية، بما يساعد الفلسطينيين على استعادة حقوقهم السليبة.
وفى الجزء الأخير من مقاله يقول الدكتور أسامة حرب نصا: «إننى اليوم ــ وقد تابعت بغضب وسخط وألم ما حدث ولا يزال يحدث من جرائم وفظائع فى غزة يندى لها جبين الإنسانية، تقتل فيها آلاف الأطفال والنساء وتدمر فيها المنازل والمبانى على رءوس البشر، وتصطف فيها جثث الأبرياء، لا تجد من يدفنها ــ أعتذر عن حسن ظنى بالإسرائيليين، الذين كشفوا عن روح عنصرية إجرامية بغيضة.. أعتذر لشهداء غزة ولكل طفل وامرأة ورجل فلسطينى.. إنى اعتذر».
هذا ما كتبه الدكتور أسامة الغزالى حرب، ومرة أخرى أحييه على شجاعته لأن فضيلة الاعتذار لم تعد متوافرة لدى الكثيرين.
أعرف الدكتور أسامة منذ سنوات، ولم أستغرب أن يصدر منه هذا الاعتذار، لأنه ببساطة صادق مع نفسه، وشديد التواضع وليس متكبرا.
هو آمن بفكرة السلام مع الإسرائيليين لأنه اعتقد أن هناك فرصة. واعتقد أن غالبية المثقفين المصريين الذين سلكوا نفس الطريق منذ زيارة الرئيس الأسبق أنور السادات للقدس المحتلة فى نوفمبر ١٩٧٧ وحتى ما قبل ٧ أكتوبر الماضى. كانوا صادقين مثله فى إمكانية التأثير على المجتمع الإسرائيلى من الداخل والتأثير فى رأيه العام بحيث يتم تقوية التيار المعتدل المؤيد للتسوية السياسية العادلة مع العرب والفلسطينيين. وإضعاف التيار اليمينى المتطرف.
لكن أظن أن هذا الرهان قد سقط تماما والبداية الواضحة كانت حينما تم اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق إسحق رابين على يد متطرف يمينى هو ايجال عامير، ثم رفض الاحتلال للتسوية العادلة فى مفاوضات كامب ديفيد ٢ ثم طابا عام ٢٠٠٠ والتنكيل بالفلسطينيين فى الانتفاضة الثانية بعد انهيار محادثات السلام. ورفض مبادرة السلام العربية أى الأرض مقابل السلام عام ٢٠٠٢. كلها إشارات ودلائل مهمة كان ينبغ أن يتوقف عندها دعاة السلام العرب طويلا. للأسف لم يلفت نظرهم أنه كلما قدم العرب المزيد من التنازلات زاد تطرف الصهاينة، ولم يلفت نظرهم أكثر أنه طوال السنوات الـ٢٥ عاما الماضية فإن المجتمع الإسرائيلى لم ينتخب إلا الائتلاف اليمينى الأكثر بغضا وكرها للعرب بقيادة حزب الليكود باستثناء فترات قليلة جدا حكم فيها يسار الوسط، لكنه كان ينهار بسرعة.
يستحق أسامة الغزالى حرب الشكر الجزيل على شجاعته لأنه وصل إلى قناعة راسخة بأنه يستحيل صنع السلام مع أمثال هؤلاء المتطرفين الذين لا يؤمنون بحق العرب والفلسطينيين فى العيش مثل بقية البشر إلا كعبيد فى خدمة إسرائيل.
أتمنى أن يدرس كل العرب خصوصا المثقفين الذين سلكوا مسلك الدكتور أسامة الغزالى حرب التجربة فى ضوء ما يشاهدونه من عدوان همجى لا يختلف كثيرا عن الإبادة الجماعية. ويسألوا أنفسهم سؤالا هل يمكن التعايش مع مثل هذه الحكومات الإسرائيليين علما بأن غالبية المجتمع الإسرائيلى لديهم نفس التفكير.. وللحديث بقية.

 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شجاعة أسامة الغزالي حرب شجاعة أسامة الغزالي حرب



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
 العرب اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
 العرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة
 العرب اليوم - ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان

GMT 10:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اثنان فيتو ضد العرب!

GMT 11:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يعبر عن استيائه من إدارة ليفربول ويقترب من الرحيل

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab