البرابرة يدمرون التراث الفلسطيني

البرابرة يدمرون التراث الفلسطيني

البرابرة يدمرون التراث الفلسطيني

 العرب اليوم -

البرابرة يدمرون التراث الفلسطيني

بقلم - عماد الدين حسين

برابرة العصر الحديث يدمرون الآثار والمواقع التراثية فى قطاع غزة، والهدف محاولة طمس وإلغاء وتشويه الوجود الثقافى والتراثى الفلسطينى. ما يفعله الغزاة الصهاينة ضد آثار غزة، لا ينفصل عما يفعلوه ضد البشر والحجر فى غزة ــ الفعلان متلازمان ومتكاملان، ويكشفان عن النوايا الحقيقية للعدوان الإسرائيلى.
مساء يوم الجمعة الماضى كشف بيان صادر عن المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة عن أن جيش الاحتلال الإسرائيلى استهدف ٢٠٠ موقع أثرى وتراثى، من أصل ٣٢٥ موقعا فى القطاع فى محاولة لطمس الوجود الثقافى الفلسطينى ودثر الشواهد التاريخية والعمق التاريخى الفلسطينى فى قطاع غزة.
ومن بين أبرز المواقع التى دمرها العدوان الإسرائيلى كنيسة جباليا البيزنطية والمسجد العمرى فى جباليا ومسجد الشيخ شعبان ومسجد الظفر دمرى ومقام الخضر فى دير البلح، وموقع البلاخية «ميناء الانثيدون» شمال غرب غزة القديمة، ومسجد خليل الرحمن فى عبسان بخان يونس، ومركز المخطوطات والوثائق القديمة فى مدينة غزة، وكنيسة القديس برفيريوس فى حى الزيتون، وبيت السقا الأثرى فى الشجاعية وتل السكان فى الزهراء، وتبة ٨٦ فى القرارة، ومسجد السيد هاشم فى مدينة غزة.
بعض هذه الأصول يعود إلى العصر الفينيقى أو الرومانى، وبعضها إلى ٨٠٠ عام قبل الميلاد، فى دلالة لا تخطئها العين على رسوخ الحق الفلسطينى فى أرضه، التى يحاول الاحتلال طوال الوقت تغيير وطمس معالمها لإثبات وجود متوهم لهم فى هذه الأرض.
يفترض أن هناك قواعد للاشتباكات العسكرية، وهذه القواعد تعتبر استهداف المواقع الأثرية والتراثية جريمة دولية واضحة طبقا للقانون الدولى الإنسانى، واتفاقية لاهاى لعام ١٩٥٤ بشأن حماية الممتلكات الثقافية فى حالة النزاع المسلح، والبروتوكول الثانى للاتفاقية لعام ١٩٩٩، الذى يحظر الاستهداف المتعمد فى جميع الظروف للمواقع الثقافية والدينية.
لكن متى اهتمت إسرائيل بالقانون الدولى أو بأى قواعد وأخلاقيات؟!!!،.فإذا كانت قد سرقت وطنا منذ عام 1948 وكرست ذلك فى عام 1967، وفى نحو 80 يوما فقط قتلت ٢١ ألف شخص وأصابت ٥٥ ألفا ودمرت نصف مساكن غزة، وجعلت ١٫٥ مليون من سكانه نازحين، فهل يصعب عليها أن تدمر المواقع الثقافية والتراثية؟!
المتابع للسياسات الإسرائيلية منذ زرع هذا الكيان عنوة فى المنطقة عام ١٩٤٨ «النكبة» سوف يكتشف بسهولة أنه يسعى بدأب ممنهج إلى محاربة التراث الفلسطينى والعربى بكل الطرق من أول سرقة المأكولات والأزياء الفلسطينية والعربية نهاية بمحاولة الزعم بوجود هيكل سليمان أسفل المسجد الأقصى.
نعرف تماما أن إسرائيل ذهبت إلى اليونسكو وسجلت «الطعمية» أو «الفلافل» باعتبارها أكلة إسرائيلية، وهى تعلم تماما أنها مصرية وعربية مليار فى المائة.
هى تحاول أيضا أن تنسب لنفسها كل ما هو فلسطينى مستغلة اللوبى اليهودى، وعدم معرفة الأجانب عموما والأوروبيين خصوصا بهذه التفاصيل.
هى حفرت عشرات السنوات أسفل المسجد الأقصى بحثا عن هيكل سليمان، وفى كل مرة تكتشف وجود الآثار العربية والإسلامية، ولا تجد أثرا لما تبحث عنه. ونعلم أيضا أنها زعمت أن اليهود هم من بنوا الأهرامات، وحينما جاء مناحم بيجن رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق لزيارة الأهرامات بعد توقيع معاهدة كامب ديفيد عام ١٩٧٨، قال للرئيس الأسبق أنور السادات إن مقابر العمال اليهود الذين بنوا الأهرامات موجودة فى هذه المنطقة، ويومها رد عليه السادات مكذبا هذه الرواية.
نتذكر أيضا أن عصابة اليمين المحافظ التى قادت غزو وتدمير العراق الشقيق عام 2003 فى عهد جورج بوش الابن خدمة للأهداف الإسرائيلية، قد سرقت آلاف القطع الأثرية، خصوصا تلك التى تشير إلى العصر البابلى ونبوخذ نصر الذى يعتبر عدوهم الأكبر حيث أسقط سقاط مدينة أورشليم (القدس) مرتين، الأولى فى سنة 597 ق. م، والثانية فى سنة 587 ق. م، وقام بسبى سكان أورشليم، من اليهود وأنهى حكم سلالة داود. وتردد عام 2003 أن وكلاء إسرائيليين متخفين تحت جنسيات أجنبية كان لهم دور بارز فى عمليات تهريب هذه الآثار العراقية.
خطورة ما فعلته إسرائيل فى الماضى وما تفعله الآن فى غزة يشير إلى حقيقة نواياها الأساسية وهى أنها لم تتخلَ عن الخرافات التوراتية وحدود النيل والفرات، وبالتالى فالعدوان الأخير على المواقع الأثرية والتراثية، هو أوضح دليل على نية إسرائيل طرد الفلسطينيين أو قتلهم تمهيدا لتهويد كل غزة وكل فلسطين.
ما يحدث يتطلب ردود أفعال عربية وإسلامية ودولية تتناسب مع هذه الجريمة الكبرى ولا تكتفى بالشجب والإدانة.

 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البرابرة يدمرون التراث الفلسطيني البرابرة يدمرون التراث الفلسطيني



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 07:36 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد سعد يعلّق على لقائه بويل سميث وابنه
 العرب اليوم - أحمد سعد يعلّق على لقائه بويل سميث وابنه

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 15:07 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

كاف يعلن موعد قرعة بطولة أمم أفريقيا للمحليين

GMT 19:03 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيروس جديد ينتشر في الصين وتحذيرات من حدوث جائحة أخرى

GMT 13:20 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

برشلونة يستهدف ضم سون نجم توتنهام بالمجان

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 08:18 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مي عمر تكشف عن مصير فيلمها مع عمرو سعد

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 09:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الصحة العالمية تؤكد أن 7 ٪ من سكان غزة شهداء ومصابين

GMT 08:54 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان

GMT 23:13 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 5.5 درجة على مقياس ريختر يضرب مدينة "ريز" في إيران

GMT 08:44 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

بشرى تكشف أولى مفاجآتها في العام الجديد

GMT 09:35 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

شهداء وجرحى في قصف متواصل على قطاع غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab