بلينكن إذا حضر

بلينكن إذا حضر!

بلينكن إذا حضر!

 العرب اليوم -

بلينكن إذا حضر

بقلم - عماد الدين حسين

عصر يوم الإثنين الماضى كان وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن يتحدث للصحفيين فى مطار القاهرة فى إطار جولته الثامنة بالمنطقة منذ بداية العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة فى ٧ أكتوبر الماضى.
بلينكن قال كلاما كثيرا فى المؤتمر الصحفى، لكن توقفت عند عبارة أن حماس هى العقبة الوحيدة الآن أمام وقف إطلاق النار بعد أن وافقت إسرائيل على مقترحات الرئيس الأمريكى جو بايدن التى أعلنها قبل حوالى أسبوعين، وأن أفضل طريقة لوقف مقتل المدنيين هو موافقة حماس على صفقة التبادل مما يقود إلى وقف إطلاق النار.
صار واضحا حتى للأعمى أنه لم يعد هناك فارق يذكر بين المواقف الأمريكية والإسرائيلية فيما يتعلق بالعدوان، ربما فقط فى الدرجة والتفاصيل وليس فى الجوهر.
مشكلة كثير من العرب أنهم ينسون أنه لولا أمريكا ما تمكنت إسرائيل من الاستمرار فى هذه الحرب، بل الاستمرار على قيد الحياة منذ زرعها عنوة فى المنطقة عام ١٩٤٨.
بعضنا ما يزال غارقا فى وهم إمكانية أن تجبر أمريكا إسرائيل على إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام ١٩٦٧.
علينا ألا ننسى أن بلينكن حينما جاء فى أول زيارة للمنطقة بعد ساعات قليلة من بدء العدوان الإسرائيلى فى ٧ أكتوبر الماضى، قال بوضوح وبلا مواربة، أنه جاء باعتباره يهوديا وليس فقط كوزير للخارجية الأمريكية.
ونعلم أيضا أن الرئيس الأمريكى جو بايدن جاء للمرة الأولى فى تاريخ الإدارات الأمريكية لزيارة إسرائيل أثناء خوضها الحرب والعدوان على الفلسطينيين، وواشنطن فتحت مخازنها وخزائنها لدعم إسرائيل بكل ما تحتاجه من أسلحة وتمويلات وكذلك أرسلت لها حاملات الطائرات وسفن نووية لحمايتها، والأهم الدفاع عنها بمنظومات الدفاع الجوى المتنوعة، وصرنا نعلم أن المخابرات الأمريكية شاركت فى عملية إنقاذ الأسرى الإسرائيليين الأربعة فى مخيم النصيرات الأسبوع الماضى فى عملية أدت إلى مقتل 275 فلسطينيا وإصابة اكثر من 400 آخرين.
سيقول البعض وما هو الجديد فى الحديث عن الانحياز الأمريكى غير المشروط لإسرائيل؟!
الإجابة ببساطة لأن بلينكن لم يكن أمينا حينما ألقى باللوم فقط على المقاومة الفلسطينية، حينما قال بتهكم «إننا ننتظر رد حماس منذ عشرة أيام، وأنها هى العائق الوحيد أمام وقف إطلاق النار».
لماذا لم يكن موضوعيا؟!
ببساطة لأن الولايات المتحدة وعبر مدير مخابراتها وليام بيرنز وافقت على مقترحات محددة بمشاركة مصرية قطرية وقبلتها حماس وعارضتها إسرائيل فقط فى أوائل شهر مايو الماضى، بل إن واشنطن وصفت العرض وقتها بأنه سخى جدا.
يومها تهرب نتنياهو من الخطة التى وافقت عليها أمريكا، بطريقة طفولية، ولم ينطق بلينكن أو أى مسئول أمريكى بكلمة ينتقد فيها إسرائيل على مقترحات شاركت الولايات المتحدة فى صياغتها.
لم نرَ مسئولا أمريكيا يتحلى بالشجاعة وينتقد إسرائيل، التى هربت من الاتفاق لتحتل معبر رفح ومحور فيلادلفيا. بل إن واشنطن قالت إنها تقبل التصورات الإسرائيلية بشأن رفح بعد أن ظلت تخدعنا جميعا وتقول إنها لا توافق على اجتياح رفح!
اقتراحى المتواضع أن يتعامل العرب والفلسطينيون مع الطرف الأمريكى باعتباره الممثل الشرعى والوحيد للإسرائيليين، وأنه ليس وسيطا بالمرة، وليس نزيها.
ربما لو فعلنا ذلك وفكرنا فيه جيدا، فربما نكون قد بدأنا نفهم أحد أهم جوانب هذا الصراع الممتد منذ آلاف السنين.
ومن متابعة جولات بلينكن السابقة فإنه فى كل مرة يأتى للمنطقة، يقول إنه جاء للتسريع بوقف إطلاق النار، لكن الواقع يكشف لنا دائما أن قوات الاحتلال الإسرائيلى ترتكب المزيد من المجازر النوعية بحق الشعب الفلسطينى، وبعدها يخرج بلينكن وبقية المسئولين الأمريكيين ليبرروا هذه المجازر.
ربنا يستر هذه المرة !

 

arabstoday

GMT 06:31 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الثلج بمعنى الدفء

GMT 06:29 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

فرنسا وسوريا... السذاجة والحذاقة

GMT 06:27 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

التكنوقراطي أحمد الشرع

GMT 06:25 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

جدل الأولويات السورية ودروس الانتقال السياسي

GMT 06:23 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

ليبيا: لا نهاية للنفق

GMT 06:21 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الصناعة النفطية السورية

GMT 06:19 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

دمشق وعبء «المبعوثين الأمميين»

GMT 06:14 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

حرية المعلومات هى الحل!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بلينكن إذا حضر بلينكن إذا حضر



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
 العرب اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
 العرب اليوم - يحيى الفخراني يختار التمثيل ويترك مهنة التدريس في كلية الطب

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
 العرب اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 10:46 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:22 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

توتنهام يضم الحارس التشيكي أنطونين كينسكي حتى 2031

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 10:27 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

سبيس إكس تطلق صاروخها فالكون 9 الأول خلال عام 2025

GMT 08:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 14:02 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الاتحاد الإسباني يعلن رفض تسجيل دانى أولمو وباو فيكتور

GMT 11:47 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

كيروش يقترب من قيادة تدريب منتخب تونس

GMT 19:51 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 2.7 درجة يضرب الضفة الغربية فى فلسطين

GMT 11:50 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الهلال السعودي يكشف سبب غياب نيمار عن التدريبات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab