عبداللهيان في الرياض دلالات أولية

عبداللهيان في الرياض.. دلالات أولية

عبداللهيان في الرياض.. دلالات أولية

 العرب اليوم -

عبداللهيان في الرياض دلالات أولية

بقلم - عماد الدين حسين

ما هو مستقبل العلاقات السعودية ــ الإيرانية، هل تتحسن فعلا وتتطور إلى علاقات تعاون حقيقى لمصلحة البلدين والمنطقة بأسرها، أم أن ما يحدث الآن مجرد هدنة لالتقاط الأنفاس وسرعان ما تعود الأمور إلى الصورة التى صارت طبيعية منذ عام ١٩٧٩ أى الخلاف والتوتر والصدام؟
هذا السؤال عاد لسطح الأحداث مرة أخرى يوم الخميس الماضى، حينما زار وزير الخارجية الإيرانى حسين أمير عبداللهيان الرياض للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، ردا على زيارة نظيره السعودى فيصل بن فرحان لطهران قبل نحو شهرين.
نعلم أن البلدين استأنفا العلاقات الثنائية منذ أسابيع بعد وساطة صينية ناجحة ومفاجئة جمعت بين مسئولين سعوديين وإيرانيين كبار فى بكين فى 2 شهر مارس الماضى واتفقا البلدان وقتها على عودة العلاقات وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للطرف الآخر، وحل المشكلات بينهما وإعادة العمل بالاتفاقين الاقتصادى لعام ١٩٩٨ والأمنى لعام ٢٠٠١.
بعد هذا الاتفاق انتعشت الآمال لدى كثير من المراقبين بأن تغييرات دراماتيكية سوف تشهدها علاقات البلدين، وبالتالى مجمل المنطقة خصوصا فى المناطق التى شهدت خلافات وصدامات، وبالأخص فى اليمن ولبنان وسوريا، ووصلت إلى حد اتهام السعودية لإيران بتنفيذ هجمات عسكرية ضدها تحت ستار الحوثيين.
لكن الذى حدث منذ ٢ مارس وحتى هذه اللحظة أننا لم نشهد ما ينبئ بأن تغييرا كبيرا قد حدث، بل سمعنا عودة اللغة الإيرانية القديمة فيما خص الحديث عن حقل الدرة للغاز الطبيعى وهو ملكية سعودية كويتية مشتركة، وتزعم إيران أن لها حقوقا سيادية فيه. هذه اللغة الإيرانية توحى بأن جوهر التفكير الإيرانى لم يتغير.
بعض المراقبين يعتقدون أن طهران رحبت بشدة بالمصالحة مع السعودية لأنها كانت مدفوعة بضغوط أمريكية غربية إسرائيلية من اتجاهات مختلفة، وبالتالى فإن هذه المصالحة سوف تلجم وتحجم هذه الضغوط، وفى نفس الوقت تتيح لطهران متنفسا مهما خصوصا فى الحصار الاقتصادى.
لكن المشكلة الحقيقية كانت فى رأى هؤلاء المراقبين أن إيران لا تريد أن تدفع ثمن هذه المصالحة، بأن تتوقف عن التدخل فى شئون الخليج العربى، وأن توقف دعمها لبعض القوى المحلية فى البلدان العربية.
السعودية مدت يدها لطهران، ويعتقد البعض أن إيران شعرت بعد بدء مفاوضات مع الولايات المتحدة، وأثمرت قبل أيام عن الافراج عن ٥ أمريكيين وإفراج واشنطن عن 6 مليارات دولار إيرانية كانت محتجزة فى كوريا الجنوبية، بأنها ربما ستطلب ثمنا أكبر من السعودية باعتبار أنها قد تتوصل لصفقة مع الولايات المتحدة والغرب تقود لتوقيع اتفاق جديد بشأن الملف النووى بديلا للاتفاق الذى ألغاه الرئيس السابق دونالد ترامب بمجرد توليه الرئاسة إرضاء لإسرائيل وبعض دول الخليج. هذا التشدد والتلكؤ الإيرانى فى الاستجابة لعلاقات طبيعية مع السعودية والخليج أرسل رسالة سلبية إلى الرياض وعواصم خليجية أخرى، وعزز الرأى القائل بأن إيران لا تريد سوى الهيمنة على المنطقة أو مجرد شراء الوقت حتى تمر عاصفة العقوبات الأمريكية والتحرش الإسرائيلى.
فى تقدير هؤلاء أن إيران كان يمكنها أن تبعث برسائل حسن نية خصوصا فى اليمن، وألا تثير الجدل القديم بشأن حقل الدرة، وأن توقف تدخلها فى الشئون الداخلية للدول العربية وأن تتوقف عن التحرش بالسفن الخليجية فى مياه الخليج العربى.
كل ما سبق هو ما سيطر على أجواء العلاقات التى راهن كثيرون على تطورها لمصلحة البلدين والمنطقة، وقطع الطريق على محاولات إسرائيل للصيد العكر فى مياه المنطقة. وبالتالى فإن عدم جدية إيران قد يدفع بلدان الخليج لسلك سبل وعرة قد تؤذى إيران وعموم المنطقة خصوصا بعدما تردد عن محاولات أمريكية لصفقة شاملة مع السعودية يكون من بينها إقامة علاقات بين الرياض وتل أبيب. وزير الخارجية الإيرانى عبداللهيان وبعد مباحثاته مع بن فرحان التقى الأمير بن سلمان ولى العهد الوزير الإيرانى صباح الجمعة الماضى وسمعنا عن كلمات وتصريحات طيبة متبادلة، وجاء مع الوزير السفير الإيرانى الجديد لدى الرياض عنايتى، وانتهت الزيارة بالحديث عن تشكيل لجان لتعزيز علاقات البلدين، لكننا لم نسمع عن اتفاقيات، والسؤال مرة أخرى: أى مستقبل ينتظر علاقات البلدين والعلاقات الإيرانية العربية عموما، وهل تنجح المحاولات الأمريكية الإسرائيلية فى عرقلة هذه المصالحة؟!

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبداللهيان في الرياض دلالات أولية عبداللهيان في الرياض دلالات أولية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة

GMT 08:39 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل السراويل الرائجة هذا الموسم مع الحجاب

GMT 16:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يرد على قرار المحكمة الجنائية الدولية

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab