‎ما الذى سيفعله نتنياهو فى رفح

‎ما الذى سيفعله نتنياهو فى رفح؟

‎ما الذى سيفعله نتنياهو فى رفح؟

 العرب اليوم -

‎ما الذى سيفعله نتنياهو فى رفح

بقلم - عماد الدين حسين

‎خلافا لعادته وتهوره واندفاعه الدائم، فإن بنيامين نتنياهو ومعه قادة جيشه يتبعون نمطا مغايرا حتى الآن فى رفح، يعتمد على القضم قطعة قطعة، ثم الهضم والابتلاع بهدوء بغرض الحصول على ثمن سياسى كبير، أو الاجتياح الكامل وتثبيت الاحتلال  فى رفح، تمهيدا لخلق واقع سياسى مستمر، كما يأملون ويحلمون.

‎حينما دخل الجيش الإسرائيلى مدن قطاع غزة المختلفة بعد أيام من عملية طوفان الأقصى فى ٧ أكتوبر الماضى، فإنه كان يندفع بقوة كبيرة  ويستخدم الطاقة القصوى لأسلحته بصورة غاشمة، ويقتل الجميع بعشوائية، باعتبار أن هذه الوحشية ستعيد له هيبته المفقودة وكرامته المهدرة وردعه الضائع، إضافة إلى إرهاب وتخويف المقاومة الفلسطينية ودفع وإعادة الهدوء والطمأنينة لمواطنيه فى الداخل، وربما ذلك قد يفسر أحد أسباب زيادة عدد الضحايا من الشهداء والمصابين الذين زاد عددهم عن ٣٥ ألف شهيد و ٧٨ ألف مصاب، وآلاف المفقودين، ناهيك عن تدمير معظم مبانى ومنشآت القطاع بحيث إنه صار غير صالح للحياة بشكل كبير مما يدفع   الفلسطينيين للتهجير. لكن الطريقة التى يتصرف بها الجيش الإسرائيلى مختلفة إلى حد ما فى رفح على الأقل حتى هذه اللحظة.

‎الجيش دخل معبر رفح واحتله وظل بعيدا عن تجمعات أهالى المدينة المحشورين فى مناطق صغيرة ومعهم مئات الآلاف من الذين نزحوا من معظم مدن القطاع ولجأوا إلى رفح ظنا أنها آمنة كما أوهمهم قادة الجيش فى بدايات العدوان

‎بعد أن سيطر الجيش على المعبر، بدأ ينتشر بهدوء فسيطر على جزء من الطريق الرئيسى الذى يربط شرق رفح بغربها، ثم بدأ ينتشر على محور فيلادلفيا المحاذى للحدود المصرية والبالغة حوالى ١٤ كيلو مترا.

‎طوال الوقت كان نتنياهو يقول علنا ويخاطب الإعلام أن مهمة الجيش فى رفح محدودة، وبالطبع كان يناور حتى لا يدخل فى صدام مفتوح مع الرئيس الأمريكى جو بايدن الذى اشترط عليه علنا عدم شن عملية واسعة النطاق فى رفح قبل أن ينقل أهالى المدينة إلى أماكن آمنة ومؤمنة وصالحة للحياة.

‎وتقديرى أن الموقف الأمريكى لم يكن حقيقيا بالقدر الكافى الذى يردع نتنياهو، بقدر ما كان موقعا لامتصاص غضب العرب والمسلمين والاحتجاجات الطلابية واسعة النطاق وبدلا من أن يتخذ بايدن موقفا حقيقيا جادا ويوقف الجسر الجوى المفتوح لإسرائيل، جمد صفقة ذخائر واحدة لإسرائيل ثم أفرج عنها قبل أيام، ونسى بايدن رفح ثلاث مرات فى لقاءات وخطب بكلمات أساسية وحينما تذكرها بعد أسبوع من الاحتلال الإسرائيلى فقد قال إن الأمر يمكن أن ينتهى فورا إذا أطلقت حماس سراح الأسرى، وهو تصريح فهمته المقاومة الفلسطينية بصورة صحيحة وهى أنه يعطى إسرائيل الفرصة لإكمال مهمتها.

‎بعد هذا التصريح ألمحت إسرائيل إلى أنها سوف توسع من عملياتها فى رفح، وطلبت من سكانها والنازحين إليها بالتحرك غربا تجاه مخيمات الكثبان الرملية فى المواصى أو مخيم الشاطئ.

‎وباستثناء الموقف المصرى الصلب إلى حد ما، فإن غالبية المواقف الدولية كانت مجرد إما رفض لدخول إسرائيل إلى رفح أو مناشدة لها بعدم توسيع عملياتها، وهو أمر يفهمه نتنياهو وقادة جيشه باعتباره تصريحا مهذبا بالاستمرار فى العملية.

‎حتى هذه اللحظة فإن نتنياهو غيّر تكتيكه الفج والغاشم، ويلتزم بالهدوء حتى يثبت أقدام الجيش فى رفح.

‎مرة أخرى وما لم تحدث معجزة تتمثل فى إنذار أمريكى صارم لإسرائيل بالتوقف، وهو أمر لن يحدث، أو خسائر قوية توقعها المقاومة بالجيش الإسرائيلى أو انقلاب سياسى على حكومة نتنياهو، أو موقف عربى جاد وموحد فإن نتنياهو سيستمر فى رفح وينفذ خطته خطوة خطوة، وربما يتبع استراتيجية استنزاف المقاومة عبر عمليات توغل فى مناطق محددة خصوصا أن بنك الأهداف قد تم استنفاده منذ أسابيع طويلة. لكن فى أغلب الظن فإن نتنياهو لن يترك رفح والمعبر بسهولة إلا بعد الحصول على ثمن سياسى كبير، فهل تمكنه المقاومة والعرب وبقية العالم من ذلك؟

arabstoday

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 03:56 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 03:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 03:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 03:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 03:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 03:37 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين وإسرائيل في وستمنستر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

‎ما الذى سيفعله نتنياهو فى رفح ‎ما الذى سيفعله نتنياهو فى رفح



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab