الحكومة لماذا لم توفر الدولارات

الحكومة.. لماذا لم توفر الدولارات؟

الحكومة.. لماذا لم توفر الدولارات؟

 العرب اليوم -

الحكومة لماذا لم توفر الدولارات

بقلم - عماد الدين حسين

بعض الناس يسأل:
لماذا لم توفر الحكومة المصرية الدولارات للبنوك والأسواق طوال الشهور الماضية قبل قرار توحيد سعر الصرف، حتى يمكن الإفراج عن السلع الموجودة فى الموانئ، وبالتالى تنفرج الأزمة وتنخفض أسعار السلع، والأهم أن تصبح الدولارات متوافرة فى الأسواق بصورة شرعية وليست فى السوق الموازية؟
الإجابة ببساطة كما تقولها الحكومة: لأنه لم يكن لدينا دولارات كافية حتى يمكن ضخها فى الأسواق للقضاء على السوق السوداء، بحيث تصبح البنوك الرسمية هى المصدر الرئيسى للعملات الأجنبية وليس السوق السوداء.
وحينما تقدم هذه الإجابة لمن يسألك فإنه يعود ليسأل مرة أخرى: وما الذى منع الحكومة المصرية من امتلاك الدولارات، أو حتى الحصول عليها من أى مصدر مادام يمكنها حل الأزمة المتفاقمة التى جعلت سعر الدولار يصل فى السوق السوداء إلى ٧٠ جنيها، مما أدى إلى رفع أسعار جميع السلع والخدمات الأساسية بنفس النسب تقريبا؟!
الاجابة هى أن الذى منع الحكومة من امتلاك الدولارات عدة أسباب بعضها خارجى وبعضها داخلى.
فيروس كورونا وأزمة أوكرانيا أديا إلى تضخم عالمى غير مسبوق وارتفاع أسعار الطاقة والحبوب، مما قاد إلى هروب الأموال الساخنة من مصر إلى البنوك الأمريكية والأوروبية.
وداخليا فإن التضييق على القطاع الخاص وعدم وضوح أولويات الاستثمار فى القطاع العام وتقديس ثبات سعر الدولار وعدم تحريكه بصورة تدريجية، وأسباب أخرى قادت إلى عملقة السوق السوداء ووصول الفارق بين السعر الرسمى والسعر الموازى لأكثر من الضعف، وبالتالى توقفت تحويلات المصريين من الخارج للبنوك المصرية الرسمية، حيث ذهبت هذه التحويلات للتجار مباشرة بأسعار مبالغ فيها تحملها فى النهاية المستهلك أى عموم المواطنين.
والأخطر من ذلك أن كثيرين فقدوا الثقة فى النظام المصرفى بسبب هذا الفارق، وتزامن مع ذلك العدوان الإسرائيلى على غزة واشتعال البحر الأحمر، مما أدى إلى تراجع إيرادات قناة السويس لأكثر من الضعف وتراجع حركة الصادرات والواردات.
هذه الحروب والأزمات والصراعات أدت بدورها إلى ضعف إيرادات السياحة التى كانت واعدة جدا قبل اندلاع الأزمات الأخيرة.
والأسوأ من كل ذلك أن مؤسسات التمويل الدولية خصوصا صندوق النقد الدولى أصرت على ضرورة توحيد سعر الصرف وإعادة هيكلة الدعم أى البدء فى تخفيضه، لكن الحكومة المصرية رفضت مناقشة أى طلبات فى هذا الصدد إلا بعد أن يتوافر لها كمية ضخمة من الدولارات حتى تستطيع توحيد سعر الصرف بصورة صحيحة، وحتى لا يتكرر ما حدث سابقا حينما تم تخفيض سعر الجنيه من دون وجود دولارات كافية، والنتيجة هى استمرار ارتفاع الأسعار مع عدم وجود استدامة فى تدفق الدولارات.
ونعلم تماما أن غالبية البلدان الخليجية كانت قد توقفت عن ضخ المعونات للاقتصاد المصرى، منذ عام ٢٠١٥ تقريبا، أو حتى ضخ الاستثمارات المباشرة ــ باستثناء القطاع العقارى ــ إلى أن تم توقيع صفقة رأس الحكمة مع دولة الإمارات العربية المتحدة بمبلغ ٣٥ مليار دولار، وهو موقف يحسب للإمارات، وبعدها تم الإعلان عن قرض صندوق النقد بمبلغ ٩٫٢ مليار دولار ثم ٣ مليارات من البنك الدولى، وتوقع الحصول على حوالى ثمانية مليارات دولار من شركاء التنمية خصوصا الاتحاد الأوروبى وبعض البنوك والصناديق الإقليمية والدولية.
الآن توافرت حصيلة غير مسبوقة من النقد الأجنبى مرة واحدة فى يد الحكومة المصرية، وبالتالى أمكنها أن تتخذ هذه القرارات بتوحيد سعر الصرف ورفع سعر الفائدة.
ولم يكن يمكنها أن تفعل ذلك من دون توافر هذه الحصيلة، وهكذا بدأت مرحلة جديدة فى عمر الاقتصاد المصرى نتمنى أن تقود إلى انفراجة حقيقية تجعله ينطلق للإمام ويستقطب الاستثمارات الأجنبية ويطلق طاقات القطاع الخاص، ويدعم الصناعة والزراعة وكل ما يعمق الإنتاج الوطنى فعلا وليس قولا، وحتى لا تتحول هذه القفزة إلى فرصة ضائعة جديدة.
وبالطبع فإن تحقق ذلك يتطلب شروطا موضوعية كثيرة تتلافى كل الأخطاء التى وقعنا فيها فى السابق.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكومة لماذا لم توفر الدولارات الحكومة لماذا لم توفر الدولارات



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
 العرب اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
 العرب اليوم - يحيى الفخراني يختار التمثيل ويترك مهنة التدريس في كلية الطب

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
 العرب اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 10:46 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:22 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

توتنهام يضم الحارس التشيكي أنطونين كينسكي حتى 2031

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 10:27 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

سبيس إكس تطلق صاروخها فالكون 9 الأول خلال عام 2025

GMT 08:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 14:02 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الاتحاد الإسباني يعلن رفض تسجيل دانى أولمو وباو فيكتور

GMT 11:47 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

كيروش يقترب من قيادة تدريب منتخب تونس

GMT 19:51 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 2.7 درجة يضرب الضفة الغربية فى فلسطين

GMT 11:50 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الهلال السعودي يكشف سبب غياب نيمار عن التدريبات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab