ماذا لو لم ترد إيران

ماذا لو لم ترد إيران؟

ماذا لو لم ترد إيران؟

 العرب اليوم -

ماذا لو لم ترد إيران

بقلم - عماد الدين حسين

سؤال: ماذا سيكون عليه الحال لو لم تقم إيران بتوجيه ضربة عسكرية إلى إسرائيل صباح الأحد الماضى، ردا على استهداف الجيش الإسرائيلى للقنصلية الإيرانية فى دمشق فى الأول من أبريل الماضى؟.

أطرح هذا السؤال حتى يمكن مناقشة أصحاب الرأى القائل بأن الضربة الإيرانية أضرت بغزة وبالقضية الفلسطينية وأفادت إسرائيل ورئيس حكومتها بنيامين نتنياهو.

المؤكد أن نتنياهو استفاد هو وحكومته، لأن جزءا من الحكومات التى كانت قد بدأت تنتقده بسبب الوحشية المفرضة ضد قطاع غزة طوال أكثر من ستة شهور، قد اضطرت للتهدئة معه، بعد الرد الإيرانى. والمؤكد أن نتنياهو وحكومته ودولته سوف يستغلون الرد الإيرانى للحصول على أسلحة ودعم مالى ودبلوماسى من الحكومات الغربية جريا على العادة المتبعة منذ زرع إسرائيل فى المنطقة.

والمؤكد أيضا أن أخبار العدوان الإسرائيلى على غزة والضفة قد توارت إلى حد ما طوال الأيام الماضية، وصار الصراع الإيرانى الإسرائيلى يتصدر اهتمامات وسائل الإعلام والرأى العام فى المنطقة وأجزاء كبيرة من العالم.

كل ما سبق صحيح، لكن من الموضوعية القول أنه يمثل جزءا من الصورة، وليس كل الصورة.

تعالوا نتخيل أن إيران لم ترد على تدمير قنصليتها فى دمشق وقتل أحد أهم قادة فيلق القدس بالحرس الثورى محمد رضا زاهدى؟.

لو حدث ذلك، فإن أصحاب نظرية أن الرد الإيرانى تسبب فى دعم نتنياهو على حساب غزة، كانوا سيقولون: انظروا إن إيران خائفة ولم تستطع الرد على إسرائيل وأنها طوال سنوات كثيرة تتلقى العديد من الضربات الإسرائيلية، من دون قدرة على الرد.

لو لم ترد إيران بنفسها ومن أراضيها، كان أصحاب الرأى القائل بأن ضربتها أفادت إسرائيل سيقولون: انظروا أن إيران تضحى بالقوى المؤيدة لها فى المنطقة ولا تريد أن تشتبك مباشرة مع إسرائيل، وتتبع «مبدأ التقية» مع أمريكا وإسرائيل. وأن هدفها هو مصالحها القومية الفارسية، وليس نصرة القضية الفلسطينية.

ربما يكون الجزء الأخير هو الصحيح، فإيران فعلا ومنذ ثورتها عام ١٩٧٩ تسعى لتعظيم وتحقيق مصالحها القومية، وربما يكون الجزء أو المكون أو الشعار الدينى وسيلة لتحقيق ذلك. وتمكنت بسبب هذه الاستراتيجية من التأثير على القرارات فى العديد من الدول العربية مثل العراق واليمن ولبنان وسوريا وقطاع غزة.

مرة أخرى لو طرحنا السؤال العكسى وهو: ماذا كان سيحدث لو لم ترد إيران على الضربة الإسرائيلية التى استهدفت أرضا إيرانية ذات سيادة وهى القسم القنصلى فى سقارتها بالعاصمة السورية دمشق؟!

لو حدث ذلك ولم ترد إيران كانت العنجهية الإسرائيلية سوف تتزايد، خصوصا أن إسرائيل زادت فى الأسابيع الأخيرة من وتيرة استهداف الشخصيات والمواقع والقيادات الإيرانية فى سوريا ولبنان، ووجهت ضربات قوية لقيادات فى الحرس الثورى الإيرانى خصوصا فى سوريا.

طبقا لرأى خبراء كثيرين فإن الرد الإيرانى أعاد وضع قواعد جديدة للصراع الإيرانى الإسرائيلى، فإذا لم تقم إسرائيل بالرد مرة أخرى على الضربة الإيرانية فإن القواعد الجديدة هى أن استهدافا إسرائيليا للمصالح الإيرانية سيعنى وجود رد إيرانى فورى.

مرة أخرى ما حدث فى الأيام الأخيرة بين إسرائيل وإيران شديد التداخل والتعقيد، ومن الخطأ الفادح اختزاله فى صيغة الأبيض والأسود. وبالتالى فإن التقييم الموضوعى يحتم النظر إلى كل مكونات الصورة بكل تفاصيلها. وبالتالى يتطلب التقييم الموضوعى مناقشة العديد من العوامل، وهو مدى قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها بمفردها، والغياب العربى شبه الكامل عن هذا الصراع الذى كان اسمه الصراع العربى الإسرائيلى وصار اسمه الآن الصراع الإيرانى الإسرائيلى.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا لو لم ترد إيران ماذا لو لم ترد إيران



GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab