الديون وجهة نظر شخصية

الديون.. وجهة نظر شخصية

الديون.. وجهة نظر شخصية

 العرب اليوم -

الديون وجهة نظر شخصية

بقلم - عماد الدين حسين

«الدين.. هم بالليل ومذلة بالنهار»، لا أعرف هل هو حديث أم حكمة أم قول مأثور، لكنه فى كل الأحوال صحيح مائة بالمائة من حيث المضمون. ولذلك فإن كل الذين تحدثوا فى جلسة «الدين العام.. الإشكاليات والحلول» ظهر يوم الثلاثاء الماضى بالحوار الوطنى فى مدينة نصر، لم يختلفوا على خطورة قضية الديون من أول ممثلى حزب «مستقبل وطن» إلى كل أحزاب المعارضة، ولم يشذ إلا متحدث واحد فى الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، لكن حزبه فى المساء اعتذر عن تصريحاته.
جلسة يوم الثلاثاء كانت واحدة من أشد جلسات الحوار الوطنى سخونة وحيوية، وأدارها عبدالفتاح الجبالى المقرر المساعد للمحور الاقتصادى وهو واحد من أفضل العقول الاقتصادية فى مصر، ومعه النائب المتميز طلعت خليل مقرر اللجنة، وكان واضحا أن الاثنين يمثلان وجهتى نظر مختلفتين فى الكثير من النقاط المطروحة، لكن ذلك تم بمنتهى السلاسة والود واللوائح المنظمة، وساعد على ذلك وجود المستشار محمود فوزى، رئيس الأمانة الفنية للحوار الوطنى، الذى تدخل أكثر من مرة مصوبا محاولات الخروج عن اللوائح أو مستشهدا ببعض مواد الدستور، وطارحا العديد من الأسئلة المحورية.
خلال الجلسة طلبت الكلمة، وقلت إن قضية الديون من القضايا التى يتفق الجميع تقريبا على خطورتها خصوصا أنها وصلت إلى مستوى غير مسبوق، وعلى عهدة ما قاله النائب طلعت خليل، فقد زاد الدين الخارجى بنسبة ٦١٤٪ خلال ست سنوات «حوالى ١٦٥ مليار دولار»، وارتفع الدين المحلى بنسبة ١٠٩٪ ووصل إلى ٤٫٧٨ تريليون جنيه مقابل ٢٫٥٢ تريليون جنيه للدين الخارجى.
نعلم أن هناك أزمة ديون عالمية كبيرة، ونعلم أن هناك أسبابا موضوعية حتمت لجوء الحكومة إلى التوسع فى الاستدانة خصوصا لتثبت أركان الدولة وإقامة البنية التحتية وبالأخص فى الطرق والكبارى وشبكات الكهرباء، لكن علينا الآن أن نتوقف تماما عن الاستدانة إلا لـ«الشديد القوى» وفى الحالات ذات الأولوية القصوى، وأن يكون ذلك مصحوبا بضوابط كثيرة أهمها أن نعرف أين سيذهب هذا القرض وكيف سيتم سداده وأن يعلن ذلك للرأى العام.
طالبت أيضا بضرورة أن يصدر مجلس النواب قانونا يمنع الاستدانة، أو كما قال آخرون تحدثوا بعدى أن يكون هناك سقف للديون لا يتم تخطيه بأى حال من الأحوال. وقال أحد المتحدثين إنه يمكن حينما نسدد قرضا أن نستدين قرضا يماثله حجما إذا كنا مضطرين. وفى هذه الحالة إن لم نستطع سداد الديون، فعلى الأقل لا نجعلها ترتفع.
قلت أيضا إننى أخشى أننا قد نشهد فى المرحلة المقبلة توظيفا سياسيا من الدول التى تقدم القروض ليس فقط ضد مصر ولكن فى كل العالم. وخصوصا فى منطقتنا التى تشهد استقطابا حادا على المستوى الاقتصادى بين الصين وأمريكا، وعلى المستوى العسكرى بين الغرب وروسيا، ناهيك عن الصراعات والخلافات الموجودة فى المنطقة منذ سنوات، وتشهد تطورات متنوعة فى الفترة الأخيرة، وبالتالى فليس مستغربا أن يحاول البعض توظيف الديون والمنح والمساعدات والودائع كأدوات سياسية لتحقيق أهدافه.
قلت أيضا إن بعض المسئولين الحكوميين يحاولون تلطيف الأمور بإطلاق كلمة «تمويلات» على القروض، ظنا أن ذلك، قد لا يجعلها ديونا، وظنى أن هذا خطأ كبير، فالتمويل هو ديون وبالتالى وجب أن نسمى الأمور بمسمياتها حتى يكون الناس على بينة من أمرهم.
خلال الجلسة قال أحد المتحدثين إن الدين المصرى فى منطقة آمنة وعلينا ألا نقلق، وكل الدول تستدين بما فيها أمريكا التى رفعت سقف ديونها أكثر من مرة!!
وقلت ردا على هذه الفكرة أنه أمر خطير جدا أن نحاول تسويق فكرة أن الدين آمن، فى حين أن رئيس الجمهورية بنفسه طلب من الحكومة أكثر من مرة ألا تستدين إلا للضرورة القصوى، والحكومة بدورها شكلت لجنة عليا للسيطرة على الديون وعدم زيادتها وبالتالى، فمن الخطر أن نخدع الناس بهذه الأفكار. ثم إنه لا يمكن المقارنة فى الأرقام والبيانات إلا بين الاقتصادات المتماثلة، وليس بين مصر وأمريكا. وكان طبيعيا أن يصدر الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى بيانا عاجلا بعد الجلسة بساعات يتبرأ فيه من هذا الكلام، ويؤكد على موقفه بشأن خطورة قضية الديون.
مرة أخرى هذا هو رأيى فى الموضوع وهناك أفكار كثيرة فى هذه الجلسة سأعود إليها لاحقا إن شاء الله.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الديون وجهة نظر شخصية الديون وجهة نظر شخصية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
 العرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما
 العرب اليوم - رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
 العرب اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 07:10 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير أممي من تفشي العنف الجنسي الممنهج ضد النساء في السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab