«بلبن» ومناخ الاستثمار

«بلبن».. ومناخ الاستثمار

«بلبن».. ومناخ الاستثمار

 العرب اليوم -

«بلبن» ومناخ الاستثمار

بقلم - عماد الدين حسين

قضية سلاسل شركة «بلبن» أثارت وفجرت الكثير من الأسئلة، التى تحتاج إلى إجابات شافية.


 البعض ركز على النميمة والشائعات وطريقة الإغلاق ثم الانفراجة، وكلها أمور مهمة، لكن هناك قضية أكثر أهمية لم يتوقف عندها كثيرون، وهى علاقة هذه القضية وأمثالها بالتأثير على بيئة ومناخ الاستثمارات والمستثمرين.

لا أحد يجادل فى ضرورة تطبيق القانون بكل صرامة خصوصا حينما يتعلق الأمر بالمواد الغذائية والمأكل والمشرب لأنه يمس حياة المواطنين مباشرة.

بل ربما يكون الخطأ الأكبر الذى وقعت فيه بعض الهيئات الحكومية أنها أهملت مراقبة هذه السلاسل طوال السنوات الماضية، ثم فجأة قررت أن تغلقها بصورة كاملة عند أول غلطة!

سؤالى المباشر: هل فى مثل هذا النوع من المشاكل والأزمات والقضايا يكون هناك نقاش داخل أروقة وأجهزة ومؤسسات وهيئات الحكومة للإجابة عن سؤال واحد محدد: ما هو تأثير اتخاذ قرار بالإغلاق المباشر لسلاسل تجارية ذات اسم معروف يعمل بها ٢٥ ألف عامل وموظف على مناخ وسمعة الاستثمار المصرى؟

مرة أخرى وأرجو أن يكون كلامى مفهوما بصورة جيدة، فما أناقشه لا يتعارض مع ضرورة تطبيق القانون بكل صرامة، لكن الموظف أو المسئول الذى اتخذ قرار الإغلاق، هل ناقش مع آخرين أى بدائل، وهل تم حساب التأثيرات المختلفة، وهل تم التفكير فى انعكاس ذلك على قرار أى مستثمر محلى أو أجنبى بالعمل فى مصر؟!

لو أن ذلك النقاش قد حدث بصورة أو بأخرى، فالمؤكد أنه لم يكن ليتم التعامل مع القضية بالصورة التى رأيناها.


الغريب والمريب أن الحكومة وسائر أجهزتها تتحدث ليل نهار عن ضرورة تشجيع الاستثمار والمستثمرين، وتشجيع القطاع الخاص على إنشاء وتأسيس مشروعات تستوعب أكبر قدر ممكن من العمالة، ويا حبذا لو تمكنت هذه المشروعات من التصدير للخارج وجلب عملات أجنبية نحن فى أمس الحاجة إليها.

وسواء اتفقنا أو اختلفنا مع سلاسل بلبن، فإن فكرتها قد حققت كل ما سبق. فهى مشروع بدأ صغيرا جدا ثم توسع، ثم تمكن من الانتشار فى تسع دول عربية، وكان يتم تصدير منتجات مصرية إلى هذه البلدان لتشغيل فروع السلسلة، إضافة إلى العمالة المصرية، ثم فجأة تقرر إيقاف كل هذه الفروع مرة واحدة، بدون التفكير فى انعكاس ذلك، أولا على مصير الـ٢٥ ألف عامل وأسرهم أى ما يقرب من مليون فرد، ثم على سمعة الاستثمار فى مصر.

 لو أن أى مستثمر أجنبى قرأ أو عرف تفاصيل هذه القصة، فالمؤكد أنه سيفكر ألف مرة قبل أن يقدم على المجىء للبلد، فهو سيقول لنفسه، إذا كانت الحكومة المصرية قد فعلت ذلك مع مستثمر محلى ناجح، فالمؤكد أنها قد تفعله معى أنا الغريب، وبالتالى لن يأتى مرة أخرى.

أتصور أنه كان من الممكن أن تلجأ الأجهزة الحكومية إلى العديد من البدائل التى تطبق القانون وتحافظ على سلامة المواطنين، وفى نفس الوقت لا تهدد وجود شركة بهذا الحجم.

على سبيل المثال أن تغلق الفروع التى ثبت وجود مخالفات جسيمة فيها مثل حالات التسمم، وليس تلك التى لا تؤمن على العاملين فيها، أو لم يتم استخراج شهادات صحية لهم.

قرار الإغلاق المفاجئ، قد يلقى بظلال ثقيلة على استقرار البيئة الاستثمارية وشفافية الإجراءات الحكومية.

كان يمكن أيضا فرض غرامات مالية باهظة على الشركة، والأهم كان مفترضا أن تعلن الحكومة عن قراراتها وإجراءاتها أولا بأول منذ بداية الأزمة.

هل تدرك الحكومة خطورة أن غالبية المواطنين تعاطفوا مع الشركة، حتى لو كانت ارتكبت العديد من الأخطاء الجسيمة؟

هل تدرك الحكومة أن طريقة معالجتها قد تؤثر على سمعة الشركات والمشروعات المصرية فى الخارج خصوصا المنطقة العربية؟

الرئيس يطالب الحكومة دائما بتشجيع الاستثمار، ورئيس الوزراء وكبار المسئولين يتحدثون عن ذلك ليل نهار، ثم تأتى مجموعة من الموظفين الصغار لينسفوا كل ذلك بتصرفهم الأخير.

وقد رأينا بالفعل قرار الرئيس السيسى يوم الأحد الماضى بتوحيد الرسوم على المشروعات فى ضريبة موحدة تسدد من صافى الارباح بعد نجاح المشروع، وهو الأمر الذى لاقى ترحيبا كبيرا من المستثمرين.

لكن طريقة تصرف الموظفين فى قضية «بلبن»  تخالف بوضوح سياسات وقرارات الرئيس، فكيف نحل هذه المعضلة؟

مطلوب مراجعة نموذج التصرف فى قضية «بلبن» حتى لا يتكرر مرة أخرى فى قضايا أخطر.

arabstoday

GMT 17:42 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

سر الرواس

GMT 17:40 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

حلّ «إخوان الأردن»... بين السياسة والفكر

GMT 17:38 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

دارفور وعرب الشتات وأحاديث الانفصال

GMT 17:37 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

أقصر الطرق إلى الانتحار الجماعي!

GMT 17:35 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

بعثة الملكة حتشبسوت إلى بونت... عودة أخرى

GMT 17:34 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

بقايا «حزب الله» والانفصام السياسي

GMT 17:29 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

الهادئ كولر والموسيقار يوروتشيتش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«بلبن» ومناخ الاستثمار «بلبن» ومناخ الاستثمار



نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 05:07 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

مقتل وإصابة 4 جنود إسرائيليين في كمين شمالي غزة
 العرب اليوم - مقتل وإصابة 4 جنود إسرائيليين في كمين شمالي غزة

GMT 12:43 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

السودان .. وغزة!

GMT 11:36 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

عودة النّزاع على سلاح “الحزب”!

GMT 11:38 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

ماذا تفعل لو كنت جوزف عون؟

GMT 15:55 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

زلزال عنيف يضرب إسطنبول بقوه 6.2 درجة

GMT 02:27 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الأربعاء 23 إبريل / نيسان 2025

GMT 11:52 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

ثمة ما يتحرّك في العراق..

GMT 15:56 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب ولاية جوجارات الهندية

GMT 15:51 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

وفاة الإعلامى السورى صبحى عطرى

GMT 15:48 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

"بتكوين" تقفز لأعلى مستوى فى 7 أسابيع

GMT 03:26 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

غارات أميركية تستهدف صنعاء وصعدة

GMT 03:29 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الخميس 24 إبريل / نيسان 2025

GMT 03:24 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

قتلى وجرحى في انفجار لغم أرضي شرقي حلب

GMT 01:13 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

جليد القطب الشمالي يسجل أصغر مساحة منذ 46 عاماً

GMT 03:46 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

ارتفاع حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي لـ23 شخصًا

GMT 12:58 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (103) رحيل الحبر الأعظم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab