الموازنة العامة هل تهم المواطنين

الموازنة العامة.. هل تهم المواطنين؟

الموازنة العامة.. هل تهم المواطنين؟

 العرب اليوم -

الموازنة العامة هل تهم المواطنين

بقلم - عماد الدين حسين

ما هى المؤشرات الرئيسية للموازنة العامة فى العام المالى الجديد الذى يبدأ فى ١ يوليو المقبل وينتهى فى ٣٠ يونيو من عام ٢٠٢٥؟!
كثيرون قد لا يهتمون بهذا السؤال ويعتبرونه كلاما صعبا، فى حين أن العكس هو الصحيح تماما.
الموازنة تتعلق بكل الإيرادات والنفقات خلال فترة زمنية محددة.
فهم الموازنة يجعل أى مواطن يعرف المؤشرات الأساسية للعام المالى الذى سيبدأ بعد حوالى ثلاثة شهور. المفترض طبقا للقانون أن تقوم وزارة المالية بإعداد الموازنة بعد مناقشات مع الوزارات والهيئات والمؤسسات المختلفة، ثم ترسلها لمجلس الوزراء للمناقشة النهائية، ثم ترسل لمجلس النواب قبل الأول من إبريل.
وزارة المالية استنت سنة حسنة وهى أنها تجرى حوارا مجتمعيا بشأن الموازنة قبل إقرارها بصورتها النهائية.
وصباح يوم الإثنين الماضى التقى الدكتور محمد معيط وزير المالية وكبار مساعديه مع بعض رؤساء تحرير الصحف المصرية بحضور كرم جبر رئيس المجلس الأعلى للإعلام وعبدالصادق الشوربجى رئيس الهيئة الوطنية للصحافة للنقاش بشأن مشروع الموازنة العامة للدولة للعام المالى ٢٤ /٢٥.
الوزير تطرق فى اللقاء الذى تم بمقر الوزارة بمدينة نصر إلى العديد من القضايا، وأهم ما لفت نظرى قوله إن الموازنة الجديدة ستشهد مزيدا من الإنفاق على التعليم والصحة والصناعة باعتبار أن مصر نجحت فى السنوات الماضية فى تأسيس بنية تحتية قوية فى العديد من المجالات خصوصا الطرق والكهرباء، وأنه سيتم إعطاء المزيد من الفرص للقطاع الخاص لتوفير المزيد من فرص العمل، خصوصا أن هناك مليون مصرى يدخلون سوق العمل كل عام.
الوزير تحدث أيضا عن تأثير الظروف الخارجية مثل فيروس كورونا وأزمة أوكرانيا والتضخم العالمى ثم حرب غزة وأخيرا اشتعال البحر الأحمر وأثر كل ذلك على الاقتصاد المصرى، ضاربا المثل بأن رغيف الخبز المدعم كان يكلف الدولة عشرين قرشا ويشتريه المواطن بخمسة قروش، وفى هذه الحالة فإن الدولة تتحمل ١٥ قرشا عن كل رغيف، لكن ومع زيادة الأسعار عالميا وارتفاع قيمة الدولار مقابل الجنيه وزيادة عدد السكان ٢ مليون سنويا، فقد ارتفعت تكلفة الرغيف الواحد إلى ١٢٥ قرشا وما يزال يباع بخمسة قروش، وبالتالى تتحمل الدولة ١٢٠ قرشا عن كل رغيف، علما بأن الخبز المدعم يصل إلى ١٠٠ مليار رغيف سنويا، وبالتالى فإن تكلفة دعم رغيف الخبز فقط تصل إلى ١٢٠ مليار جنيه. وبنفس المنطق فإن تكلفة دعم المنتجات البترولية قفزت من ١٨ مليار جنيه قبل الأزمة الاقتصادية الراهنة إلى ١٤٧ مليار جنيه لأن متوسط سعر البرميل أصبح ٨٥ مليار دولار، وارتفاع أسعار الدولار مقابل الجنيه.
وزير المالية يقول إن بوادر الانفراجة الاقتصادية قد بدأت فى الظهور لكنها ستحتاج إلى وقت حتى يشعر بها المواطن. ولتحقيق ذلك فإن أحد أهدافنا الأساسية هى مواجهة التضخم بحيث ينخفض إلى رقم فردى تحت العشرة فى المئة.
أيضا فإن الدولة اتخذت قرارا مهما وهو أنها وضعت سقفا للإنفاق الاستثمارى العام بحيث لا يتجاوز تريليون جنيه للحد من السيولة ومن التضخم، ولإعطاء الفرصة للقطاع الخاص للعمل.
الدكتور معيط تحدث مطولا عن الحزم الاجتماعية التى قدمتها الحكومة خلال الـ 12 شهرا الماضية، وحينما لفت أحد الحاضرين نظره إلى أن ذلك يستفيد منه القطاع الحكومى فقط، رد بأنه تم رفع حد الإعفاء الضريبى إلى أكثر من ٨٠٪ خلال فترة لا تزيد على العام، لمساعدة الجميع خصوصا ذوى الدخل المنخفض. إضافة إلى ذلك ستكون هناك أهمية دائمة لتقوية ودعم الطبقة الوسطى باعتبارها العمود الأساسى للمجتمع.
الدكتور معيط قال إن الحكومة تسعى طوال الوقت لإقناع القطاع الخاص برفع الحد الأدنى للأجور والمجلس القومى للأجور اجتمع أكثر من مرة، لكن هناك ضرورة أن يتم ذلك فى إطار مصلحة الجميع وليس فقط لإرضاء طرف على حساب آخر.
حينما جاء دورى فى الحديث سألت الدكتور معيط: هل يمكن تخفيض قيمة الدولار الجمركى حتى يشعر الناس بتحسن الأحوال، وما هى نسب زيادة الإنفاق على الصحة والتعليم والصناعة، وما هى العقبات الحقيقية التى تمنع تحقيق شمولية الموازنة، وما هى الأخطاء التى وقعت فيها الحكومة وقادت إلى الأزمة الاقتصادية بخلاف الأسباب الخارجية؟
إن شاء الله سوف أحاول لاحقا عرض إجابات الوزير على هذه الأسئلة.

 

arabstoday

GMT 06:31 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الثلج بمعنى الدفء

GMT 06:29 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

فرنسا وسوريا... السذاجة والحذاقة

GMT 06:27 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

التكنوقراطي أحمد الشرع

GMT 06:25 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

جدل الأولويات السورية ودروس الانتقال السياسي

GMT 06:23 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

ليبيا: لا نهاية للنفق

GMT 06:21 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الصناعة النفطية السورية

GMT 06:19 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

دمشق وعبء «المبعوثين الأمميين»

GMT 06:14 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

حرية المعلومات هى الحل!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الموازنة العامة هل تهم المواطنين الموازنة العامة هل تهم المواطنين



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
 العرب اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
 العرب اليوم - يحيى الفخراني يختار التمثيل ويترك مهنة التدريس في كلية الطب

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
 العرب اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 10:46 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:22 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

توتنهام يضم الحارس التشيكي أنطونين كينسكي حتى 2031

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 10:27 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

سبيس إكس تطلق صاروخها فالكون 9 الأول خلال عام 2025

GMT 08:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 14:02 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الاتحاد الإسباني يعلن رفض تسجيل دانى أولمو وباو فيكتور

GMT 11:47 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

كيروش يقترب من قيادة تدريب منتخب تونس

GMT 19:51 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 2.7 درجة يضرب الضفة الغربية فى فلسطين

GMT 11:50 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الهلال السعودي يكشف سبب غياب نيمار عن التدريبات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab